هل ماء الأرز هو السر لشعر أكثر صحة؟

يمتلك الجميع المكون السري لشعر أطول وأقوى وألمع في خزانة مطابخهم.

يعود تاريخ استخدام ماء الأرز لتعزيز صحة الشعر وتقويته قرونًا إلى الوراء وصولًا إلى الحضارة الآسيوية، واشتهرت أيضًا هذه الطريقة في الوقت الحاضر مجددًا لتحصد ملايين التأييدات على مواقع التواصل الاجتماعي.

تساعد مختصة الجلدية الطبيبة شيلبي خيتربال والطبيب ألوك فيج في هذا المقال على توضيح الحقيقة من الخرافة، ويكشفان عما إذا كان غسول ماء الأرز يقدم حقًا النتائج الخيالية التي شغلت مواضيع صالونات التجميل على مدى سنوات.

كيف يفيد ماء الأرز في صحة الشعر؟

ماء الأرز سائل نشوي يتكون نتيجة نقع الأرز أو طهيه في الماء، ويحتوي هذا الخليط فاتح اللون عددًا كبيرًا من العناصر المغذية التي تجعل الأرز أحد أهم مصادر الغذاء في العالم.

يفيد هذا الغسول في تحسين صحة الشعر، بفعل النشا الذي يتحرر من الأرز عند نقعه في الماء.

يوضح الطبيب فيج: «يعمل النشا مثل مرطب للشعر، يستقر على الطبقة الخارجية للشعرة المعروفة بالقشرة، ويمنع الاحتكاك بين الشعرات ما يحول دون تقصفها أو تكسرها».

يحتوي الأرز أيضًا مضاد للأكسدة يدعى الإينوزيتول، الذي يوصف بكونه عامل نمو للشعر، إضافةً إلى مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي تحمي الشعر من العوامل الضارة والمؤذية.

تتضمن الفيتامينات والمعادن السابقة:

•  فيتامين بي.
•  فيتامين إي.
•  الألياف.
•  المغنيزيوم.
•  المنغنيز.
•  الزنك.

فوائد محتملة لماء الأرز

تكثر الفوائد والإيجابيات لماء الأرز في تعزيز صحة الشعر، ويقول محبو غسول ماء الأرز أنه يجعل الشعر أكثر لمعانًا وقوة، ويقلل من التشابكات التي تسبب تكسره.

تكمن الفائدة التي تبحث عنها النساء في نمو الشعر. تقول الأسطورة أن ماء الأرز ساعد نساء البلاط الإمبراطوري خلال فترة هيان في اليابان على إطالة شعرهن حتى وصل طوله إلى الأرض، وسميت خصلات الشعر الطويلة باسم كوروكامي.

يُعد ماء الأرز في وقتنا الحالي جزءًا أساسيًا من نظام العناية بالبشرة في الصين، خاصةً في بلدة هوانغلو، ودخلت البلدة نتيجته مجموعة غينيس للأرقام القياسية بوصفها القرية التي تمتلك نساؤها أطول شعر في العالم.

هل ثبتت فعالية ماء الأرز علميًا؟

تقول الطبيبة خيتربال: «تشير الحكايات إلى كثرة الفوائد التي قد يقدمها ماء الأرز للشعر، ولا يوجد رغم ذلك أي دراسات علمية تثبت صحة الموضوع حتى الآن».

يوضح أيضًا الطبيب فيج أن الشيفرات الوراثية هي التي تتحكم بمعدل نمو الشعر لدى البشر، ويقول: «تؤثر بعض العوامل الأخرى مثل التغذية والعمر وصحة الجسم العامة في معدل نمو الشعر، وقد تمتلك أساليب العناية بالشعر السابقة أثرًا ثانويًا في صحته».

هل يترافق استخدام غسول ماء الأرز مع مخاطر؟

لا توجد مخاطر تذكر لاستخدام ماء الأرز ماعدا استنزافه لمحتويات مخازن المطبخ من الأرز.

تقول الطبيبة خيتربال : «لا يترافق استخدام ماء الأرز مع خطر تضرر الشعر، وذلك لخلوه من المواد الكيميائية الضارة أو الإضافات».

تحذر الطبيبة من يعانون التهابات فروة الرأس من استخدام ماء الأرز، وذلك لتفادي حدوث تهيجات إضافية، وقد يؤدي أيضًا عدم تنظيف الشعر وفروة الرأس جيدًا من ماء الأرز بعد استخدامه إلى تهيج المنطقة.

كيفية صنع ماء الأرز واستخدامه:

يُعد صنع ماء الأرز من أسهل الأنشطة التي يمكن القيام بها في المنزل، إذ يمتلك الجميع المكون الرئيسي لإكسير الشعر هذا في مطابخهم.

توجد ثلاث طرق رئيسية لصنع ماء الأرز:

•  نقع الأرز في الماء مدة تتراوح بين نصف ساعة إلى ساعتين.
•  صنع خليط من الماء والأرز ثم غليه.
•  نقع الأرز في الماء يوم أو أكثر حتى يتخمر الماء.

تقول الطبيبة خيتربال أن الطريقة التي تتطلب وقتًا أقل قد تقدم أفضل النتائج، وأوضحت أن عملية غلي الأرز في الماء قد يُفقد الغسول بعض مواده المغذية، وقد يؤدي نقعه فترة طويلة إلى تلوث الخليط ببعض أنواع البكتيريا.

تشير معظم تعليمات صنع ماء الأرز على الانترنت إلى غسل الأرز قبل البدء، إضافةً إلى تصفية المنتج النهائي قبل وضعه على الشعر، وتوجد خطوات هذه العملية بالتفصيل على مواقع الانترنت.

تُعد تعليمات استخدام ماء الأرز بعد صنعه بطريقة صحيحة سهلة جدًا، ويقول الطبيب فيج: «تنص التعليمات على غمر الشعر بماء الأرز بعد انتهاء غسله، ثم تركه نحو 20 دقيقة قبل غسله مرةً أخرى».

هل يمكن أكل الأرز الذي صُنع منه غسول ماء الأرز؟

يمثل هذا خبرًا جيدًا لمن يحب إعادة الاستخدام، وتقول الطبيبة خيتربال أنه لا يوجد سبب فعلي يدفع إلى التخلص من الأرز بعد صنع ماء الأرز منه، ولا تجعل هذه العملية الأرز غير متاح للاستخدام.

يساعد تناول الأرز على وصول المواد المغذية الموجودة داخله إلى أنحاء الجسم جميعًا وليس فقط الشعر، ويقصر نقع الأرز في الماء مدة طهيه بعد ذلك أيضًا.

الخلاصة

يوضح الطبيبان خيتربال وفيج أن استخدام ماء الأرز للشعر هو خيار شخصي، ولا يوجد فعليًا أي شيء يمنع من تجربة هذه الطريقة الرائعة للحصول على شعر أكثر جمالًا وقوة.

يقول الطبيب فيج: «لا يوجد حتى الآن الكثير من الإثباتات العلمية التي تؤكد فوائد استخدام ماء الأرز، رغم أنه أثبت فعاليته عبر القصص والحكايا التاريخية، وأنصح الناس باتباع ما يناسب صحتهم وشعرهم بصرف النظر عن الأدلة التي تثبت فعاليتها».

اقرأ أيضًا:

هل يجب غسل الأرز قبل طهوه؟

ماذا تقول أحدث الأبحاث عن تساقط الشعر وطرق إعادة نموه؟

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: ميرڤت الضاهر

المصدر