وهبطت صواريخ ايران في عمق فلسطين المحتلة…

شفقنا – نفذت ايران ضربة صاروخية ضد اسرائيل مساء الثلاثاء الأول من تشرين الأول/أكتوبر (عملية الوعد الصادق-2)  استخدمت فيها نحو 200 صاروخ باليستي وفرط صوتي. وهذه هي الضربة الصاروخية الثانية التي توجهها ايران لاسرائيل خلال العام الجاري. وكانت قد أطلقت في 13 نيسان/ابريل الماضي، أكثر من 300 صاروخ ومُسيرة (عملية الوعد الصادق -1) باتجاه اسرائيل ردا على الهجوم الصاروخي الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق.

واللافت في هذه الضربة الصاروخية الايرانية أنها نُفذت بعدد أقل من الصواريخ مقارنة بالضربة الأولى، لكن واستنادا إلى عشرات مقاطع الفيديو وتقارير وسائل الإعلام القريبة من الكيان الاسرائيلي، فان عدد الصواريخ التي أصابت أهدافها بدقة، كان أكبر من الهجوم الأول وأن معظم الصواريخ الايرانية استطاعت تجاوز القبة الحديدية ومقلاع داود والوصول إلى أهدافها المحددة.

وإضافة إلى العدد الأقل من الصواريخ التي أطلقت، فان الجانب الاسرائيلي كانت لديه تجربة الجولة السابقة، وكان متوقعا أن يبدي ردة فعل مقابل الصواريخ الايرانية، لكن هذا لم يحدث. وبالأحرى، يمكن القول أن ليلة إطلاق الصواريخ الايرانية في العمق الاسرائيلي كانت ليلة انهيار القبة الحديدية ومقلاع داود.

ويبدو أن ايران استخدمت في الضربة الثانية، صواريخ أفضل وأسرع وأقوى، ويمثل هذا حسب المحللين، أحد أسباب إخفاق منظومة الدفاع الاسرائيلية المضادة للصواريخ.

وبهذه العملية، بات من الواضح أن ايران تنحو منحى تصاعديا في استخدام احتياطيها الصاروخي؛ أي تستخدم طبقة ودرجة أعلى من قبلها في كل مرة. وبذلك إن تطلب الأمر الانتقال إلى الجولة الثالثة، فاننا قد نشهد صواريخ أقوى، وهذا لا ينطوي على أخبار سارة بالنسبة لاسرائيل.

ويقول الخبراء إن الضربة الصاروخية الايرانية قد تكون عملية استباقية لانه إن كان مقررا أن تجهز اسرائيل على حزب الله بعد غزة، ومن بعده على ايران، فان ايران و من خلال هذه العملية الاستباقية، تكون قد حالت دون تنفيذ هذه الخطة.

ويذهب المحللون إلى أن الضربة الصاروخية هذه تندرج في نطاق تعزيز المعنويات أيضا. فبعد الهجمات الاسرائيلية على حزب الله واغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله، شعر بنيامين نتنياهو والموساد والجيش الاسرائيلي بنوع من التفوق والزهو والتبجح فيما تراجعت معنويات أعضاء جبهة المقاومة واشتد هذا الوضع خاصة بعد الحرب النفسية الاسرائيلية من أن ايران قد تنصلت من حلفائها وتركتهم لوحدهم أمام اسرائيل، وباتت منفعلة وليس لديها ما تقوله وتفعله. غير أن الضربة الصاروخة الناجحة لايران، قوضت معنويات نتنياهو ومن معه وأجهضت ثقتهم بالذات، وانطوت في الوقت ذاته على هذه الرسالة من ايران ما تزال تساند حلفائها وهي نشطة وفاعلة وليست منفعلة ولديها الكثير لتقوله وتنفذه.

وأعلنت ايران أن ضربتها الصاروخية  ضد اسرائيل قد انتهت، لكن إن أرادت اسرائيل اتخاذ إجراء ضد ايران، فانها ستتلقى ردا أقوى وأكثر حزما. وهذا يظهر أن طهران وعلما منها باحتمال أن تقدم اسرائيل على عمل ما، نفذت هذا الهجوم الصاروخي وهيأت نفسها وتجهزت لكل الاحتمالات والسيناريوهات.

وإن لم ترد اسرائيل، فان التوازن المفقود، يتم ترميمه إلى حد كبير، لكن إن ردت، فانها ستواجه برد متبادل ومستمر. وهذا يمكن أن يكون مزعزعا لاسرائيل. لان ايران توعدت اسرائيل برد مدمر وهدام إن قامت برد فعل.

وقالت وزارة الخارجية الايرانية في بيان ان الضربات الصاروخية الايرانية ضد الاهداف والمنشآت العسكرية والامنية الاسرائيلية  تاتي في اطار تنفيذ الحق الذاتي للدفاع المشروع وردا على الممارسات العدوانية للكيان الصهيوني.

واضافت أنه على النقيض من اسرائيل التي تستهدف المدنيين الابرياء ومنشات البنية التحتية المدنية فان الجمهورية الاسلامية الايرانية مستندة الى المبادئ الاخلاقية وتعاليم الاسلام السامية ومع الالتزام التام بمبدأ التمايز وفق القانون الانساني الدولي، استهدفت فقط الاهداف والمنشات العسكرية والامنية للكيان بضرباتها الصاروخية.

وبما أن ايران استخدمت خلال هذا الهجوم، صواريخ باليستية، فان هذه الصواريخ دخلت الأجواء الاسرائيلية بعد دقائق من إطلاقها. ومن المرجح أن تكون الصواريخ قد أصابت أهدافها في أقل من 15 دقيقة بعد الإطلاق.

ونفذت عملية “الوعد الصادق-2” في حوالي الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي لايران وانتهت في حوالي التاسعة من تلك الليلة. وجاءت العملية، كرد لايران على اغتيال إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله.

وقال الحرس الثوري الايراني في بيانه الأول بشأن الضربة الصاروخية أن قوة الجو فضاء التابعة له ضربت بعشرات الصواريخ البالستية، أهدافا عسكرية أمنية مهمة في قلب فلسطين المحتلة. مؤكدا أنها أصابت أهدافها داخل العمق الاسرائيلي بنجاح.

وحذّر من أنه إن قامت اسرائيل بابداء ردة فعل عسكرية على هذه العملية التي جاءت متطابقة مع الحقوق القانونية للبلاد والقوانين الدولية، فانه سيواجه بهجمات ماحقة ومدمرة لاحقة.

وللمرة الأولى، استفادت ايران في هجومها من الصواريخ فرط الصوتية التي تعد أكثر الصواريخ البالستية ايرانية الصنع تطورا وتقدما. وتبلغ سرعتها حتى إلى 10 ماخ في بعض الأحيان.

ويؤكد المراقبون أن الضربة الصاروخية الايرانية تصب أيضا في خانة ردع اسرائيل والتصدي لها، لان هذا النهج هو السبيل الوحيد للجمها ومنعها من التمادي في جرائمها الوحشية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وفي المنطقة.

انتهى

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.shafaqna.com
بتاريخ:2024-10-04 09:18:52
الكاتب:Sabokrohh
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version