يديعوت احرونوت: حرب التضليل الثانية

يديعوت احرونوت 24/3/2025، ميخائيل ميلشتاين: حرب التضليل الثانية

منذ نحو أسبوع والفلسطينيون يحاولون فهم غاية حملة “بأس وسيف” واساسا اذا كانت هذه خطوة محدودة تستهدف تليين مواقف حماس كي تسمح بتحرير مخطوفين ام لعل هذه بداية خطة واسعة هدفها السيطرة الكاملة على القطاع. من الضروري للجمهور الإسرائيلي أيضا ان يكون يقظا لهذه المعضلة، فيطرح أسئلة ثاقبة في المسألة على الانعطافة الدراماتيكية التي ستؤثر على حياتنا لسنوات طويلة الى الامام. 

الضبابية والغموض من جانب أصحاب القرار، والى جانبهم تلميحات ينثرها وزير الدفاع تبعث على القلق. أولا، الإعلان بان إسرائيل تعتزم الاستيلاء على مزيد فمزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها الى إسرائيل، هو تعبير عن شعار متآكل ترسخ – مثل مفاهيم الماضي المغلوطة – في الخطاب الإسرائيلي وبموجبه، العربي لا يفهم الا حين تؤخذ منه الأرض”. هذا لم ينجح في حرب الأيام الستة (فبعدها نشبت حرب يوم الغفران)، ومشكوك أن يكون هذه المرة أيضا يقف خلف هذا القول تفكير مركب وذاكرة تاريخية. يحتدم الاشتباه بان الحديث يدور عن تمويه حقيقي للهدف الأيديولوجي المتمثل بالضم الذي يعلنونه على الملأ كبار مسؤولين في الحكومة تحت غطاء “عقيدة استراتيجية واعية”. 

الى هذا يترافق رضى عن ان هذه المرة الجيش لا يعارض فكرة توزيع المساعدات الإنسانية مباشرة للفلسطينيين الذي معناه العملي – إقامة حكم عسكري مسؤول عن سكان مدنيين. طالما لم يدخل الجيش الى عمق المجال المديني فانه ليس مطالبا بهذه المهمة، لكن اذا ما وعندما تتحقق مناورة برية كهذه فسيكون من الضروري تنفيذ الامر فورا. هذه أيضا هي المرحلة التي سينشأ فيها احتكاك عسكري شديد مع حماس التي تتمترس في عمق المجال المديني وتنتظر قوات الجيش الإسرائيلي.

التلميح الثاني يرتبط بإقامة “مديرية الهجرة الطوعية” في وزارة الدفاع. في هذه الحالة يتعزز الانطباع بان في إسرائيل اليوم قوة الخيالات اقوى من السياسة الواعية الامر الذي على مدى التاريخ انتهى بكوارث رهيبة.كل الدول العربية ترفض الفكرة (وعلى رأسها السعودية التي توضح بانه لن يكون تطبيع مع خطة كهذه)، كل التقارير حول الدول التي يزعم بانها وافقت على أن تستوعب في أراضيها فلسطينيين تبينت كانباء ملفقة (البانيا، مصر، السودان وغيرها)، وويتكوف في المقابلة موضع الحديث في نهاية الأسبوع يتحدث عن اعمار غزة لكنه لم يعد يتحدث عن نقل السكان او عن ريفييرا البحر المتوسط. 

في الخلفية تتواصل “التجربة العلمية” التي تجري منذ 7 أكتوبر حول الفرضية التي بموجبها المزيد فالمزيد من الضغط العسكري سيلين مواقف حماس ويلزم المنظمة بتحرير المخطوفين، وربما لاحقا ترك غزة او نزع السلاح. ان التمسك بهذا النهج يتاح في ضوء “ذاكرة السمكة الذهبية للاسرائيليين بان هذه التجربة فشلت مرات لا تحصى. الامر أساسا يشهد على عدم فهم عميق ومتواصل من جانب القيادة في إسرائيل لطبيعة حماس: منظمة من ناحيتها يمكن التضحية بكل سكان غزة وتخريب المنطقة لكن لا يمكن تقديم تنازلات في المواضيع الجوهرية. 

ان العاصفة حول تنحية رئيس الشباك والمستشارة القانونية تحتل الخطاب الإسرائيلي وتصعب الشروع بخطاب معمق حول التداعيات الاستراتيجية للمعركة في غزة، بحث ليس واضحا الى أي مدى يجري بين أصحاب القرار. كدرس من انهيار مفهوم 7 أكتوبر فان الجمهور الإسرائيلي ملزم بطرح أسئلة ثاقبة، باتخاذ نهج نقدي وفي الحالة الراهنة – ان يتخيل أيضا كيف يبدو احتلال كل غزة. معقول أن مثل هذه الخطوة ستضر بحماس بشدة، لكن في نفس الوقت تنطوي على تنازل عن المخطوفين في سيناريو حرب شاملة صفري.

كل هذا، حتى قبل البحث في الاثمان بعيدة المدى لمثل هذه الخطوة: فرز قوات كبيرة، قسم كبير منها احتياط، لغرض ا لسيطرة والمكوث في غزة – الذي من المعقول أن يكون مفعما بالعنف مثلما في حالة الأمريكيين في العراق؛ الثمن الاقتصادي الباهظ الذي سيحتاجه حكم عسكري يكون مسؤولا عن نحو مليوني فلسطيني؛ وبالطبع ضياع التطبيع مع السعودية. كل هذه فيما أن المجتمع الإسرائيلي مفعم بالصدوع التي من المتوقع أن تتعمق، اذا ما وعندما تضاف الى السيطرة على القطاع أيضا جهود لاقامة مستوطنات إسرائيلية في المنطقة. 

درء للشك. في المدى البعيد، ولاجل القضاء على حماس التي هي عدو مرير وأبدي، إسرائيل ستكون ملزمة بالسيطرة على كل القطاع والبقاء فيه لفترة زمنية غير واضحة الى أن ينشأ فيه بديل محلي مستقر. لكن الامر لا يمكنه أن يتم في هذه اللحظة، حين يكون الهدف المركزي اللازم والمعقول هو تحرير المخطوفين، حتى بالثمن الباهظ لانهاء القتال.

ان تقويض حماس سيتطلب من القيادة ان تبلور خططا مرتبة (لم تكن قائمة حتى 7 أكتوبر وليس واضحا – لنا نحن الجمهور، اذا كانت توجد الان)، تحظى بتأييد واسع من الداخل ومن الخارج، واساسا – تكون نظيفة من بقايا المفهوم المغلوط.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-24 15:38:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

Exit mobile version