هآرتس 25/12/2024، رفيت هيخت: على خلفية احتضار المخطوفين، شهادة نتنياهو هذيان، الفجوة تمنحه افضلية
للمفارقة، قوة نتنياهو الكبيرة في أيام تقديم شهادته تنبع بالذات من الوضع الحالي، الذي هو من المسؤولين الأوائل عن خلقه. في الملعب العام فان هذا الامر واضح اكثر: في الأيام التي يحتضر فيها المخطوفون بيأس، ومعظم الذين يجلسون في قاعة النقاشات الصغيرة التي لا يوجد فيها اوكسجين، في المحكمة في تل ابيب، فقد استيقظوا في الليل على صاروخ آخر من اليمن، الاحاديث عن جهود رئيس الحكومة الدفع قدما بخبر يؤيد ترشح داليا دورنر لرئاسة الدولة في 2014، أو مقارنة الخبر عن المظهر الجديد لسارة نتنياهو في موقع “اكسنت” امام الخبر في “واللاه”، ببساطة هي هذيان. محرر “واللاه للأزياء”، السيد ليروي، هدد بالاستقالة اذا دخلت صورة زوجتي. أنا أتساءل ما اذا كان السيد ليروي سيهدد بالاستقالة لو أن تلك كانت صورة ليهيا لبيد. هذه الجملة التي قالها رئيس الحكومة. هذا هو الحدث وهذا مستواه.
المرور الدقيق على التفاصيل الموجودة في لائحة الاتهام للملف 4000 – تعذيب مستمر يصل الى درجة البشاعة، الذي يمكن حله جزئيا في جلسة استماع خاصة التي ستعقد اليوم في المحكمة المركزية في القدس – يخدم دفاع نتنياهو لأنه يرهق من يجلسون في القاعة الى حد الموت. ويوفر حوارات من هذا النوع.
قوة أخرى لنتنياهو توجد في ادعاءاته بخصوص علاقة سياسيين آخرين مع رجال في الاعلام. عندما يعرض هذه العلاقات، لا سيما في موقع “واللاه” في الفترة المذكورة فانه ينجح في خلق الانطباع بأن “هذا ما يفعله الجميع”. رئيس الحكومة يحقق النتيجة التي يحتاجها، حيث يقدم عرض بحسبه “الجميع نفس الشيء”، ويقطع الاتصال – خاصة في أوساط المعجبين به – عن “الهدية” المفصلة والرائعة التي تظهر كما يبدو في لائحة الاتهام.
لكن هناك أيضا نقاط ضعف، وهي غير قليلة: في كل مرة يعظم فيها نتنياهو زوجته ويجعلها ملاك ضعيف يشفق على الايتام ومرضى السرطان من الأطفال في المستشفيات، أو يقوم بوصفها بأنها تتجول في العالم وتوزع الهبات السخية – يبدو أن مؤيديه المتعصبين جدا أيضا يشعرون بأن حرارة التزييف تصل الى ظهورهم. بالذات المرات القليلة التي فقد فيها نتنياهو مظهر الغطرسة والواجهة المزدرية والثقة الكبيرة بأنه محق، تتعلق بسلوك زوجته.
أمس، في مناقشة طلبه إزالة خبر تناول الدعوى التي قدمها مسؤول المنزل السابق مني نفتالي ضد الزوجين نتنياهو، بدأ رئيس الحكومة في الغضب ووعد بكشف “أمور صادمة” بالنسبة لنفتالي. وعندما قام محاميه عميت حداد بتسمية بالخطأ لائحة الدعوى بـ “لائحة اتهام”، قال نتنياهو امام الوجه المضطرب للمدعية العامية يهوديت تيرش: “هذا على ما يرام، هم موحدون”. في نفس مستوى الجاذبية رد على خبر آخر بعنوان “ترتيبات النظافة في منزل نتنياهو: العاملون يهربون”.
سواء كانت ملاك أم لا، فان سارة نتنياهو هي التي يلقي نتنياهو عليها البنود الأكثر إشكالية في القائمة. هذا في الوقت الذي يقوم فيه بحبسها في علاقات مغلقة مع زئيف روبنشتاين، الذي مرة تلو الأخرى يتحدث في مراسلاته مع رؤساء “واللاه” عن الزوج نتنياهو بلغة الجمع.
بشكل عام من غير الواضح كيف يمكن لهذه المحكمة أن تعتبر جدية بدون استدعاء السيدة لتقديم شهادتها. زوجها، الذي ينسب اليها قدرات خارقة، ينسب اليها أيضا معظم محاولات التدخل. واذا كان هذا هو الواقع فانه يمكن لهذا الملاك أن يقوم بتبرئة الملاك الحقيقي بجرة قلم. لماذا لا يصر محامييه على جلبها الى منصة الشهود؟.
أيضا محاولات نتنياهو المتكررة، أن ينسب لروبنشتاين، رجل الاتصال كما يبدو، أي دوافع شخصية غير مرتبطة بمصالحه مع الوفيتش، ينطوي عليها الضعف، ولا يهم كم سيكررها (هو كررها عشرات المرات)، حيث أن روبنشتاين، الذي يعرضه نتنياهو كمهرج ممل ومزعج، ازعج مرة تلو الأخرى المدير العام لـ “واللاه”، فيما يتعلق بعائلة نتنياهو. هل لا يوجد لديه أي شيء لفعله افضل من متابعة إزالة الاخبار عن “الشركة النرويجية” التابعة ليئير نتنياهو؟.
إضافة الى ما سبق فان هناك أيضا التناقض المستمر منذ بداية تقديم الشهادة. في مرات كثيرة نتنياهو يشهد على نفسه، حتى بصورة غريبة، بأنه لا يعرف ما الذي يوقع عليه أو أنه لا يتذكر أو أن التوقيع تلقائي. ولكن في مرات أخرى هو يقول بأنه يوقع على مصادقة فقط وفقا للسياسة التي يقودها. يبدو أن نتنياهو حتى الآن لم يقرر بعد أي نوع من رؤساء الحكومة هو: هل هو رئيس حكومة يتخيل نفسه “في نهاية المسار البيروقراطي” أو صانع السياسة التي سينفذ بحسبها شيء معين.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-25 16:24:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>