يديعوت أحرونوت 26/12/2024، د. افرايم سنيه: من يخاف الدولة الفلسطينية
عندما يُسأل أحزاب الوسط – اليسار كيف برأيهم سيتدبر الشعبان أمرهما في النهاية للعيش في بلاد إسرائيل، وهم المتساويان في عددهما، يخشون من تلفظ كلمتي “حل الدولتين”. رجال العلاقات العامة والاستطلاعات يشرحون لهم بانه بعد 7 أكتوبر الشعب يخاف من دولة فلسطينية، ولا يهم بأي شروط. بقدر غير قليل فان هذا هو نجاح نتنياهو في شيطنة السلطة الفلسطينية، واساسا كي يبرر لماذا ساعد على مدى سنوات حكمه في بناء القوة الاجرامية لحماس، عدو السلطة. في احاديث مغلقة يقول قادة الأحزاب إياهم انه لا يوجد سبيل للعيش هنا في بلاد إسرائيل دون السماح لخمسة ملايين ونصف فلسطيني بالعيش في دولة خاصة بهم على نحو خُمس مساحة بلاد إسرائيل، تبعا لشروط امنية.
لكن لعله مطلوب حتى قبل ما هو متوقع قرار كيف نريد أن نعيش هنا، بأمان. وعليه فمن المهم استيضاح وقائع الحقيقة.
الأهم من كل شيء هو أن إسرائيل هي الدولة الأقوى بين بحر قزوين والمحيط الأطلسي. وقد ثبت هذا في السنة الأخيرة. فاي تهديد يمكن لدولة فلسطينية أن تشكله على إسرائيل القوية كهذه؟ يوجد وضعان كهذا. الأول اذا ما انتشر في أراضيها جيش معاد لإسرائيل، والثاني اذا ما سيطرت على الدولة ذاتها منظمة إرهاب ترفض وجود إسرائيل. الوضع الأول يمكن منعه من خلال القول ان الدولة الفلسطينية ستكون مجردة من السلاح وان جيشا اجنبيا لم ينتشر فيها. هذا شرط أساس للاتفاق وإسرائيل يمكنها أن تفرضه.
اكثر تعقيدا هو منع الوضع الثاني. لقد سبق ان كنا في هذا الفيلم، لكارثتنا. كنا هناك لان حكومة إسرائيل ارتكبت كل الأخطاء الممكنة، وانطلاقا من النية في أن تحكم حماس في غزة. الخوف من أن ما حصل في غلاف غزة سيقع في كفار سابا وفي غلبوع ليس بلا أساس. باستثناء أنه ليس قدرا وإسرائيل يمكنها أن تمنعه تماما دون أن تفقد طابعها اليهودي ودون أن تحكم بالقوة خمسة ونصف مليون فلسطيني.
40 سنة منذ أن عينني اسحق رابين كرئيس الإدارة المدنية في يهودا والسامرة وأنا انشغل في مسألة كيف تكون الضمانة لان تحكم المناطق المأهولة بالفلسطينيين قيادة تريد أن تعيش الى جانبنا بسلام. أجريت محادثات عميقة، مفاوضات، تقريبا مع كل زعيم فلسطيني في المناطق. كل ما اكتبه يقوم على أساس معرفة عميقة لهم. ليس فيهم محبو صهيون. لكنهم كلهم، بمن فيهم الذين يتطلعون لان يحلون محل أبو مازن ملتزمون بسياسته التي ترفض الإرهاب وتؤمن بان الدولة الفلسطينية ستقوم الى جانب إسرائيل وستعيش معها بسلام. يوجد عاملان موضوعيان يؤكدان هذا الالتزام.
الأول، هو الخصومة العميقة مع حماس. ليس صدفة أن فشلت كل محاولات المصالح بين فتح ومنظمة الإرهاب. حماس، جذورها في حركة الاخوان المسلمين وهي لا توافق على أي شراكة في الحكم. حلمها ليس دولة وطنية فلسطينية بل خلافة إسلامية في المنطق لها، تعيش حسب الشريعة الإسلامية. حلمها هو دولة دينية. الحركة الفلسطينية العلمانية التي فتح هي ابرز منظماتها، معنية بدولة وطنية علمانية وحديثة. لا يوجد حل وسط بين الاحلام ولا يوجد حل وسط على الحكم. وبالتالي لا مصالحة سياسية بين المنظمتين بل في أقصى الأحوال توافقات تكتيكية قصيرة المدى. للقيادة الوطنية العلمانية الفلسطينية ولاسرائيل يوجد عدو مرير مشترك – حماس. وعليه فقد نجح التنسيق الأمني وصمد رغم كل الخصومة الإسرائيلية – الفلسطينية. هدف حماس هو السيطرة على الضفة الغربية، التخلص من رجال السلطة الفلسطينية، والشروع في حملة إرهاب ضد أراضي دولة إسرائيل، على نمط 7 أكتوبر. في هذه الأيام تدور معارك حقيقية بين منظمات الإرهاب وبين السلطة التي تحاول تصفيتهم. يجدر الإشارة بأسى الى أن الأموال التي نقلت لحماس بمباركة الحكومة استخدمت أيضا لبناء بنية تحتية للارهاب في الضفة.
العامل الثاني الذي يؤكد التعايش والتنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل هو العامل الاقتصادي. الناتج للفرد في الضفة يبلغ 3.000 دولار والناتج للفرد في إسرائيل هو نحو 52.000 دولار – 17 ضعف. لا يوجد أي احتمال لوجود مجتمع فلسطيني حديث ومزدهر بدون تعاون اقتصادي وثيق مع إسرائيل. لا يمكن لاي دولة عربية ان تعرض على الدولة الفلسطينية الفرص الاقتصادية التي يستطيع الاقتصاد الإسرائيلي المجاور ان يعرضها. كل القيادة الفلسطينية تعرف هذا. اذا كانوا يريدون دولة مزدهرة فعليهم أن يعيشوا بسلام مع إسرائيل. نظرا للصلة الأمنية والاقتصادية يمكن أن نفهم لماذا اذا كنا حكماء، وليس فقط أقوياء لا ينبغي لنا أن نخاف من دولة فلسطينية الى جانبنا.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-26 16:09:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>