اشترك في :

قناة واتس اب
صحافة

آراء يهودية: “الصهيونية بدعة ضد الله والتوراة، وإسرائيل تجب إزالتها”

حريديم

شكَّلت جماعة الحريديم أكبر أزمة في تاريخ الكيان “الإسرائيلي”، عند رفضها تأدية “الشباب الحريدي” الخدمة العسكرية في الجيش، بذريعة التفرُّغ للشؤون الدينية حصراً عبر دراسة وتدريس التوراة والكتب اليهودية.

واستندت هذه الجماعة الى سابقة إعفاء دايفد بن غوريون عام 1949، طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، وكان عددهم 400 طالب، وذلك بموجب المادة 12 من قانون الخدمة الصادر عام 1948، والتي تتيح لوزير الدفاع إعفاء أي شخص في سن الخدمة العسكرية، لأسباب التعليم أو الاستيطان او الاقتصاد الوطني أو لأسباب عائلية.

وبات “قانون بن غوريون” عرفاً سائداً منذ ذلك التاريخ، لكن نسبة النمو السكاني العالية لجماعة الحريديم والبالغة حالياً 13% من يهود “إسرائيل”، جعلت من مسألة الإعفاء حالياً خطيرة، بحيث أنه بات يشمل 66 ألفاً بدلاً من ال 400، في وقتٍ يجد فيه الجيش الصهيوني نفسه في مأزق، نتيجة الحاجة الى مزيد من العديد منذ بدء العدوان على غزة، لتعزيز قدراته وتعويض الخسائر البشرية التي تكبدها، وتفادي الكلفة الباهظة على الإقتصاد عند سحب الإحتياط وإلحاقه بالقطاعات العسكرية في حالة الحرب.

وتدحرجت أزمة الحريديم كما كرة الثلج في توقيتٍ قاتل، حيث الإنقسام السياسي والحزبي والإجتماعي داخل الكيان، لم تعرفه “إسرائيل” قبل أن تتورط بالعدوان على قطاع غزة: يمين سياسي متطرف يدعو إلى تجنيد كل “إسرائيلي” للمشاركة في القتال، ويمين ديني أكثر تطرفاً يتمثل بجماعة الحريديم، يرفض التجنيد وحاخامه الأكبر يتسحاق يوسف يهدد بدفع جماعته الى الهجرة ما لم يتم إعفاؤهم.

الغريب في الأمر، أن “الإسرائيليين” من غير الحريديم، لا يعرفون أن السبب الأساسي لإحجام الحريديم عن أداء الخدمة العسكرية، ليس التفرغ للدراسة وتدريس الدين، بل لأن الدين يمنعهم من دخول الجيش والقتال وسفك الدماء، وأنهم لا يعترفون بإسرائيل كدولة، لأنها تشكيل ديمقراطي مخالف لتعاليم التوراة لا بل لأنها ضد إرادة الله.

هذا الجدل حول أسباب رفض الحريديم أداء الخدمة العسكرية أسوة بباقي “الإسرائيليين”، تحول من خلاف سياسي، إلى تنافر إيديولوجي ديني، ليس فقط على مستوى الكيان “الإسرائيلي” الداخلي، بل بين مجموعات من يهود الخارج في نظرتهم الى “إسرائيل” كدولة صهيونية مُعادية لأصول الدين.

داخلياً، نشر الكاتب “الإسرائيلي” “نيهيميا شتراسلر” في صحيفة هآرتس مقالة بتاريخ 29 آذار / مارس الماضي، حاول من خلالها تبيان السبب الحقيقي -من وجهة نظره- لعدم رغبة اليهود الحريديم (الشرقيين) في تجنيد أبنائهم في الجيش “الإسرائيلي”، وقال: يجب على “الإسرائيليين” العلمانيين أن يدركوا، بأن الأرثوذكس المتطرفين لا يحترمونهم، ويعلِّمون أطفالهم أن يحتقروهم، وهم لا يعترفون بالدولة، ومعادون للصهيونية، وبالنسبة لهم نحن ببساطة احتياط مالي يجب سرقته.

وأضاف “شتراسلر”: الحريديم ينظرون إلى الحكومة العلمانية على أنها حكومة أجنبية يجب استغلالها وخداعها والكذب عليها، وابتزاز أكبر قدر ممكن من المال منها. إنهم لا يرون الدولة على أنها بداية “الخلاص”، بل على أنها استمرار مباشر للنفي التوراتي. والحكومة لدى الحريديم هي مثل مالك الأرض غير اليهودي، الذي كان يعمل معه اليهود في أوروبا الشرقية، وكان عليهم التعايش معه، ولهذا السبب ليست لديهم مشكلة في عدم الوفاء بأي واجب مدني: تدريس المناهج الأساسية، والعمل، والخدمة في الجيش.

خارجياً، وعلى مستوى المعارضين للصهيونية، يبرز الحاخام الأميركي “ديفيد وايس” وهو من المتشددين الحريديم، والناطق الرسمي باسم أحد فروع جماعة “ناتوري كارتا” التي ترفض الصهيونية بكل أشكالها، ويؤمن أنه يجب على اليهود أن يعارضوا سلميًا وجود الدولة “الإسرائيلية”، حيث يقول: “أنه محظور علينا من الله أن تكون لدينا دولة، حتى لو كانت في أرض مقفرة وغير مأهولة”، لأن الله أوصانا بعدم تأسيس دولة عقاباً لنا على خطأ ارتكبناه في دولتنا الأولى، و”أن نعيش بين الآخرين، بانتظار قدوم المسيح، حيث سوف تتآلف كل الأمم ويعيش الخروف مع الذئب”.

ويضيف الحاخام “وايس”، بمقابلة تلفزيونية في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي:
“اليهودية ديانة عمرها آلاف السنين، والتوراة هي المرجع الأوحد لنا، وورد فيها أن الشعب اليهودي إذا أُعطي أرضاً وارتكب خطئاً يصبح مطروداً منها، ويعيش تحت حكم الآخرين، وهذا عقاب من الله يجب أن نحترمه ولكن، منذ مئة سنة، جاء قوم غير متدينين، ومنهم “فيديل هرتسل”، وأعلنوا الحركة الصهيونية بهدف تأسيس دولة علمانية مدنية، وحصلوا على دعم من الغرب، وهذه الدولة التي باتت “إسرائيل” هي كفر ضد الله، وعصيان على إرادته، ويجب إزالتها دون سفك دماء”.

ويتابع الحاخام “وايس” في مقابلته:
نحن تظاهرنا في أكثر من عاصمة غربية ضد اتفاقية أوسلو وحلّ الدولتين، لأننا مع بقاء الفلسطينيين في أرضهم ودولتهم، وعلى اليهود أن يعيشوا بينهم وتحت حكم دولة فلسطينية، وفي هذه الحالة نكون قد أرضينا الله مذعنين لإرادته، والكثيرون من اليهود المتدينين يؤمنون مثلنا بعدم جواز أن تكون لنا دولة يهودية خالصة، لكن معظمهم متردد أو خائف أو غير متفاعل مع أصول الدين وآحادية الكلام التوراتي”.

وبصرف النظر عن التناقض بين اليهودية والصهيونية، يبرز القاسم الديني المشترك بين الطرفين، وهو الخوف الدائم من زوال أية دولة يهودية قبيل اكتمال عقدها الثامن، تماماً كما حصل مع مملكتي “داود وسليمان” و”حشمونائيم”، ومع قرب استكمال “إسرائيل” لعقدها الثامن، لا يتردد ساستها عن استخدام تجربة المملكتين الهالكتين لحكم الشارع “الإسرائيلي” بالتخويف المصيري والتهويل الوجودي، والتعامل مع الخارج بالمنطق الصهيوني القائل بدولة “إسرائيل” كياناً لحماية الشعب اليهودي، دون أن يُقنع هذا المنطق لا يهود الداخل المغادرين دون عودة، ولا يهود الخارج الذين لا يرون في هذا الكيان وطناً آمناً لليهود بعد عملية طوفان الأقصى وتداعياتها…

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-05-02 16:21:16
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى