كتبت صحيفة “النهار”:
برز حرص سياسي لافت في اليومين الماضيين من أجل الاطلاع على تفاصيل الحوار الذي أجراه مساعد وزير الخارجية السابق أرون ديفيد ميلر مع مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في شأن ما قاله عن مراحل ثلاث للتهدئة والحل في الجنوب، من جهة للمقارنة مع ما تضمّنته خريطة الطريق التي اقترحتها فرنسا للحل، أو تكاملها مع ما يعتقد هوكشتاين بدوره أنها “خريطة طريق” للوصول إلى الحل، ومن جهة أخرى من أجل رصد السياق الذي يأتي هذا الأخير من ضمنه. لم يخف هوكشتاين تفاؤله أكثر من آخرين لا يجارونه في ذلك ولكنه لم يخفِ قلقه اليومي من خطأ في الحسابات أو حادث ما كصاروخ شارد أضاع هدفه أو حاد عنه ما قد يجبر النظام السياسي في لبنان أو في إسرائيل على الردّ بطريقة قد تستدرجهما إلى حرب كبيرة، رغم أن كليهما يدرك أن حرباً من هذا النوع ليست من مصلحة أيّ منهما. ولكن هذا لم يمنع حروباً قامت في أنحاء عدة في العالم حتى لو لم يردها الزعماء الذين وجدوا أنفسهم أمام خيار الذهاب إلى الحرب. لذلك قال إنه يستمر العمل بقوة على منع اتساع التصعيد الذي يزداد بين فينة وأخرى، ولكنّ الهدف هو الوصول إلى اتفاق في الوقت المناسب أو حين تبرز المناسبة التي ربما تكون مرتبطة بالحرب في غزة أو لا تكون، على أن لا يكون الاتفاق نفسه الذي تم في 2006.
ويشرح هذه النقطة بالقول إن الاتفاق في 2006 أنهى الحرب آنذاك ووفّر 18 عاماً من اللانزاع، وهي مدة طويلة أدّت إلى قرار في مجلس الأمن الدولي حمل الرقم 1701. وهذا يتطلّب من كلا الجانبين القيام بأشياء لا يستطيع أي منهما فعلها في الصراع الحالي ولم يقوما بها في 2006. لذلك فإننا نحتاج إلى اتفاق يضغط على الجانبين للذهاب إلى موقع يتيح خلق أجواء أو مناخات تسمح للقرار 1701 بأن يُطبّق على نحو كامل. ومن هنا نسعى إلى اتفاق يؤدي إلى تطبيق 1701 على نحو يستطيع كلٌّ من الطرفين تطبيقه وأن يتّخذا خطوات هادفة ولو أنها ليست تطبيق 1701 بداية، ولكن هادفة على نحو يؤدي إلى تحقيق الهدف الأهم هو وقف النار وعودة المستوطنين إلى قراهم بأمان بالنسبة إلى إسرائيل، ما يعني عدم العودة إلى الستاتيكو الذي كان قائماً في 6 تشرين الأول 2023، والأمر نفسه بالنسبة إلى عودة النازحين اللبنانيين إلى الجنوب وإعادة التنمية اقتصادياً، ليس على أساس 6 تشرين الأول بل على أساس واقع جديد على الأرض.
ولا يعتقد هوكشتاين أن هدنة أو وقفاً للنار في غزة يعلن على أثره “حزب الله” إنهاءً للقصف الذي يقوم به من الجنوب ضد إسرائيل سيؤدي إلى وقف للنار في الجنوب ولو حتى ضمن اتفاق مؤقت، لأن ذلك سيعني عملانياً العودة إلى الستاتيكو السابق في 6 تشرين الأول. هذا لن يسمح تالياً للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم بأمان ولن تقبل إسرائيل بذلك لأنها تحتاج إلى الحصول على اتفاق لوقف النار بينها وبين الحزب.
على رغم أن هوكشتاين لا يدخل في التفاصيل، ولكنه يشير إلى ضرورة أن يكون هناك اتفاق جاهز أو شبه جاهز عندما تحين الفرصة وخطوات يمكن اتخاذها على الخط الأزرق تسمح بذلك الأمن للطرفين كذلك للبنان بالعودة إلى ازدهار اقتصادي. يقر هوكشتاين بأن الخطوات التي يعمل عليها هي أبعد من تهدئة مرحلية وأكثر استيعاباً، ومن هنا الحديث عن مراحل تقضي الأولى منها بالعمل من أجل السماح لسكان المجتمعات الشمالية في إسرائيل بالعودة إلى منازلهم ولسكان المجتمعات الجنوبية في لبنان بالعودة إلى منازلهم. وإذ يحتاج هذا الأمر إلى رؤية مستقبلية وخطوات أمنية لا يمكن الوصول إليها من الطرفين كل بمفرده، فإن الأمر يشمل تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك التجنيد وتدريب وتجهيز الجيش اللبناني. أما المرحلة الثانية فستشمل حزمة اقتصادية للبنان والتأكد من أن المجتمع الدولي يظهر للشعب اللبناني أننا نستثمر فيه. وأوضح أن شبكة الكهرباء في لبنان، على سبيل المثال، تعمل لبضع ساعات فقط في اليوم، ما يلحق ضرراً جسيماً باقتصادها. وقال هوكشتاين إن هناك حلاً لذلك عبر حزمة يمكن أن تخلق حلاً من شأنه أن يوفر لهم الكهرباء لمدة 12 ساعة في فترة زمنية قصيرة. أما المرحلة الأخيرة فستكون اتفاق الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وهذا لا يعني أنه يمكن القيام به كله دفعة واحدة ولكن سيكون هناك ما يكفي للقول إن هناك خريطة طريق، وقال إنه إذا استقر الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، فقد يساعد ذلك في تقليص نفوذ إيران هناك. وأكد هوكشتاين أن تحقيق ذلك يخفف قدرة القوى الخارجية على التأثير على لبنان.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :otv.com.lb
بتاريخ:2024-06-03 08:39:06
الكاتب:Multimedia Team
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي