المقال يشير الى الحدود التوراتية المزعومة لـ”اسرائيل الكبرى” والتي تشتمل على الاراضي المحتلة حاليا بالاضافة الى الضفة الغربية، غزة، مصر، لبنان، سوريا، الأردن، العراق. باختصار، الاراضي الواقعة ما بين ” نهر مصر الى نهر برات او الفرات ” وبحسب العقيدة اليهودية فانه يجب غزو هذه الاراضي والاستيلاء عليها.
خلال الآونة الاخيرة اثارت خريطة “إسرائيل الكبرى” على ملابس جندي صهيوني جدلا واسعا، حيث رأى البعض أنها تعكس أجندة توسعية لكيان لاحتلال. وقبل ذلك كان وزير المالية بحكومة الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش، قد ظهر خلال وجوده بالعاصمة الفرنسية، وخلفه خريطة “إسرائيل الكبرى”.
لكن الذي غاب عن هؤلاء هو ان هذه العقيدة ليست وليدة الساعة بل هي متجذرة بين المسؤولين الصهاينة. ففي عام 1982، نشر الصحفي الإسرائيلي عوديد ينون والذي كان يعرف ايضا بانه مستشار لارييل شارون وثيقة بعنوان “الخطة الصهيونية للشرق الأوسط في الثمانينيات”، والتي تستند إلى رؤية مؤسس الصهيونية ثيودور هيرتزل، مطلع القرن الماضي، ومؤسسي “إسرائيل” نهاية الأربعينيات تطرق فيها الى هذا المعنى.
وقد نجح كيان الاحتلال خلال جولاته السابقة مع الدول العربية في تحقيق جزء من هذا المشروع باستيلائه على سيناء واستعادتها في مقابل الاعتراف بشرعيته واحتلال مزارع شبعا وجزء من الجولان وضم مساحات من غور الاردن.
واليوم ايضا يحاول استكمال خطته من خلال السعي لضم مناطق في الضفة الغربية، تمهيداً لابتلاعها كاملة، وضمها إلى الاراضي المحتلة. كما ان دعوة سكان غزة لمغادرتها، وتنفيذ أكبرعملية تهجير قسري في التاريخ الحديث، وتصريح وزير خارجية الإحتلال إيلي كوهين بانه في نهاية الحرب الحالية ستقلص مساحة غزة، هي مؤشرات أخرى على إن “تل أبيب” وبناء على قاعدة “ما لايدرك كلّه لا يترك جلّه” لازالت تطمح بتنفيذ هذا المشروع، حتى وان كان يعارض جميع الاعراف والقوانين الدولية.
كما يرى بعض الخبراء ان كيان الاحتلال يحاول استغلال الظروف المتأزمة الراهنة في المنطقة لتنفيذ مشروعه في لبنان، وان عمليات القصف المكثفة الاخيرة للاراضي اللبنانية ما هي الا تمهيد للاجتياح البري لهذا البلد.
ولكن ما الذي حال حتى الان دون تنفيذ كيان الاحتلال لهذا المشروع؟، الجواب واضح، الحركات التحررية سابقا والمقاومة الاسلامية لاحقا. فالحركات التحررية والمقاومة هي التي حالت حتى الان دون تحقيق الكيان الصهيوني لحلمه بتنفيذ مشروع “اسرائيل الكبرى”. وكان قصب السبق في هذا المجال على سبيل المثال لا الحصر، لقادة افذاذ مثل الشهداء عباس الموسوي، قاسم سليماني، عماد مغنية، اسماعيل هنية وآخرهم سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله. هؤلاء القادة الافذاذ طمسوا مشروع “اسرائيل الكبرى” وجعلوا كيان الاحتلال ينبري لبناء جدار حوله يقيه من بأسهم ويعتبره حدا نهائيا لحدوده.
اما الاغتيالات الاخيرة التي طبّل لها الكيان والتي يحلم بأن يتم من خلالها اضعاف المقاومة، رغم عظم وطأتها وجسامتها، فهي لن تفلح في إطفاء جذوة المقاومة فحسب، بل ستزيدها تأججا وصلابة، والتاريخ أثبت أن القائد يخلّفه ألف قائد.
احمد سعيد
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-09-30 22:09:38
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي