هآرتس 6/1/2025، يوسي ميلمان: هيرتز هاليفي، رونين بار ودادي بيرنيا، يجب أن يستقيلوا اذا لم يتم إنجاز الصفقة
في فجر 1 كانون الاول 2023 جلس أ.، رئيس قسم في الموساد والمبعوث الكبير لاسرائيل في المفاوضات حول تحرير المخطوفين، في غرفته في الفندق في الدوحة. بعد ساعتين كانت توشك الهدنة على الانهيار في المعارك ومعها انتهاء الصفقة. لقد تم اختطاف الى القطاع 251 شخص، معظمهم على قيد الحياة، بعضهم جرحى وعدة جثث. اربعة آخرون، اثنان على قيد الحياة تسللا الى القطاع وجثة جنديين محتجزة لدى حماس في القطاع منذ 2014.
من 7 تشرين الاول وحتى 1 كانون الاول 2023 تم اطلاق سراح 85 اسرائيلي، 24 مدني من تايلاند ومدني واحد من الفلبين. في ليلة 29 – 30 تشرين الاول حرر الجيش الاسرائيلي والشباك في عملية انقاذ جريئة الجندية اوري مغيدش. في 24 تشرين الثاني بدأت صفقة المخطوفين، التي استمرت لسبعة ايام وفيها اطلقت حماس سراح 10 – 13 مخطوف في كل دفعة (نساء، فتيان واطفال)، مقابل كل مخطوف اسرائيلي ثلاثة من السجناء الفلسطينيين (نساء، فتيان واطفال).
خلال الايام السبعة للصفقة خرقت حماس عدة مرات الهدنة، لكنها اتهمت اسرائيل بخرقها ايضا لأنها قتلت فلسطينيين واطلقت مسيرة في ساعات الحظر. في النبضة الاخيرة اطلقت حماس سراح 8 اسرائيليين وليس 10. ممثلوها طرحوا عدة ادعاءات، منها أنها لم تعد تحتجز مخطوفين مشمولين في خطة الصفقة. مع ذلك، من اجل الوفاء بحصة المحررين العشرة على الاقل، حماس اقترحت اعادة جثمانين.
الكابنت عقد وقرر بالاجماع، باستثناء معارضة الوزير غادي ايزنكوت، اتهام حماس بخرق الصفقة واستئناف الحرب.
في الفندق في الدوحة، الذي كان يوجد فيه أ. – رئيسم الوفد الاسرائيلي للمفاوضات الذي ضم ممثلين من قسم الاسرى والمفقودين التابع للجيش والشباك والموساد – كان يوجد ايضا ممثلون عن قطر، مصر، الولايات المتحدة، ممثلي حماس وعلى رأسهم خليل الحية نائب يحيى السنوار، رئيس حماس في غزة. أ. حاول اقناع ممثلي دولة الوساطة بالضغط على حماس لتنفيذ دورها في الصفقة كي يمكن مواصلة النبضات وتحرير في الايام القادمة عدد آخر من المخطوفين.
في محاولة اللحظة الاخيرة توجه ايضا للجيش وطلب الانتظار ساعتين قبل استئناف القتال. كل ذلك في محاولة استنفاد أي فرصة لمواصلة الصفقة. ولكن الجيش الاسرائيلي، بقيادة رئيس الاركان هرتسي هليفي الذي كان متحمسا للقتال، رفض ذلك. وتم استئناف الهجمات الاسرائيلية ومعها انتهت عملية اطلاق سراح المخطوفين. مر منذ ذلك الحين 14 شهر. من اجروا المفاوضات من الطرف الاسرائيلي – رئيس الموساد دافيد برنياع، رئيس الشباك رونين بار، مدير قسم الاسرى والمفقودين الجنرال نيتسان الون – سافروا الى الدوحة، القاهرة وعواصم اوروبية، لكن بدون فائدة. رئيس الحكومة القطرية ورئيس المخابرات المصرية ورئيس الـ سي.آي.ايه بذلوا الجهود الى أن ظهر احيانا بأنهم يهتمون بمصير المخطوفين اكثر من وزراء الحكومة واعضاء الكنيست والجمهور البيبي.
خلال المحادثات لينت حماس موقفها. بشكل خاص تجدر الاشارة الى تنازلها عن أحد الشروط المسبقة وهو التزام اسرائيل بوقف الحرب. لا شك أن حماس تتصرف بوحشية غير مسبوقة بالنسبة للقضية التي هي في جوهرها انسانية. ولكن ماذا يمكن توقعه من منظمة ارهابية نفذت اعمال ذبح واغتصاب وتعذيب في 7 اكتوبر. الجمهور الاسرائيلي ما زال يتوقع من الحكومة أن لا تتدهور من خلال الوحشية والانغلاق ازاء مصير المخطوفين الى نفس مستوى حماس. لقد اصبح من الواضح لكل شخص يتابع سلوك رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أنه كلما تم تحقيق اختراقة فانه يطرح طلب جديد من اجل التصعيب، وبذلك يقضي على احتمالية تحقيق الصفقة. نتنياهو والوزراء (المعتدلون) يخضعون مرة تلو الاخرى لطلبات المتطرفين في الحكومة، وعلى رأسهم ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وينضم اليهم بعض اعضاء الليكود. نتنياهو يعمل بدوافع شخصية وسياسية للابقاء على الائتلاف وبقائه في الحكم، من خلال يدفع ضريبة كلامية وكأنه شريك في الخوف على مصير المخطوفين وأنه يبذل كل جهد من اجل اطلاق سراحهم.
هذه الرواية المضللة نجح نتنياهو في غرسها في معظم وسائل الاعلام، لا سيما في قنوات التلفزيون التي تخطف انظار الجمهور بالتقارير المثيرة التي تأتي من مكتب رئيس الحكومة عن تحقيق اختراقة وأن الصفقة تجري. المشكلة الاكثر خطورة هي أن رئيس الاركان ورئيس الشباك ورئيس الموساد، الذين يعرفون الحقيقة افضل من وسائل الاعلام، يصمتون، رغم أنهم يعبرون عن انفسهم في الغرف المغلقة وينتقدون الحكومة. لا يوجد توافق في الآراء بين برنياع وبار وألون، وممثلو دول الوساطة استغلوا الجدالات من اجل الدفع قدما باقتراحاتهم، لكن هذا ايضا ثمن لا مناص من دفعه من اجل اطلاق سراح المخطوفين.
هؤلاء الثلاثة يعرفون أن نتنياهو يضللهم. وهم يعرفون أنه كان يمكن، على الاقل في ثلاث مناسبات، اخراج الصفقة الى حيز التنفيذ. في القطاع يوجد 100 مخطوف. المخابرات ابلغت في السابق 36 عائلة بأن ابناءها ليسوا على قيد الحياة. الـ 64 الآخرون حسب تقدير المخابرات ربما 50 فقط ما زالوا على قيد الحياة. وواضح لهؤلاء الثلاثة أن اسرائيل يجب عليها دفع ثمن مؤلم مقابل الصفقة، وأنه من الضروري تنفيذها ليس فقط بسبب أهميتها الاخلاقية، بل بسبب فائدتها السياسية، الامنية والاستراتيجية ايضا. رغم ذلك هم يصمتون، أو على الاكثر يكررون علنا مقولة إنه من المهم تحرير المخطوفين. اذا كان مهم جدا بالنسبة لهم فليفعلوا شيئا.
لقد بقي اسبوعين على دخول ترامب الى البيت الابيض. ربما هذه تكون الفرصة الافضل من اجل تحقيق الهدف المقدس الذي يتمثل بتحرير المخطوفين. يجب على هليفي، برنياع وبار، القول بشكل صريح إنه اذا في هذه المرة ايضا قام نتنياهو وحكومته بتعطيل تحرير المخطوفينفانهم سيستقيلون من مناصبهم. يوجد لهم الكثير مما سيفقدونه. وبالتأكيد ليس هليفي وبار، اللذان يعرفان أنهما يوجدان في المنصب في الزمن المستعار. وقريبا عند انتهاء تحقيقات الجيش والشباكسيستقيلان من المنصب بسبب مسؤوليتهما عن الفشل في 7 اكتوبر.
اذا اعلنا عن نيتهما الاستقالة في حالة تم تعطيل الصفقة مرة اخرى، فانهما على الاقل سينقذان ما بقي من كرامتهما بسبب مسؤوليتهما عن الفشل. واذا لم يسمعهما نتنياهو فان الامر يمكن أن يضعضع حكومته، وبالتأكيد الجمهور، الذي سيعود بكامل القوة للنضال الذي خفت من اجل تحرير المخطوفين.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-06 14:59:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>