إسرائيل اليوم: الحديث مع ايران: ترامب سيتراجع أولا

إسرائيل اليوم 14/4/2025، ايال زيسر: الحديث مع ايران: ترامب سيتراجع أولا
في هذا الفيلم – دونالد ترامب مقابل ايران – سبق أن كنا قبل نحو عقد. ومع ذلك، لا يمكن أن ننفي بان مشهد البداية للولاية الثانية للرئيس الأمريكي كان قويا على نحو خاص وبعث أملا بان في ان نهاية الفيلم في هذه الولاية ستكون هذه المرة مختلفة.
صحيح أن ترامب انسحب قبل نحو عقد من الاتفاق النووي مع ايران ودعا الى تشديد الضغط الدولي عليها، لكن تصريحاته وكذا تهديداته لم تترافق وأفعال. وهكذا أتيح لإيران أن تواصل ما كانت عليه بل وان تحقق هدفها الاستراتيجي وتصبح دولة حافة نووية توجد على مسافة لمسة – لاشهر وفي اقصى الأحوال لسنوات قليلة – من الوصول الى قنبلة ذرية.
مع دخوله الى البيت الأبيض في كانون الثاني الماضي، كان يبدو ان هذا ترامب جديد، اكثر تجربة وتصميما واساسا واثق من نفسه. وقد سارع الى توجيه انذار للايرانيين بان عليهم أن يقبلوا شروطه، أن يتراجعوا عن مشروعهم النووي وان يوقفوا دعم منظمات الإرهاب في اليمن وفي لبنان والا ستفتح على ايران “بوابات الجحيم”.
لكن بحجم التوقعات يكون حجم المفاجأة بل والعجب، ما أن تبين ان ترامب هو أول من يتراجع. الايرانيون رفضوا تهديداته، واصلوا دعم الحوثيين وحزب الله كما أنهم يواصلون الدعوة لابادة إسرائيل بل ولابادة الولايات المتحدة. غير أن الرد الأمريكي على الاستفزاز الإيراني كان اعلانا عن بدء المفاوضات معها، مما ينطوي على منح شرعية بل وتشجيع لنظام ايات الله في طهران.
تبعث خطوات الرئيس الأمريكي على التساؤل في نواياه وأهدافه. فبعد كل شيء، من ينبغي لنا أن نصدق؟ الرئيس ترامب الذي يعد بضرب ايران اذا لم تستسلم وتصفي مشروعها النووي، الإعلانات التي رافقها بناء قوة عسكرية أمريكية بحجم غير مسبوق في الشرق الأوسط – المزيد فالمزيد من السفن، الطائرات، الوسائل القتالية والجنود الذين يصلون الى هنا استعدادا لمواجهة محتملة مع ايران؟ ام ربما علينا أن نستمع لنائب ترامب، جيدي فانس الذي اعلن بانه يعارض الحرب ضد ايران كونها خطوة تبذيرية باهظة الثمن لن تخدم المصالح الامريكية؟ ترامب هو رجل اعمال محنك، لكن يجدر بالذكر أنه اذا كانت هناك جائزة نوبل في إدارة المفاوضات – فالايرانيون هم من كانوا بالتأكيد سيفوزون بها. فهم يديرون منذ ثلاثة عقود مفاوضات مع الولايات المتحدة وينجحوا في خداعها، تمديد الوقت، وفي هذه الاثناء مواصلة ما بدأوه والتقدم ببطء لكن بثفة كل الطريق الى النووي والى بناء قوة عسكرية وفروع إرهاب تشكل تهديدا على الاستقرار في المنطقة وفي العالم.
على ترامب أن يتذكر بانه لا يدير مفاوضات مع خصم او عدو ذي تفكير غربي للربح والخسارة. هذا نظام إسلامي متطرف الفرق الوحيد بينه وبين السنوار هو أن طهران لا تستعجل وهي مستعدة لان تبدي براغماتية ومرونة اذا كانتا تخدما هدفها بعيد المدى الذي كان ولا يزال إبادة إسرائيل وفرض الهيمنة الإيرانية على الشرق الأوسط.
من الخطأ أن نرى في مسألة النووي الإيراني كل شيء. فهذا عرض للمرض الذي يكمن في مجرد وجود نظام راديكالي يشجع الإرهاب في الشرق الأوسط، يطور ترسانة صواريخ بعيدة المدى وأخيرا يعمل أيضا كي يحصل على سلاح نووي.
اذا لم نعالج جذر المشكلة لا نكون فعلنا شيئا. ايران تسعى لكسب الوقت. فهي على أي حال أصبحت دولة حافة نووية. وعليه فهي مستعدة لان تدير مفاوضات بل وان تصل الى صفقة في اطارها تتعهد الا تسير خطوة واحدة أخرى، وتصبح دولة نووي.
مقابل “التنازل الايراني”، تطلب رفع العقوبات الخانقة لاقتصادها. غير أنه لا يوجد خطأ اكبر من قبول العروض الإيرانية. كل ما تبقى هو الامل بان يفهم ترامب أيضا بانه مع النظام الإيراني لا يوجد ما يمكن الحديث فيه أو الوصول الى تسوية. النظام الايراني يجب ضربه ومشروعه النووي يجب تدميره وليس تجميده او تأخيره.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-14 17:15:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>