هل من السيئ حقًا النوم بشعر مبلل؟

تُروى كثير من الحكايات القديمة المختلفة فيما يتعلق بهذا الموضوع، ولكن ما صحتها؟

يفضل كثير من الناس الاستحمام ليلًا بدلًا عن الاستحمام في الصباح، لكن عندما يحين موعد النوم يتقاعسون عن تجفيف شعرهم، ثم يذهبون إلى السرير من دون الاكتراث لأمر شعرهم المبلل. من ناحية أخرى يقول بعض الأشخاص إنّ هذا التصرف له تأثير سلبي في صحتنا. فهل هذا صحيح، أم إنّ الاستغناء عن تجفيف الشعر ليلًا قبل النوم أمرٌ لا بأس به؟

ما الادعاءات فيما يتعلق بالنوم بشعر مبلل؟

تُشاع كثير من المعتقدات فيما يخص النوم بشعر مبلل وما يؤول إليه من مخاطر صحية محتملة، لكن بعض تلك المعتقدات مشكوك بصحتها أكثر من غيرها. لذلك، سنسلط الضوء على بعض المعتقدات الأشيع.

«قد يسبب الشعر المبلل الإصابة بنزلة برد»:

من السهل إدراك أن هذا المعتقد لا صحة له لأن نزلات البرد تسببها الفيروسات وليس رطوبة الشعر؛ فالشعر المبلل الملتصق برقبتنا طوال الليل سيجعلنا نشعر بالبرد ليس إلا، ما يؤدي إلى صعوبة النوم جيدًا، على هذا فإن وضع منشفة على الرأس لن يحل المشكلة. إضافة إلى ذلك، فإن الخروج في فصل الشتاء بشعر مبلل لن يصيبنا بنزلة برد أيضًا، بالرغم من أقاويل جداتنا، لكنهن محقات في أمور أخرى.

«قد يسبب الشعر المبلل تيبّس الرقبة أو الصداع»:

يصعب تحديد مصدر هذه الإشاعة التي طالما سمعناها؛ إذ يمكن تفسير ذلك بأنه في أثناء النوم تتشنج عضلات الرقبة عند محاولتنا تجنب البلل البارد من دون وعي، أو قد تكون المشكلة أن الرأس يكون أكثر برودة من باقي الجسم. مع ذلك، لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذه الفرضيات. ببساطة إن كان النوم بشعر مبلل غير مريح أو يجعلنا نشعر بالبرد يمكن التوقف عن فعل ذلك لأنه لا يوجد دليل يشير إلى أن هذه المشاكل عالمية، بل قد يستيقظ كثير من الأشخاص من دون الشعور بالصداع بعد نومهم بشعرهم المبلل.

«قد يؤدي النوم بشعر مبلل إلى تلفه»:

يظن بعض الأشخاص أن الاستغناء عن مجفف الشعر سيحميه من التلف الناتج عن تعرضه للحرارة وهذا صحيح، لكن هذا لا يعني أن استبدال تصفيف الشعر بالحرارة بقضاء ثماني ساعات بشعر مبلل بالماء سيجعله بحال أفضل، بل في هذه الحال سيبقى عرضة لبعض المشاكل للأسف.

وفقًا لطبيب الجلدية تيموثي شميدت في بيان لجامعة يوتا الصحية: «يكون الشعر المبلل أكثر هشاشة وعرضة للتقصف مقارنة بالشعر الجاف؛ إذ إن الماء يضعف بنية بروتين الشعر ما يجعله أكثر مرونة وأسهل في تمدده وتقصفه».

تشير دراسة أجريت في عام 2015 إلى أن تمدد ألياف الشعر إلى ما بين 30 و70% من طوله الأصلي قد يسبب تلفه، ويمكن رؤية ذلك بسهولة في أثناء النوم. ويُتوقع أيضًا أن الاحتكاك المفرط قد يكون ضارًا لذا ينصح الخبراء بعدم فرك الشعر ودعكه بالمنشفة بغية تجفيفه.

ينصح الطبيب شميدت في حال لم يكن هنالك وقت كافٍ لتجفيف الشعر قبل النوم بتركه يجف طبيعيًا أو باستخدام حرارة معتدلة لأطول فترة ممكنة مع مراعاة استخدام غطاء وسادة من الحرير أو الساتان لتقليل الاحتكاك بين خصلات الشعر الرطبة.

«قد يتسبب بقاء الشعر مبللًا بظهور قشرة الرأس»:

للأسف فإن هذه المعلومة صحيحة!

تعد البيئة الرطبة بيئة مثالية لتكاثر الفطريات، وقشرة الرأس إحدى الحالات التي قد تنتج عند انتشار هذه الميكروبات المزعجة في فروة الرأس وتشمل الإصابة بسعفة فروة الرأس والتهاب الجلد الدهني.

يعد فطر الملاسيزية أحد الأنواع المزعجة جدًا؛ حيث يوجد على جلد الإنسان طبيعيًا، لكنه قد يسبب مشاكل عندما يتكاثر على نحو مفرط أو عندما يصيب الجريبات الشعرية.

بحسب طبيب الطوارئ شيراج شاه لموقع هيلث لاين: «يخلق كلًا من الشعر المبلل، والرطوبة التي تتسرب إلى الوسادة في أثناء النوم، إضافة إلى حرارة الرأس بيئة مثالية لنمو الفطريات ما قد يزيد من خطر الإصابة بعدوى فطرية».

الخلاصة:

مع أن بعض المعتقدات المتعلقة بالذهاب الى النوم بشعر مبلل تُصنف ضمن (خرافات العجائز القديمة)، لكن بعضها يستحق أن يؤخذ بالحسبان، فلن نُصاب بنزلة برد لكن قد نتعرض لعدوى فطرية وتلف الشعر أيضًا.

يسدي إلينا اختصاصي طب الأسرة الدكتور ماثيو جولدمان من عيادة كليفلاند بنصيحة بسيطة مفادها: «اخلد إلى النوم بشعر جاف قدر المستطاع».

إذا كان من الصعب إيجاد الوقت في إحدى الأمسيات، فإن تجفيف الشعر قدر المستطاع واستعمال منشفة من الألياف الدقيقة أو غطاء وسادة حريري قد يساعد في الحد من أضرار الشعر، فضلًا عن استعمال الشامبو الجاف.

اقرأ أيضًا:

دواء تساقط الشعر قد يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب

ماذا تقول أحدث الأبحاث عن تساقط الشعر وطرق إعادة نموه؟

ترجمة: رغد شاهين

تدقيق: ريمي سليمان

مراجعة: باسل حميدي

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-07-16 23:33:30
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version