يديعوت احرونوت 15/1/2025، يوآف زيتون: الثمن الباهظ لعدم القرار
في الجيش الاسرائيلي يوجد توافق في الرأي على أن القتال ضد حماس سيستأنف في المستقبل المنظور للعيان. حماس لن ينزع سلاحها وستبقى تهديدا ينبغي القتال ضده. حتى لو لم يكن القتال بريا في البداية، فبعد المرحلة الثانية من الصفقة، سيبقى موطيء القدم العسكري. ستعمل القوات في الشريط العازل المكثف ليشكل نقطة انطلاق لاجتياحات في عمق المنطقة الغزية عند الحاجة وستكون حاجة.
يقاتل الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة في غزة دون هدف حقيقي، استراتيجي وبعيد المدى، هدف يعطي املا وغاية ملموسة لشعب إسرائيل الذي في هذه الاثناء يدفع الاثمان مع فوائدها، بتوسع المقابر العسكرية في كل يوم تقريبا. يعمل أعضاء حكومة إسرائيل ورئيسها بفاعلية لصيانة حماس كذخر ضعيف ومنكوب، بالضبط وفقا لذاك المفهوم المغلوط الذي سبق 7 أكتوبر. بسبب جبن الوزراء عن اتخاذ قرار سياسي ثقيل الوزن وبالتوازي مع عدم الاكتراث الجماهيري للضحايا الذين يتراكمون ولضائقة القوة البشرية المقاتلة والمتآكلة، يضطر الجيش ان يقاتل ببطء قليلا وفي دوائر. السيء، الأسوأ والاصعب لا يزال امامنا في القطاع.
وزراء الكابنت، قليلو التجربة الأمنية وعديمو الشجاعة السياسية، مشغولون بالف شيء وشيء آخر باستثناء اتخاذ قرارات ثقيلة الوزن وبعيدة المدى. عملية إجرامية في السامرة؟ الوزراء يأمرون الجيش لامساك المخربين وتكثيف الدفاع عن المستوطنات. حماس استأنفت النار الصاروخية على الغلاف؟ الوزراء يطلبون من الجيش ان يضرب غزة بقوة. في الكابنت ينشغلون بالتكتيك الصغير وكل شيء شعبوي، وكأن وزير الدفاع هو قائد لواء والوزيرة ستروك هي ضابطة امن في فرقة، وليسوا القادة الذين هم مؤتمنون على مصير الدولة. الجنود يقتلون الواحد تلو الاخر وسيواصلون التعرض للقتل هكذا أيضا في الأسبوع القادم وفي الشهر القادم وفي السنة القادمة. لا توجد غاية، لا يوجد جوهر حقيقي. يوجد قتال في دوائر، وزراء مترددون وجمهور غير مكترث يفضل فحص الأسعار الجديدة الى فيينا مع شركة راين اير التي عادت لتوها بالضبط. في الوقت الذي لا يعترف به مسؤولو الجيش باتهامات الحكومة بقصورات 7 أكتوبر يعودون لاستجداء المستوى السياسي في الغرف المغلقة كي يكلفهم بمهمة تحقيق هدف سياسي ما لغزة؛ استيطان متجدد كاساس لامن السكان وإلغاء حتى ولو جزئي لفك الارتباط؛ حكم عسكري إسرائيلي مثلما كان في الماضي؛ حكم محلي غزي بالتعاون مع السلطة الفلسطينية وبرعاية مصرية – أمريكية. لا شيء. كل بحث كهذا يؤجل، كل مبادرة تذاب، وكبديل تخرج هذا الشهر صور عن مداولات غريبة للكابنت مختلف أقيم بين ليلة وضحايا مع وزراء مثل سموتريتش وستروك.
لا غرو أن جنرالات في الاحتياط يشكون بان الهدف الحقيقي هنا هو إعادة الاستيطان في غزة، لكن في الحكومة دهاة بما يكفي كي لا يكشفوا هذا لاهالي المقاتلين ولجنود الاحتياط.
للحكومة يوجد تفويض ديمقراطي لتقرر أي هدف تختاره وفقا لفكرها اليميني. “تقويض الحكم المدني والعسكري لحماس” ليس هدفا حربيا. هو كذبة يطعمون الجمهور بها منذ الأسبوع الأول للحرب. احبولة إعلامية ممجوجة. طالما لا يكملونها بأكثر ما ينقصها: من سيحكم بدلا من حماس 2 مليون غزة، منهم وبرعايتهم تطورت حماس الى جيش إرهاب ولا تزال باقية وستبقى لسنوات أخرى. قيادة الجيش ضعيفة وتتعرض للهجوم الدائم بحيث لا يمكنها أن تصرخ بهذا. رئيس الأركان القادم سيكون بالتأكيد مطالبا بان يسير على الخط مع مفهوم الحكومة الحالية: ابعثوا بالمقاتلين الى أزقة الزيتون وبعد صفقة المخطوفين نرى ما سنعمل. أو بعد أن يدخل ترامب البيت الأبيض أو بعد ان يحصل شيء آخر، ربما حوار مع السعوديين على سلام إقليمي. سنرى لاحقا، اما حاليا فليقاتلوا.
استعد الجيش الإسرائيلي مؤخرا لنقاش معمق مع كثير من الجدال ويتعلق هذا بمستوى الخدمة الاحتياط وذلك بسبب ما يخطط له المستوى السياسي في مرابطة مئات المقاتلين في سوريا بعد سقوط الأسد، والميل لان تبقى قوات الجيش في أراضي لبنان حتى بعد الستين يوما الأولى من وقف النار. مقاتلو الاحتياط المنهكون سيكونوا مطلوبين في كل حال، بالمتوسط، لشهرين – ثلاثة اشهر خدمة في السنة القادمة، بعد أن طحنوا بين نصف سنة وسنة بل وبعضهم اكثر منذ نشبت الحرب وبمستوى خدمة احتياط لم يسبق ان كان في تاريخ الدولة. في الجيش يعرفون ما تحاول الحكومة اخفاءه الا وهو ان الجيش يحتاج على عجل لالاف أخرى من المقاتلين ممن فقدهم في الحرب وذلك كي ينفذ اكثر مهامه تواضعا.
الحقيقة الأليمة معروفة للجميع: المقابر العسكرية ستتسع بشبان متدينين وعلمانيين في السنة القادمة أيضا دون جدوى ودون قرارات سياسية شجاعة لا تتخذ.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-15 13:33:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>