الديون الصينية لمستوى تاريخي… وتراجع تجاري غير متوقع

ارتفع إجمالي الدين للصين كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي إلى مستوى قياسي جديد بلغ 272.1 في المائة في الربع الثالث من العام الجاري، متجاوزاً الرقم القياسي السابق والبالغ 271 في المائة في الربع الثاني، وفقاً لما أظهرته بيانات جمعتها وكالة بلومبرغ أمس الاثنين.

وارتفعت نسبة الاستدانة الكلية للبلاد، وهي نسبة الدين للأسر والحكومات والمؤسسات غير المالية إلى مجموع الناتج المحلي الإجمالي، بأكثر من نقطة مئوية واحدة عن الربع المالي السابق. ووفقاً للبيانات، ارتفعت نسبة الاستدانة للقطاعات غير المالية إلى 160.3 في المائة، مقارنة مع 159.8 في المائة في الربع الثاني.

وزادت نسبة الاستدانة للقطاع المنزلي لتصل إلى 62.4 في المائة، مقابل 62.2 في المائة في الربع السابق. وارتفعت نسبة استدانة القطاع الحكومي إلى 49.4 في المائة، بعدما كانت 49 في المائة في الربع السابق.
وبالتزامن، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت الاثنين، تراجع كل من صادرات وواردات الصين على نحو غير متوقع خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو أول تراجع لهما منذ أكثر من عامين، وذلك مع تزايد مخاطر الركود العالمي ما قلص الطلب الاستهلاكي، إلى جانب المشكلات الداخلية في الصين مثل سياسة صفر إصابات بفيروس كورونا المستجد.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن بيانات إدارة الجمارك العامة الصينية القول إن قيمة صادرات الصين بالدولار تراجعت خلال الشهر الماضي بنسبة 0.3 في المائة سنوياً، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعها بنسبة 4.5 في المائة. كما تراجعت الواردات بنسبة 0.7 في المائة خلال الشهر الماضي، وهو أول تراجع لها منذ أغسطس (آب) عام 2020. وتراجع الفائض التجاري للصين إلى 85.15 مليار دولار.

ويضيف تراجع الصادرات المزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني الذي يعاني بالفعل من تداعيات تدهور سوق العقارات واستمرار الاضطرابات الناجمة عن قيود مكافحة فيروس كورونا المستجد وضعف الإنفاق الاستهلاكي. وكانت الصادرات القوية داعماً رئيسياً لتعافي الاقتصاد الصيني خلال العامين الماضيين، مستفيدة من قوة الأسواق الخارجية. لكن الموقف يبدو مختلفاً في ظل تباطؤ الاقتصادات الرئيسية في العالم.

كما خلصت حسابات أجرتها رويترز اعتماداً على بيانات الجمارك الصينية يوم الاثنين إلى أن فائض الصين التجاري مع الولايات المتحدة بلغ 34.19 مليار دولار في أكتوبر الماضي، انخفاضاً من 36.07 مليار دولار في سبتمبر (أيلول).
ومن بين آثار القيود الصينية، حذرت شركة «آبل» يوم الأحد عملاءها من توقع حدوث تأخير في شحنات «آيفون» بسبب قيود «كوفيد – 19» في منشأة تصنيع في الصين.

ويعمل مصنع «آيفون» التابع لشركة «فوكسكون» شريكة التصنيع لشركة «آبل» في مدينة تشنغتشو الصينية، تحت قيود، ما يؤثر مؤقتاً في المنشأة الأساسية لتجميع أجهزة «آيفون 14 برو» و«آيفون 14 برو ماكس».
وأشارت تقارير في الآونة الأخيرة إلى أن العمال في مصنع تجميع «آيفون» في الصين فروا من المبنى بعد أن تسببت طفرة في حالات «كوفيد – 19» في إغلاق المصنع تماماً.

ولدى شركة «فوكسكون»، وهي مورد لشركة «آبل» ومقرها الولايات المتحدة، العديد من العاملين في مجمع تشنغتشو ولم تقدم أي إحصاء رسمي لعدد المصابين بـ(كوفيد – 19).

مرتبط