هآرتس 12/1/2025، عاموس هرئيل: لأول مرة بعد اشهر طويلة، يوجد أساس لبعض التفاؤل
لاول مرة بعد بضعة اشهر يوجد كما يبدو اساس للتفاؤل. دخول دونالد ترامب القريب الى البيت الابيض يزيد بشكل واضح احتمالية التوقيع على صفقة التبادل بين اسرائيل وحماس. في هذه المرة التقارير ليست بدون اساس. المحادثات في قطر تجري بشكل حثيث منذ بضعة اسابيع، والآن يظهر تقدم واضح. التغيير الرئيسي ينبع من ترامب نفسه. فطلبه القاطع بحل هذه القضية قبل عودته الى منصب الرئيس، والتهديد بفتح “ابواب جهنم” اذا لم تتم الاستجابة له، يبدو أنها تخلق ضغط معين على الطرفين. خطوة ترامب تتناغم مع مساعدي الرئيس التارك جو بايدن. يبدو أن الصفقة ما زال يتوقع أن تشمل تحرير مخطوفين على مرحلتين. في البداية سيتم اطلاق سراح النساء وكبار السن والمرضى والمشمولين في “المجموعة الانسانية”. المرحلة الاولى يمكن تنفيذها بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار، الذي خلاله سيكون انسحاب كبير للجيش الاسرائيلي من بعض المناطق التي احتلها في القطاع. مصدر امني رفيع قال للصحيفة بأنه رغم الحقائق اللوجستية الكبيرة التي تم القيام بها في ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا وفي ارجاء القطاع، فان البناء هناك تم حسب مقاربة تقول بأن “كل شيء مؤقت، وعند الحاجة يمكن تفكيكه بسرعة نسبية” (هذه المقاربة مختلفةكليا عن نية احزاب اليمين المتطرفة والمستوطنين، الذين يعملون على الاحتلال الدائم لاجزاء في القطاع على الاقل).
اثناء تنفيذ المرحلة الاولى من المفروض أن يتم اجراء نقاش حول تحرير المجموعة الثانية التي تشمل الجنود والرجال الشباب. الصفقة تشمل ايضا اعادة جثامين المخطوفين، رغم أنه يوجد خوف من أن الفلسطينيين سيقولون إن بعضها لا يمكن العثور عليه. في القطاع يتم احتجاز 98 مخطوف، اسرائيلي واجنبي. والتقدير هو أن نصفهم تقريبا ما زالوا احياء. وحسب معرفتنا فان ادارة ترامب تعمل على صفقة شاملة، التي تعني انهاء الحرب في القطاع. مع ذلك، حتى لو تم الاتفاق فقط على تفاصيل المرحلة الاولى فانه يتوقع أن تكون جهود امريكية تفرض على الطرفين تنفيذ المرحلة الثانية وبلورة صفقة شاملة، التي تعني محاولة لوقف القتال لفترة طويلة.
في الاسبوع الماضي وصل الى الدوحة مبعوث ترامب الخاص للشرق الاوسط ستيف فيتكوف، وكان له دور في المحادثات بين دول الوساطة والاطراف. فيتكوف وصل أمس بشكل مفاجيء من الدوحة الى القدس والتقى مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. قرار نتنياهو ارسال أمس الى قطر طاقم اسرائيل الرفيع، رئيس الموساد ورئيس الشباك ورئيس هيئة الاسرى والمفقودين، هو اشارة اخرى متفائلة بأن الاتفاق قريب حقا. يبدو أن نتنياهو ايضا منح في هذه المرة للطاقم هامش كبير للمناورة في المفاوضات، اكثر مما فعل في السابق. في الجولات السابقة كان يبدو احيانا أن رئيس الحكومة يقوم مسبقا بافشال المفاوضين الاسرائيليين من خلال التفويض الضيق جدا المعطى لهم.
بخصوص التهديدات الامريكية فانه يصعب الاعتقاد بأن حماس تعتقد بأن ترامب سيزود نتنياهو بقذائق ثقيلة من اجل محو ما بقي من المناطق المبنية في القطاع. وحتى بدون ذلك فان الدمار في غزة كبير بما فيه الكفاية، لكن اذا كان الرئيس القادم ينوي السماح لاسرائيل بالتشويش على دخول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة فان هذا سيكون تطور يمكن أن يزعج حماس، التي هي نفسها تتغذى على تضخيم اسعار البضائع وتستخدم المواد الغذائية لتهدئة غضب سكان القطاع عليها.
من جهة اخرى، ربما أن نتنياهو يعتقد أن تهديدات شركاءه في اليمين المتطرف بحل الائتلاف اذا قام بتنفيذ المرحلة الاولى في صفقة التبادل، أقل وضوحا من قبل. في نهاية المواجهة بينه وبين وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير حول التصويت في الكنيست قبل اسبوع، فان الاخير هو الذي تراجع. في حين أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بصعوبة يصل الى نسبة الحسم في الاستطلاعات على خلفية الانتقاد الشديد من قبل ناخبيه بسبب التعاون مع جهود اجازة قانون الاعفاء من الخدمة للحريديين. مواقف مساومة الاثنان بخصوص الائتلاف ضعفت. فهل هذا سيكون كاف كي يلين نتنياهو موقفه في المفاوضات مع حماس؟ الامل في هذه المرة ربما راسخ اكثر، ودعم الجمهور الاسرائيلي لصفقة اعادة المخطوفين كبير جدا.
اضافة الى الحاجة للدفع قدما باعادة المخطوفين فانه يوجد سبب آخر حاسم من اجل التوصل الى الصفقة، انهاء الحرب في قطاع غزة والآن. صباح أمس قتل اربعة جنود في شمال القطاع. في هذه المرة هؤلاء كانوا جنود في قوة لواء الناحل، الذين اصيبوا بعبوة ناسفة كبيرة تم زرعها وتفجيرها في قافلة سيارات غير محصنة، وستة جنود أصيبوا، بينهم واحد اصابته بالغة. فقط في الاسبوع الماضي قتل ايضا عشرة جنود في القطاع. عدد الجنود القتلى في العملية في شمال القطاع التي بدأت في تشرين الاول الماضي وصل الى 50 قتيل.
خلافا لتصريحات القيادة في اسرائيل فانه لا توجد الآن أي فائدة حقيقية للحرب في القطاع. الجيش الاسرائيلي في الحقيقة يجبي ثمنا باهظا من حماس، لكنه لا يقترب على الاطلاق من الحسم العسكري الكامل، وهو يتكبد خسائر كبيرة في حرب استنزاف طويلة ووحشية. الصفقة يمكن أن تكون بداية عملية خلق واقع سياسي مختلف في القطاع، يدمج في الحل ايضا الامريكيين والدول العربية المعتدلة. هنا سيكون رهان كبير ولكنه افضل من استمرار سفك الدماء القائم. وعلى أقل تقدير اذا هاجمت حماس مرة اخرى فان اسرائيل سيكون لها المبرر لاستئناف الحرب ضدها.
الحلقة السياسية
نائب رئيس الاركان، الجنرال امير برعام، يريد انهاء منصبه من خلال الادراك بأن اجراءات التعيين في الجيش الاسرائيلي يمكن أن تكون عالقة لفترة طويلة. توجهه الى رئيس الاركان هرتسي هليفي لطلب اعفائه من المنصب، اللذان العلاقة بينهما بعيدة عن أن تكون جيدة، يمكن أن يزيد تعقيد موقف الاخير. رئيس الاركان كان يهتم بالدفع قدما بجولة تعيينات اخرى في قيادة الجيش، وضمن ذلك تحديد هوية نائب رئيس الاركان القادم، وربما التأثير على تعيين وريثه. لكن الازمة العلنية بين هليفي ونتنياهو ووزير الدفاع اسرائيل كاتس لن تسمح بذلك. خطوة برعام، غير المتناغم معهما، تفاقم الازمة الداخلية في الجيش الاسرائيلي.
الانشغال في التعيينات في هيئة الاركان يجب أن يبدأ بالمفهوم ضمنا، الموضوع الهامشي مقارنة مع الحقائق التي يجب أن تكون في اساس الناقش. القيادة العليا، السياسية والامنية، في اسرائيل برئاسة نتنياهو، وبقيادة هليفي ورئيس الشباك بار، فشلت فشلا ذريعا في مذبحة 7 اكتوبر وفي الاحداث التي أدت اليها. جماهيريا واخلاقيا فان كل المتورطين بشكل مباشر في ذلك ملزمون بتقديم استقالاتهم، ولا يمكنهم استكمال ولايتهم كما تم التخطيط لها مسبقا. ولكن نتنياهو يرفض اعترافه بالمسؤولية. فهو ووزراء الليكود بأمر منه، يحاولون افشال بكل الطرق تشكيل لجنة تحقيق رسمية، رغم أن هذه خطوة مطلوبة وتحصل على تأييد واسع من الجمهور. في حين أن هليفي وبار تحملا المسؤولية عن الفشل، لكنهما لا يسارعان الى تطبيق ذلك. فقط بعض الاعضاء المتورطين في الفشل، من بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية وقائد فرقة غزة اثناء المذبحة، استقالا من منصبيهما في اعقاب الكارثة.
برعام خطط في الصيف الماضي لانهاء سنتين في منصبه، والانتقال الى موقف الانتظار، الى حين اتخاذ قرار حول هوية رئيس الاركان القادم. ولكن في حينه قائد سلاح البر، الجنرال تمير يدعي، احد المرشحين لاستبداله، اعلن بشكل مفاجيء أنه سيستقيل. هليفي طلب من برعام البقاء في منصبه، طالما أن الحرب تجري بصورة مكثفة، وهو وافق على ذلك. في الشهر الماضي برعام توجه مرة اخرى الى هليفي وطلب منه انهاء منصبه بذريعة أن الحرب خفتت. رئيس الاركان قام بتأجيل رده، والآن الرسالة تسربت، وهي تشمل ملاحظة انتقادية. برعام كتب فيها “في ظل الوضع الحالي أنا اشعر بأن قدرتي على الاسهام كنائب لرئيس الاركان محدودة”.
النشر يزيد صعوبة وضع هليفي. فحتى لو اراد تعيين نائب جديد له، فان نتنياهو وكاتس لن يسمحا بذلك. فكاتس يطلب في الاصل وبشكل كبير من هليفي تسريع التحقيقات في الحرب. الحلقة السياسية تحاول بشكل متعمد التضييق على رئيس الاركان من كل الجهات وعرضه كمن يعيق التحقيقات، وغير قادر على تعيين شخصيات رفيعة، ويتمسك بقرون المذبح. كل ذلك مدعوم بتسريع كبير لهجوم ماكنة السم التي تعمل لصالح نتنياهو عن طريق من يخدمونه في وسائل الاعلام وفي الشبكات الاجتماعية. هذه الماكنة، التي تحافظ على النجاعة حتى عندما يكون بعض المتورطين في تشغيلها يوجدون في الخارج، تستمر في التركيز على المزيد من الاهداف. مهمتها هي حرف الانتباه عن اخفاقات نتنياهو وحكومته في المذبحة وأداء الدولة منذ ذلك الحين، وتركيز النار على متهمين آخرين. اضافة الى هليفي فان بار يحتل مكان رئيسي في الهجوم عليه. فبحكم منصبه كرئيس للشباك هو شخص معروف ومكشوف اقل للجمهور. كما قلنا، كانت هناك اسباب كثيرة لاقالته، باستثناء أن نتنياهو يريد استبداله بشخص مريح له في اهدافه ويساعده في نضاله على النخر في نظام الديمقراطية.
في الفترة الاخيرة اجنحة اليمين المتآمرة قامت بنسج رواية مدهشة، من المفروض أن تربط بار بمناورة تحايل مصرية عشية الحرب. الادعاء تم تضمينه بشكل مباشر ايضا في قضية اعتقال المتحدث العسكري بلسان نتنياهو، ايلي فيلدشتاين، وسرقة وثائق من الاستخبارات العسكرية وتسريبها الى وسائل اعلام اجنبية. الطريقة بسيطة: نثر الوحل في كل الجهات يمكن أن يطمس الاتهامات ضد نتنياهو ومحيطه، سواء فيما يتعلق بالفشل أو جهود التغطية عليه. في الهجوم الجديد تندمج ايضا الهجمات القديمة التي هدفت الى المس بمن يقفون في طريق نتنياهو، بالتأكيد اذا اظهروا الشجاعة في 7اكتوبر مثل جنرال الاحتياط يئير غولان والجنرال احتياط اسرائيل زيف والجنرال احتياط نوعام تيفون.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-12 17:36:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>