معركة “طوفان الاقصى” التي حدثت في 7 اكتوبر الماضي في غلاف غزة، كشفت وبالتفصيل المُملّ، عما جرى في اليمن خلال العقد الماضي، وما سيجري لاحقا، رغم بعد المسافة بين غزة واليمن، ولكن هذا هو الذي حدث، فبعد ان اعلن اليمن عن منع مرور السفن المتجهة للكيان الصهيوني في البحر الاحمر، بغض النظر عن جنسيتها والجهة التي تديرها، إذا لم يدخل قطاع غزة الغذاء والدواء، وهو اعلان قد تم تنفيذه عمليا قبل هذا ، عندما احتجزت القوات اليمنية سفينة “اسرائيلية” خلال مرورها في البحر الاحمر، الامر الذي اصاب الكيان الاسرائيلي وحلفائه الغربيين في مقتل. فلم يجد نتنياهو الا ان يستنجد بامريكا وحلفائها الغربيين للتصدي للقوات المسلحة اليمنية، وفي حال لم تتدخل امريكا والغربيون، ستتولى “اسرائيل” الامر!.
المضحك ان الخبراء يرون ان خيارات الكيان محدودة جدا في التعامل مع اليمن، لذلك استنجد نتنياهو بامريكا وفرنسا وبريطانيا، ولكن كما اكدت بعض التقارير فان السعودية طلبت من امريكا ضبط النفس في ردة الفعل ازاء الاعلان اليمني، خشية ان يرد اليمن على امريكا في الداخل السعودي، وهو ما لا تحبذه القيادة السعودية، لذلك لم يجد الثنائي الامريكي الاسرائيلي من خيار امامه الا اللجوء الى عملائهما في داخل اليمن، ممن كانوا يوصفون يوما بـ”الشرعية” و “المقاتلين ضد التمرد الحوثي”، وفي مقدمة هؤلاء رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزبيدي.
هذه الحقيقة كشفت عنها هيئة البث “الإسرائيلية كان”، التي ذكرت ان المجلس الانتقالي الجنوبي أظهر استعدادا مفاجئا للتعاون مع “إسرائيل” في مجال الملاحة البحرية، خاصة بعد تصاعد الهجمات التي تشنها “جماعة الحوثي” ضد السفن “الإسرائيلية” أو المتعاونة معها، والمتجهة الى “اسرائيل”.
ونقل الموقع عن مصادر مقربة من المجلس أن رئيس المجلس عيدروس أبدى استعداده للعب دور مركزي في تأمين طريق الشحن في البحر الأحمر اذا اعترفت “إسرائيل” بتقرير المصير لجنوب اليمن، وأنها إن فعلت ذلك فستجد حليفا في الميدان ضد تهديدات “جماعة الحوثي”.
وقال الموقع إن عيدروس مهتم بالحد من “تهديدات الحوثي”، وتلقي الدعم في هذا الجانب بما في ذلك الدعم من “إسرائيل”، وأن قواته المدعومة من الإمارات تتصرف في عدن بشكل مختلف عن “الحوثيين” في صنعاء.
وكان الزبيدي كثف لقاءاته مؤخرا في عدن، بعد تصاعد هجمات القوات المسلحة اليمنية ضد السفن التابعة للكيان الاسرائيلي في البحرين العربي والأحمر، بعد عودته في الثامن من ديسمبر الجاري من زيارة خارجية شملت السعودية والإمارات، والتقى فيها المبعوث الأمريكي لدى اليمن.
عرض عيدروس خدماته من اجل حماية السفن “الاسرائيلية”، لم يكن امرا مستغربا، فالرجل قال قبل عامين في لقاء تلفزيوني خلال زيارته موسكو :”إن التطبيع مع إسرائيل مسألة واردة، وعندما تصبح لدينا دولة ذات سيادة عاصمتها عدن فإنه من حقنا أن نعرض التطبيع مع إسرائيل، وهذا حق سيادي”.
حركة انصار الله ومنذ اليوم الاول للعدوان الذي تعرض له اليمن بدعم امريكي غربي اسرائيلي، حذرت من ان هدف العدوان هو اقامة نظام في صنعاء موال لـ”اسرائيل”، بهدف السيطرة على موانيء اليمن، وبناء قواعد عسكرية امريكية و”اسرائيلية”، وفرض واقع جديد على هذه الجزر، كما في سقطري وميون وزقر، للتحكم بحركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب والبحر العربي.
اليوم بات واضحا، بفضل “طوفان الاقصى”، ان ما يجري في اليمن كان تمهيدا لمخطط تصفية القضية الفلسطينية، عبر تهجير اهالي غزة الى مصر وتهجير اهالي الضفة الغربية الى الاردن، من دون اي منغصات، وسط صمت عربي رسمي مطبق، ولكن وبفضل هذه المعركة المباركة وبفضل دماء شهداء غزة والضفة الغربية، وبفضل محور المقاومة، وبفضل القوات المسلحة اليمنية وحركة انصارالله، فشل المخطط الامريكي الاسرائيلي في اليمن، وسيفشل بإذن الله في غزة، والايام بيننا.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-12-11 22:12:51
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي