<p class="rteright">يركز الجيش الروسي جهوده للسيطرة على منطقة دونباس التي تشهد حرب استنزاف (رويترز)</p>
100 يوم مرت على الهجوم الروسي على أوكرانيا، آلاف القتلى والجرحى، ودمار هائل، وأزمة غذاء وطاقة عالمية غير مسبوقة، والتطورات الميدانية على أرض أوكرانيا تسابق التداعيات السياسية عالمياً، وكل المؤشرات توحي إلى أن الحرب طويلة، ولا مؤشرات تؤكد أنها ستنتهي قريباً.
ميدانياً، وفي اليوم الـ100 على بدء هذه الحرب، تضيق القوات الروسية الخناق على مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية في دونباس في وقت باتت موسكو تسيطر على “نحو 20 في المئة” من أراضيها بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
منطقة دونباس
وبعد فشل هجوم خاطف لإسقاط النظام في كييف، يركز الجيش الروسي جهوده للسيطرة على منطقة دونباس التي تشهد حرب استنزاف بعد نزاع مستمر منذ ثلاثة أشهر تقريباً، ويبدو أن تكتيك المحدلة الذي تعتمده موسكو لقضم أجزاء من منطقة دونباس تدريجاً، يؤتي ثماره.
بعض النجاح
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، الثالث من يونيو (حزيران)، إن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في قتالها ضد الروس في مدينة سيفيرودونتسك، لكن الوضع العسكري العام في منطقة دونباس لم يتغير خلال الساعات الـ24 الماضية، وفي خطاب بالفيديو في وقت متأخر من الليل، شكر زيلينسكي الرئيس الأميركي جو بايدن لتعهده بإرسال صواريخ، وقال إنه يتوقع أخباراً جيدة بشأن إمدادات الأسلحة من شركاء آخرين.
أضاف زيلينسكي أن القوات الروسية باتت تسيطر على نحو خُمس أراضي بلاده، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو منذ 2014، وأضاف أمام النواب في لوكسمبورغ، “اليوم هناك نحو 20 في المئة من أراضينا تحت سيطرة المحتلين، (أي) نحو 125 ألف كيلومتر مربع، وهي أكثر بكثير من كل أراضي كل دول بينيلوكس”، أي بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.
“ماريوبول جديدة”؟
وعلى سبيل المقارنة، كانت القوات الروسية تسيطر قبل الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) على “أكثر من 43 ألف كيلومتر مربع” من البلاد، وفق زيلينسكي.
وبحسب كييف أيضاً، فإن القوات الأوكرانية تحصّنت خصوصاً في منطقة صناعية تتعرض لقصف روسي، كما حصل في نهاية الحصار الطويل لمدينة ماريوبول الاستراتيجية (جنوب شرقي البلاد)، التي دُمّر الجزء الأكبر منها وسيطر عليها الروس أواخر أبريل (نيسان)، واتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بأنها تعتزم جعل سيفيرودونتسك “ماريوبول جديدة”.
100 جندي
وتخسر القوات الأوكرانية يومياً ما قد يصل إلى 100 جندي على ما أكد الرئيس الأوكراني في مقابلة مع الموقع الإخباري الأميركي “نيوزماكس” نشرت الأربعاء، وقال الرئيس، “الوضع في الشرق صعب للغاية، نخسر 60 إلى 100 جندي يومياً في القتال بينما يصاب نحو 500”.
وفي جنوب البلاد، يقلق الأوكرانيون من احتمال ضم المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية، إذ إن موسكو تتحدث عن إجراء استفتاءات اعتباراً من يوليو (تموز) لضمها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتواصل المعارك والقصف خصوصاً في منطقة خيرسون التي سيطر الروس على جزء منها، وحيث يعاني السكان نقصاً في الأدوية ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية، وفق كييف.
منطقة لوغانسك
من جهته، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غوداي، صباح الجمعة، “اليوم نقاتل ونسيطر على كل متر من منطقة لوغانسك”، وأضاف، “على الرغم من كل تصريحات الروس” ما زالت “تحت العلم الأوكراني”، ولفت إلى أن القوات الروسية “تدمر منذ 100 يوم كل شيء يميز منطقة لوغانسك”، مشيراً إلى أن أكثر من 400 كيلومتر من “الطرق المبنية وفق المعايير الأوروبية” دُمرت، و33 مستشفى و237 عيادة ريفية ونحو 70 مدرسة و50 داراً للحضانة.
“مرتزقة”
وأكدت روسيا، في المقابل، أنها أوقفت تدفق “مرتزقة” أجانب يريدون القتال إلى جانب جيش كييف في أوكرانيا بعدما ألحقت بهم خسائر فادحة في الأسابيع الأخيرة. وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إلى أن عدد المقاتلين الأجانب الموجودين في أوكرانيا “تراجع إلى النصف تقريباً”، من 6600 إلى 3500، و”يفضّل عدد كبير منهم مغادرة أوكرانيا في أسرع وقت”.
الموانئ الأوكرانية
وتحاول الدول الغربية تشغيل الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود ولا سيما مرفأ أوديسا (جنوب) المنفذ الرئيس لتصدير الإنتاج الزراعي الأوكراني، من أجل تنشيط صادرات الحبوب التي تعتبر أوكرانيا أحد المنتجين الرئيسين لها في العالم، ويتعذر تصدير ما لا يقل عن 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية بسبب حصار روسي ما يزيد احتمال حصول أزمة غذائية عالمية.
“حرب استنزاف طويلة المدى”
في سياق المواقف، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن على الغرب الاستعداد لـ”حرب استنزاف طويلة المدى” في أوكرانيا، متحدثاً في واشنطن بعد لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وأكد مرة جديدة أن الحلف الأطلسي لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، لكنه أشار في المقابل إلى “مسؤولية” الحلف عن تقديم الدعم لأوكرانيا.
في التحركات، توجه الرئيس السنغالي ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، الخميس، إلى روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، الجمعة، وفق ما أعلن مكتبه، موضحاً أن هذه الزيارة “تندرج في إطار الجهود التي تبذلها رئاسة الاتحاد للمساهمة في تهدئة الحرب في أوكرانيا، وفتح الطريق أمام مخزونات الحبوب والأسمدة التي تؤثر عرقلة مرورها على الدول الأفريقية خصوصاً”.
وستكون إقامة “ممرات آمنة” لنقل هذه الحبوب في صلب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا في الثامن من يونيو على ما أفادت أنقرة.
استفتاء وعقوبات
وفي تداعيات الحرب الأوكرانية، صوت الدنماركيون بغالبية كبيرة، الأربعاء، في استفتاء لانضمام بلدهم إلى سياسة الاتحاد الأوروبي الدفاعية بعدما رفضوا ذلك لثلاثة عقود.
وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض سلسلة جديدة من العقوبات لدفع بوتين إلى وقف حربه على أوكرانيا، مستهدفة خصوصاً صديقه المقرب و”الممول” سيرغي بافلوفيتش رولدوغين، وشركة سمسرة في اليخوت العملاقة للأثرياء الروس.
ووافق ممثلو دول الاتحاد الأوروبي الـ27، الخميس، على حزمة عقوبات سادسة بحق موسكو تشمل حظراً نفطياً مع استثناءات، لكنهم تراجعوا عن إدراج اسم رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل على اللائحة السوداء، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
الكاتب : jean.hadchity
الموقع :www.independentarabia.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-06-03 08:36:28
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي