هل تقلب الضفة الغربية السحر على نتنياهو؟

العالم مقالات وتحليلات

العملية العسكرية الضخمة والموسعة التي اطلقتها قوات الاحتلال الاسرائيلي، في شمال الضفة الغربية، والتي وصفت بأنها الأكبر منذ عام 2002، وأدت إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين وتهجير عائلات، وخلفت دمارا واسعا في المدن والمخيمات المستهدفة، حاولت وسائل اعلام الكيان الاسرائيلي تبريرها، بـ”وجود سلاح قادم من ايران”، و”انهيار السلطة الفلسطينية”، و “وجود قائد جديد لحماس في الضفة الغربية مصمم على إثبات نفسه”. متجاهلة حقيقة ان المقاومة في الضفة الغربية، هي ردة فعل طبيعية ازاء المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة منذ 11 شهرا، ومواصلة قوات الاحتلال لممارستها القمعية واقتحاماتها للضفة الغربية، وتسليح المستوطنيين، لنشر الخوف والرعب بين الفلسطينيين، عبر تنفيذ اعتداءات يومية على الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم.

ما لم يتوقعه زعماء الكيان الاسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو، ان تواجه قواتهم مقاومة اسطورية في الضفة، جعلت هؤلاء الزعماء يعيدون التفكير بخططهم بشكل كامل، بعد ان ادركت فصائل المقاومة في الضفة، وفي وقت مبكر، الهدف من وراء هذه الهجمة الوحشية لقوات الاحتلال ضد مخيمات وبلدات شمال الضفة الغربية، وهي هجمة هدفها الاول والاخير، تحقيق حلم “يهودا والسامرة” الذي مازال يراود نتنياهو الذي صرح عام 2020 قائلا: ” نعتقد أن الفرصة متاحة لإعادة سيادتنا على غور الأردن، وعلى المناطق الإستراتيجية في يهودا والسامرة”.

لكن لم يدر في خلد نتنياهو ولا باقي زعماء الكيان، ان يرسم الفلسطينيون لوحة في غاية الروعة، للمقاومة الفلسطينية الواحدة الموحدة، فجميع فصائل المقاومة في الضفة الغربية، اتفقوا على ان لا خيار امام الشعب الفلسطيني سوى المقاومة، وكل ما يقال عن حل الدولتين ليس سوى اكاذيب، كشفتها الاساطير التلمودية التي يؤمن بها نتنياهو قبل بن غفير وسيموتريش، والذي يسعى الى تطبيقها على الارض، الامر الذي يعني ان لا ارض ستبقى للفلسطينيين ليقيموا عليها دولتهم.

اليوم برزت فصائل مقاومة جديدة، مثل كتيبة عرين الأسود في نابلس، وكتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس في مخيم نور الشمس، ومعها كتيبة ثانية باسم “الاستجابة السريعة”، وتمركزت في مخيم طولكرم، تضم مقاتلين من كتائب شهداء الأقصى وكتائب عز الدين القسام وسرايا القدس ومقاتلي وحدة ابو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية، هذه الفصائل حولت حلم نتنياهو الى كابوس، الذي لجأ يائسا الى استخدام الطائرات المروحية والمسيّرات، خلال الايام الماضية، للمرة الأولى منذ بداية الاحتلال للتصدي للانتفاضة المسلحة وكتائبها في جنين وطولكرم ونابلس ومخيماتها وقراها، الا انه لم يفشل في كسر شوكة المقاومين فحسب، بل فشل ايضا في إستعادة ردعه الذي فقده، رغم انه استخدم الدبابات والمدرعات واحدث ما ملك من اسلحة، للسيطرة على مخيم جنين الذي لا تزيد مساحته عن كيلومتر مربع واحد، بعد اقتحامه أكثر من 13 مرة!!.

لا يمكن النظر الى المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، الا على انها احدى معاجز معركة “طوفان الاقصى”، التي كشفت للفلسطينيين، ان بالامكان الحاق الهزيمة بالمحتل، وان “الجيش الذي لا يقهر ليس سوى كذبة كبرى”، لذلك لم يعد السكوت والسكون مقبولا، بينما تنتفخ مستوطنات المتصهينين، حتى وصل عددهم الى اكثر من 800 الف مستوطن خلال الثلاثين عاما الماضية، اي منذ التوقيع على اتفاقيات اوسلو، بل واكثر من باتت الاقتحامات للمسجد الاقصى امرا طبيعا، حتى تجرا الارهابي بن غفير الى الدعوة الى اقامة كنيس في باحة المسجد الاقصى، بينما العرب والمسلمين يغطون في سبات عميق.

ان المقاومة الاسطورية في غزة والضفة الغربية، والاسناد الشجاع لهذه المقاومة من قبل محور المقاومة، سوف لن تقبر حلم نتنياهو، في تدمير غزة وابتلاع الضفة الغربية فحسب، بل سينقلب سحره على كيانه، الذي بات يتقلص جغرافيا، بعد ان اصبحت مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، ومستوطنات غلاف غزة، مهجورة، إثر عودة مئات الالاف من الصهاينة الى اوطانهم هربا من الحرب، وهناك الالاف يسعون للحاق بهم، دون ان تتمكن قوات الاحتلال ومن ورائها القوات الامريكية من اعادة مستوطن، او حتى تحرير اسير واحد، رغم الابادة والارهاب والوحشية التي تعامل بها الثنائي الامريكي الاسرائيلي، مع الشعب الفلسطيني الاعزل.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-08-31 20:08:03
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version