الحكومة بتصريحاتها وافعالها تهدم الرؤيا الصهيونية وتعمل على تنفيذ الدولة الواحدة

يديعوت 15/4/2025، بن درور يميني: الحكومة بتصريحاتها وافعالها تهدم الرؤيا الصهيونية وتعمل على تنفيذ الدولة الواحدة
نشر الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون مبادرة جديدة، يوشك على أن يعرضها مع السعودية. وتشمل المبادرة اعلانا عن الاعتراف بدولة فلسطينية، بدون حماس، في ظل الحفاظ على امن إسرائيل. يدور الحديث عن السيدة إياها، دون تغيير حقيقي في التسريحة، التي عرضت في العقود الأخيرة المرة تلو الأخرى. نتنياهو نفسه وافق في 2014 على دولة فلسطينية على اكثر من 90 في المئة من أراضي يهودا والسامرة. ومرة أخرى في 2020، عندما تحمس لـ “صفقة القرن” لدونالد ترامب، والتي تضمنت على دولة فلسطينية على 70 في المئة من يهودا والسامرة، مع إضافات من داخل إسرائيل.
يمكن تأييد اقتراح ماكرون. يمكن معارضته. سنأتي لاحقا على ذلك. العراف السخيف من ميامي قفز في المقدمة، بالطريقة الأكثر فظاظة. “إذهب الى الجحيم!”، رد على ماكرون. هذا هو الرجل، هذا هو الاسلوب. الاب يعرف كيف يتنكر. المشكلة هي ان هذه المرة سارع بالذات لان يتماثل. ليس مع الأسلوب، لكن مع المضمون: “لن نقبل مزايدات أخلاقية لاقامة دولة فلسطينية تعرض للخطر وجود إسرائيل، ممن يعارض إعطاء استقلالا لكورسيك، كلدونيا الجديدة، غينيا الفرنسية واقاليم أخرى”. يقرأ المرأ ويفرك عينيه. دعك من الابن، يئير نتنياهو، فهو سخيف متجذر. لكن الاب؟ ففي كل الأقاليم التي ذكرت – للسكان يوجد حق تصويت. هم مواطنون فرنسيون. أهذا رئيس وزراء اسرائيل؟ أهو جدي؟
اذا تبنينا “المباديء” منالمنشورات التعيسة من النتنياهيين، فعلى إسرائيل أن تمنح المواطنة لملايين الفلسطينيين. هذه هي الرؤيا (من النهر حتى البحر) التي تطلقها جوقة كارهي إسرائيل. عرفنا دوما ان الأطراف تلتقي. يمين متطرف. يسار متطرف. مقلق بعض الشيء أن رئيس وزراء إسرائيل، بنفسه وبجلالة قدره ينضم الى الجوقة.
هذا لا يعني ان ماكرون محق. لانه عُرضت على الفلسطينيين دولة المرة تلو الأخرى تلو الأخرى. لندع جانبا مشاريع التقسيم في 1937 و 1947 ولندع جانبا لاءات الخرطوم الثلاثة في 1967. في العصر الحالي أيضا، في اعقاب مسيرة أوسلو رفض الفلسطينيون عرض اهود باراك لدولة فلسطينية. ورفضوا عرض كلينتون. ورفضوا عرض أولمرت. ورفضوا عرض كيري واوباما. وبالطبع رفضوا عرض ترامب. وحتى المبادرة السعودية نجحوا في أن يزيلوها عن الطاولة، في 2002 كي يجعلوما مبادرة السلام العربية. ليس دولتان لشعبين بل دولتان. واحدة فلسطينية، وواحدة أخرى لن تكون باي شكل من الاشكال وطنا قوميا لليهود، بل دولة يعود اليها ملايين أنسال اللاجئين كي تصبح هي أيضا دولة عربية.
هكذا بحيث أنه اذا كان ماكرون يخرج بمبادرة جديدة، فان عليه أن يشرح كيف بالضبط يختلف عرضه عن العروض السابقة. لا تفسير. كيف بالضبط يقترح منع سيطرة الإسلام الراديكالي على الدولة الفلسطينية عندما يكون جزء كبير من السكان، وعلى ما يبدو الأغلبية، يؤيدون حماس وايران؟ لا تفسير. وهل كان سيوافق على مثل هذه الدولة، لنفترض، في الالزاس واللورين؟ لا جواب. هكذا بحيث ان كل من يريد أن يكون الحال افضل للفلسطينيين – يتعين عليه ان يبحث عن تسوية واقعية اكثر بقليل، لا تجعل حياة الفلسطينيين أسوأ بكثير. ومع كل الاحترام لنية ماكرون الإعلان عن الاعتراف بدولة فلسطينية فكيف يكون ان ليس له الشجاعة لان يقول انه لا يوجد أي احتمال للتقديم بميلمتر واحد طالما يصر الفلسطينيون على “حق العودة”، أي تصفية إسرائيل.
وبالعموم، يجدر بماكرون ان يفحص بهدوء مع زعماء الدول المجاورة هل هم يطالبون بدولة فلسطينية ام فقط الإعلان عن دولة فلسطينية؟ لان الامر الأخير الذي تحتاجه مصر، السعودية والأردن هو دولة أخرى يوجد احتمال بان سرعان ما تصبح فرعا إيرانيا. لديهم وجع رأس من حزب الله ومن الحوثيين. الامر الأخير الذي يحتاجونه هو كيان آخر هو فرع إيراني.
إسرائيل أيضا، لسنوات كثيرة جدا، لا تتصرف بحكمة. لان ما يريده كارهو اسرائيل في الجامعات، وما يريده اليمين المناهض للصهيونية هنا أي، دولة واحدة ، تنفذه حكومات إسرائيل على اجيالها. والحكومة الحالية تفوقها جميعها. فهي تخلق هنا دولة واحدة. مزيد من البناء خارج الكتل. مزيد من البؤر الاستيطانية. حكومة إسرائيل بتصريحاتها، واساسا بافعالها، تهدم الرؤيا الصهيونية في دولة يهودية وديمقراطية.
لا حاجة لمبادرات خارجية. ثمة حاجة لمبادرة إسرائيلية، تقوم على أساس فصل ديمغرافي، في ظل سيطرة امنية حتى النهر. هذا يمكن وينبغي أن يكون تسوية انتقالية الى ان تنشأ الظروف لتسوية دائمة. هذا سيحصل، ربما، عندما ينزل نظام آيات الله في ايران عن المسرح وعندما تكف قطر عن تمويل التحريض. لانه اذا لم يكن هكذا، فان التسوية الوحيدة التي نقود اليها هي كابوس المؤيدون له أناس اليسار المناهض للصهيونية، المهاجر الى ميامي، اليمين المناهض للصهيونية وكارهو إسرائيل من جامعة كولمبيا. رغم النوايا المختلفة، فانهم يسعون بالضبط الى الاتجاه إياه لدولة واحدة. والمشكلة الأخطر هي ليس السخيف من ميامي. المشكلة هي السخيف من القدس.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-15 16:35:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>