هل تواجه الضفة الغربية مصير غزة؟

العالممقالات وتحليلات

بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية هي الأوسع منذ عام 2002 في الضفة الغربية، يشارك فيها سلاح الجو، إلى جانب جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، مع استنفار آلاف الجنود. اقتحامات، اعتقالات، قتل، ومحاصرة مستشفيات في مدن جنين وطوباس والخليل، ومخيمات نور شمس والفارعة وطولكرم، مع التركيز على المخيمات.

التاريخ المتكرر للاعتداءات

الاعتداءات الإسرائيلية على مدن ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلة ليست بجديدة. فمنذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، وقطعان الاحتلال يعتدون على الفلسطينيين مع التمدد السرطاني للاستيطان. انتفاضة الحجارة، وانتفاضة الأقصى، وانتفاضة عام 2015، وهبة الأقصى، وهبة الأسرى، خير دليل على ذلك، حيث تصل آلة القمع الإسرائيلية ذروتها، لتتصدى لها سواعد الفلسطينيين، بدءًا من حمل الحجارة والسلاح الأبيض، وصولًا إلى إطلاق الصواريخ.

دور الحكومة الإسرائيلية الحالية

ولكن هذه المرة، التصعيد في الضفة بدأ مع مجيء حكومة “المثلث الإرهابي” برئاسة بنيامين نتنياهو، وما يسمى بوزير الأمن القومي بن غفير، ووزير المالية سموتريش، مع تمدد أوسع للاستيطان. زادت وتيرة التصعيد مع الإخفاقات الإسرائيلية في ميدان معارك قطاع غزة، حيث يشن كيان الاحتلال إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في القطاع، شملت قصف المستشفيات والجامعات والمدارس ومراكز الإيواء والمنازل على رؤوس قاطنيها، وكذلك تهجير الفلسطينيين من مكان إلى لامكان في القطاع، بحجة البحث عن الأسرى الإسرائيليين الذين أسرتهم حركة حماس في اليوم السابع من أكتوبر التاريخي، حيث وضعت حصانة كيان الاحتلال في الحضيض.

التصريحات الإسرائيلية والتداعيات المحتملة

مع التصعيد الإسرائيلي، طل وزير الخارجية الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” ليقول إنه يجب التعامل مع التهديد في الضفة تمامًا كما نتعامل مع البنية التحتية في غزة، وأنه يجب حصول “إجلاء مؤقت للسكان من الضفة الغربية”، في إشارة واضحة إلى التدمير المستمر في قطاع غزة، وكذلك التهجير المستمر لسكان القطاع.

مع استعار هجمات المستوطنين على مدن وقرى الضفة وفلسطينيي أراضي 48، وإحراق أراضيهم الزراعية، والاعتداء على الفلسطينيين، وقطع المياه عنهم في بعض الأماكن. والأمر الآخر في هذه التصعيدات هو التركيز على المخيمات، حيث تتواجد فيها فصائل المقاومة والكتائب التي تتصدى لأي اقتحام إسرائيلي ينتهك حرمة بيوت الفلسطينيين أو يتعدى عليهم.

وهنا تطرح عدة تساؤلات نفسها: إذا كانت الغاية الإسرائيلية من الإبادة الجماعية في قطاع غزة هي تحرير الأسرى الإسرائيليين والانتقام من حركة حماس لما يزعمون جرى في السابع من أكتوبر، فما هي الحجة الآن في الضفة؟ وماذا يريد كيان الاحتلال من الضفة الغربية؟ هل يريد أن يحولها إلى غزة ثانية يمارس فيها أبشع آليات القتل ولا يرحم فيها لا الحجر ولا البشر؟ وما وراء القول بإخلاء الضفة من السكان، أليس هذا تصريحًا واضحًا لتنفيذ المخطط الإسرائيلي من أجل تهجير الفلسطينيين والتطهير العرقي، استشهادًا بقولهم “لا دولة بين البحر والنهر إلا إسرائيل”؟

ردود الفعل الفلسطينية

وعلى المقلب الفلسطيني، المقاومة الفلسطينية على أهبة الاستعداد للتصدي للقمع الإسرائيلي بكافة الوسائل. الأحداث في الضفة والإبادة الجماعية في قطاع غزة، والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، والاقتحام المتكرر من قبل المستوطنين وبن غفير بحماية جيش الاحتلال، ينذر باندلاع انتفاضة ثالثة في فلسطين، ولكن هذه المرة بحلة جديدة ونفس فلسطيني جديد يخرج من مواجع وآلام تكدست عبر السنين، ولم ينفعها لا مرهم ما تسمى باتفاقيات السلام، ولا الإدانات والشجب من قبل الحكومات، سوى صوت الشعوب الذي بات يصدح في كل بقعة في المعمورة.

*معصومة عبدالرحيم

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-08-29 12:08:36
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version