اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

النظام السوري الجديد، وتعزز مكانة تركيا وقطر، كل هذا يقلق مصر

معاريف 30/1/2025، ميخائيل هراري: النظام السوري الجديد، وتعزز مكانة تركيا وقطر، كل هذا يقلق مصر

انهيار نظام الأسد استقبل بالإيجاب في الساحة الإقليمية والدولية، رغم الخلفية الإسلامية الراديكالية لرجال النظام الجديد. احدى الدول القليلة التي ترد بشكل متحفظ على التغيير هي مصر. وزير الخارجية المصري لم يسارع لزيارة دمشق واكتفى بمكالمة هاتفية مع نظيره السوري الجديد، وحتى هذا بعد ثلاثة أسابيع من انهيار نظام الأسد. ويتخذ الاعلام المصري خطا منضبطا وحذرا وأحيانا حتى معاديا، تجاه النظام الجديد.

بضعة عوامل أساسية تقبع في أساس الحذر والتخوف في القاهرة. أولا، الصعود الى الحكم لجماعة إسلامية أصولية، قاتلت حتى وقت غير بعيد في صفوف القاعدة، ليس مثابة أنباء طيبة في القاهرة. والتخوف هو إمكانية حقنة تشجيع لتيار الإسلام السياسي في المنطقة بعامة وفي مصر بخاصة. فحركة الاخوان المسلمين متجذرة عميقا في المجتمع المصري رغم أن يد السيسي قاسية تجاهها. المخاوف من عودة رياح الربيع العربي التي رفعت الى الحكم التيار الإسلامي، هي مخاوف مفهومة.

تركيا هي احدى الرابحين الأساس من التغيير الدراماتيكي في دمشق. فقد دعمت أنقرة في السنوات الأخيرة احمد الشرع ومنظمته وهي تنتظر المردودات على ذلك. همها الأساس هو الأقلية الكردية في سوريا، لكن معقول ان ترغب في تعزيز مكانتها كاللاعب الاقليمي الأكثر نفوذا في الدولة مع خروج ايران وروسيا. وهذه المسيرة تصطدم بالمصالح المصرية. الحكم في أنقرة يعد هو أيضا من الإسلام السياسي وحليفته هي قطر. الهامش الذي نشأ في العقد الأخير وضع مصر في مركز الدبلوماسية الإقليمية وقد استفادت من مكتشفات الغاز الطبيعي في مياه البحر المتوسط. والنية التركية للتوقيع على اتفاق بحري مع سوريا من شأنه ان يؤثر سلبا على مصر – (مثلما على إسرائيل أيضا).

ساحة ليبيا تشكل مصلحة امنية – اقتصادية أولى في سموها بالنسبة لمصر. فليبيا منقسمة الان بين حكمين، بشكل لا يساهم في استقرارها. والتخوف المصري هو أن تستغل تركيا مكانتها الإقليمية الجديدة كي تعزز خطواتها في ليبيا، الى جانب التقارير عن نية روسية لنقل تواجدها البحري في البحر المتوسط من سوريا الى ليبيا.

تشارك مصر بشكل نشط في مساعي الوساطة لوقف النار في غزة وهي تنظر بالإيجاب الى الاتفاق. ومع ذلك معقول الا تكون متحمسة للمكانة المركزية التي للدوحة في الموضوع وقلقة من الآثار المتوقعة على مكانة حماس في القطاع. لقد أدارت القاهرة في اشهر الحرب الطويلة سياسة كانت مريحة لإسرائيل، رغم النقد الحاد الذي وجهته لإسرائيل في عدة مسائل. ينبغي الافتراض بان الاعتراض الإسرائيلي على إعطاء دور للسلطة الفلسطينية والامكانية المعقولة لان ترمم حماس قوتها في القطاع لا تخدم المصلحة المصرية. وبعامة، آثار الحرب على علاقات الدولتين ليست واضحة بما يكفي.

بعامة، المكانة الإقليمية لمصر ضعفت منذ الربيع العربي، بما في ذلك عقب الازمة الاقتصادية في الدولة. مراكز الاهتمام انتقلت الى الخليج، وصفقة محتملة إسرائيلية – سعودية ستعطي هذا تعبيرا دراماتيكيا. ضعف مصري، داخلي واقليمي، لا يخدم المصلحة الإسرائيلية. من المهم ان يفهموا في القدس التغييرات. السلام الإسرائيلي – المصري هو حجر زاوية لعموم التطورات الإقليمية منذ التوقيع عليه، ومصر لا تزال هي الدولة العربية الأهم، رغم ضعفها الان.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-30 21:15:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى