هآرتس 25/12/2024، رام فرومان: هل نفتالي بينيت هو المسيح الجديد؟ هل جننتم؟
ها هو يتكشف لنا المسيح الجديد للجمهور العلماني والليبرالي في إسرائيل – هو ليس سوى نفتالي بينيت. الضجة الجديدة هي دعم بينيت في استبدال بيبي. أنا أقول لكل الذين بدأوا في التحدث عن بينيت: هل جننتم؟ أو ربما أنكم مصابون بالخرف؟. هذه هي الاحتمالات الوحيدة التي تخطر ببالي من اجل تفسير هذه الخطوة المريضة.
هيا نتذكر من هو نفتالي بينيت. دخوله الى الساحة السياسية كان عندما شكل “إسرائيل شيلي”، مع اييلت شكيد، وارتباطه ببنيامين نتنياهو في أسوأ اوقاته عندما كان في صحراء المعارضة. الآن، حيث أن هذه المهمة تم القيام بها من قبل اوريخ، لوك وآينهورن، الأكثر تأهيلا، فان كثيرين ينسون أن بينيت وشكيد هما اللذان اخترعا ما يسمى الآن “ماكنة السم”، وهي الماكنة التي اعادت بيبي الى الحكم. كل شيء كان موجود هناك – الاخبار الكاذبة، المعلومات الكاذبة، التوجه الى الشبكات الاجتماعية لتجاوز وسائل الاعلام. صحيح أنهم لم يذهبوا بعيدا مثل مواصلي دربهم. ولكنهم الذين بدأوا كل شيء. بدونهم ربما كان نتنياهو سيكون حتى الآن ينشغل في كتابة مذكراته.
في العام 2015 تم تعيين بينيت في منصب وزير التعليم، وقد توجه الى تقوية عملية تهويد جهاز التعليم. في عهده في الوزارة سجل رقم قياسي في اختراق الجمعيات الدينية وأنوية التوراة في جهاز التعليم الرسمي، أيضا برنامج التهويد المعروف بالاسم المغسول “ثقافة يهودية إسرائيلية” تحول الى موضوع الزامي في التعليم.
في موازاة ذلك هو عرف كيفية شراء عالمه في أوساط العلمانيين عن طريق تشجيع تعليم خمس وحدات للرياضيات. بينيت في الحقيقة قام بتسويق العملية جيدا، والنتيجة هي أن الجمهور تدفق الى صفوف الخمس وحدات، التي لم تتمكن دائما من تحمل هذا العبء. الجهاز الذي لم يتم تأهيله لهذه العملية، والصفوف المكتظة جدا، أدت الى أن النجاح في الرياضيات أصبح الملكية شبه الحصرية لمن استطاع آباءهم الدفع مقابل المعلمين الخاصين. الدمج بين التسويق المبالغ فيه والتنفيذ الفاشل أدى أيضا الى أن كثير من الأولاد الذين لم يناسبهم هذا الموضوع، بدلا من تطوير انفسهم في أماكن مناسبة لهم حاولوا مع ذلك ولكنهم فشلوا.
في موازاة ذلك قام بينيت بما كان يهتم به حقا: ميزانية سخية بشكل خاص من اجل تعميق تهويد جهاز التعليم. في الوقت الذي كان يعمل فيه على تهويد المدارس، شريكته شكيد قامت بتعيين عدد من القضاة غير الليبراليين الذين غيروا طابع جهاز القضاء. الآن نحن نشعر بذلك. وسنشعر به أكثر في المستقبل. في اختبار النتيجة هي كانت اكثر خطورة من ياريف لفين، الذي حتى الآن لا ينجح في تنفيذ معظم تهديداته.
منذ تعيين بينيت في منصب رئيس الحكومة وحصل على المديح بسبب أن حكومته تصرفت بشكل طبيعي، حقا هذا كان تغيير منعش مقارنة مع حكومات بيبي السابقة واللاحقة. ولكن تحت الطاولة كانت حكومة التغيير من اكثر الحكومات اضرارا بالقضية العلمانية – الليبرالية. بينيت جاء مع قائمة طلبات تم تنفيذها كلها. وعلى رأسها كان فتح الانسداد في تمويل زيادة في المستوطنات. صحيح أن نتنياهو حافظ على اغلاق الصنبور طوال ولايته حتى ذلك الحين، والذي قام بفتح الصنبور هو بينيت (بالطبع بعده تم فتح الصنبور اكثر). أيضا ميزانية انوية التوراة قفزت قفزة كبيرة في ظل رئيس الحكومة بينيت كشرط لدخوله الى الحكومة. الثراء الذي يغدقه عليها الآن سموتريتش وستروك هو فقط استمرار للتوجه الذي بدأ فيه بينيت.
في المقابل، اصدقاءه في الحكومة في الجانب الآخر، لم يمنحهم أي مجال صغير للعمل. وقد حظر على كل وزراء ميرتس وحزب العمل ويوجد مستقبل تنفيذ حتى لو عملية صغيرة جدا من اجل رفاه الجمهور العلماني، من خلال التهديد بأن أي خطوة كهذه ستؤدي الى حل الحكومة. النتيجة كانت أنه رغم تشكيلة حكومة التغيير إلا أنها كانت عامل مهم في تحويل إسرائيل الى دولة اكثر تدينا واكثر قومية متطرفة.
مهم التأكيد على أنه لا يوجد أي فرق بين اهداف بينيت، سموتريتش وشلومو كرعي، الفرق فقط في الأسلوب.
الامر غير المعقول هو أنه في يوم صاف يحصل بينيت على أربعة مقاعد من الجمهور المتدين، خائب الأمل من سموتريتش. وكل قوته المتبقية تأتي بالذات من جمهور العلمانيين، الذي هو ضحية افعاله. المذنب هو التوجه الوهمي لكثيرين من بيننا للتفكير بشكل “براغماتي” والقيام بتصويت “استراتيجي”. البراغماتية والاستراتيجية اللامعة أدت الى تتويج بني غانتس وبقاء جدعون ساعر. في الانتخابات يجب التصويت لمن يمثلك ويدفع بمصالحك قدما وإبقاء “الاستراتيجية” جانبا. الحريديون لن يصوتوا “استراتيجيا” لافيغدور ليبرمان، والمسيحانيون لن يصوتوا “استراتيجيا” ليئير غولان. هذا التصويت، البراغماتي والاستراتيجي، هو الذي أدى الى الوضع الذي فيه يمكن العد على أصابع اليد أعضاء الكنيست الذين يمثلوننا ويهتمون بنا. لماذا لهم؟ هم يعرفون أن هذا لن يكون الاعتبار في تصويت معظم الجمهور الليبرالي. لذلك فانه لا يوجد لأي أحد سبب للحفاظ علينا.
صحيح أننا جميعا نريد التخلص من بيبي، لكن هذا التصويت لم يساعدنا في السابق في فعل ذلك، ولن يساعدنا في المستقبل أيضا. فقط هي تسببت بالشر لنا. بدلا من استيعاب الضرر الموجود في هذا التصويت الاستراتيجي أنا أرى حولي اشخاص ينوون الذهاب بعيدا في هذا الاتجاه. ولكن اذا كان التصويت لغانتس وساعر استراتيجيا هو غباء بالنسبة لي، فان التصويت استراتيجيا لبينيت هو انتحار.
في العام 2013 نشرت في هذه الصحيفة مقال بعنوان “من سيدفع ثمن التحالف مع بينيت؟”. أولادنا الذين تعلموا في جهاز التعليم الرسمي هم الذين بأثر رجعي سيدفعون الثمن. وعندما اسأل من الذي سيدفع ثمن التأييد الحالي لبينيت، لأنه في نهاية المطاف الامر يتعلق بنا جميعا، فاننا نحن واولادنا واولادهم من سندفع هذا الثمن. هيا نسقط بيبي، ولكن ليس من اجل، لا سمح الله، تتويج بينيت.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-25 16:32:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>