مدار نيوز \
رغم مرور شهرين على الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، تشير إفادات مسؤولين عسكريين إلى أن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها المتمثل بالقضاء على حركة حماس.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين إسرائيليين تحدثوا شريطة عدم كشف اسمهم، القول إن العمليات البرية في شمال القطاع بعيدة عن الاكتمال، وعلى الرغم من أن معظم مدينة غزة قد سوي بالأرض بسبب الغارات الجوية، إلا أن القوات البرية لم تدخل بعد إلى بعض معاقل حماس الرئيسية هناك.
وقال ريتشارد هيشت، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للصحيفة: “ستكون هذه رحلة طويلة. نحن بحاجة إلى الوقت”، معترفًا بأن “الساعة الدبلوماسية بدأت تدق”، في ظل احتمالية تأثير الضغوط الدولية على وتيرة الحرب في جنوب القطاع.
ونقلت الصحيفة عن مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق للقسم الفلسطيني في وكالة المخابرات العسكرية الإسرائيلية، قوله إن حوالي ثلث مدينة غزة لا يزال خارج سيطرة قوات الاحتلال، بما في ذلك بعض المناطق التي من المتوقع أن تكون شديدة التحصين.
وفيما ادعى مسؤولون أمنيون إسرائيليون للصحيفة، بأن ما لا يقل عن 5000 من مقاتلي حماس استشهدوا خلال الحرب، يعترف هؤلاء بأن هذا الرقم هو مجرد تقدير. وقال أحد المسؤولين: “نحن نعمل على المعلومات الاستخباراتية، ونحللها ونفهم عدد القتلى وأين قتلوا”.
ومما يزيد من التعقيد حول الرقم المقدر، بحسب الصحيفة، الاعتقاد بأن العديد من المسلحين قتلوا تحت الأرض في الأنفاق. وفي هذا السياق، قال المسؤول إن التقديرات الإسرائيلية تعتمد جزئياً على اعتراضات لتقييمات حماس الخاصة.
من جهته، قال مايكل هورويتز، رئيس قسم الاستخبارات في شركة استشارات المخاطر “لو بيك إنترناشيونال” للصحيفة: “لدينا مصدر واحد فقط، وهو الجيش الإسرائيلي المهتم، بطرق عديدة، بزيادة الأعداد”.
الأنفاق
وفيما لا تزال أنفاق غزة السلاح الأبرز في يد المقاومة الفلسطينية، والتحدي الأصعب أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي، تقدر شركة هورويتز أن حوالي ثلث نظام الأنفاق في غزة لا يزال سليماً.
ويقدر المسؤولون العسكريون الإسرائيليون في حديث للصحيفة عدد فتحات الأنفاق التي تم اكتشافها حتى الآن بـ800، مع تدمير 500 منها بالفعل، رافضين التعليق على التقارير التي تفيد بأنه يتم النظر في خطة لاستخدام المضخات لإغراق الأنفاق بمياه البحر.
وأقر هورويتز بصعوبة قياس مدى التأثير الذي تمكنت إسرائيل من إحداثه على نظام الأنفاق ككل، وفي حين أن بعضها قد يكون صغيرًا، ومخصصًا لهجمات لمرة واحدة، يُعتقد أن البعض الآخر يبلغ عمقه عشرات الأمتار ومتصلًا بشبكات أكبر.
القوة الصاروخية
وبينما لا تزال المقاومة تطلق رشقات صاروخية على مناطق واسعة في دولة الاحتلال بعد 60 يوماً من الحرب، قال خبراء للصحيفة إن هناك انخفاضا حقيقيا في معدل إطلاق الصواريخ لكن “السؤال هو لماذا؟. من المحتمل أن إسرائيل تضرب حماس بقوة شديدة وأن ترسانة حماس الصاروخية تتناقص بشكل كبير للغاية. لكن من الممكن أن حماس هي الأخرى تسير بخطى ثابتة”.
وحسب الصحيفة، قدرت المخابرات الإسرائيلية قبل الحرب، أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة لديها ترسانة تبلغ حوالي 30 ألف صاروخ. وتقول سلطات الاحتلال إن المقاومة أطلقت أكثر من 11500 صاروخ منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي السياق، قال هورويتز للصحيفة إنه سيكون من الصعب على إسرائيل تدمير قدرات حماس الصاروخية بشكل كامل، حيث يتم إنتاج الكثير منها محلياً، مضيفاً أن “الحصول على يوم لا تستطيع فيه حماس إطلاق أي صواريخ باتجاه إسرائيل، هو يوم يصعب تحقيقه”.
المعركة الأشرس
وحسب الصحيفة، يتوقع أن يشهد حي الشجاعية ومخيم جباليا المعركة الأعنف منذ بدء الحرب، خلال المرحلة المقبلة. ونقلت عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله عن المعركة المحتملة في هذه المناطق: “سيكون الأمر صعباً للغاية. حماس أعدت بالفعل كل بنيتها التحتية”.
وقال هورويتز: “قد تكون المعركة الأكثر دموية أمامنا”، مضيفاً أنه يبدو أن حماس تجنبت المواجهات المباشرة حتى الآن، لكنها “ستكون محاصرة وسيتعين عليها القتال”.
المصدر
الكاتب:علي دراغمة
الموقع : madar.news
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-12-06 00:29:44
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي