موقع الدفاع العربي 27 مارس، 2025: رُصدت طائرة الاستطلاع وجمع المعلومات الأمريكية MQ-4C Triton خلال الساعات الماضية أثناء تحليقها بمحاذاة الحدود البحرية المصرية. ويبدو أن مسار رحلتها بدأ من قاعدة سيغونيلا الجوية في إيطاليا، مرورًا بالحدود الليبية، ثم المصرية، ومن المرجح أنها واصلت طريقها لتغطية الساحل الشرقي للبحر المتوسط قبل العودة إلى قاعدتها.
هذه الطائرة كُشف عنها لأول مرة عام 2012، وحلقت لأول مرة عام 2013، وبدأت عملياتها رسميًا في 2018. وفقًا لموقع “فوربس“، يتراوح سعرها بين 180 و220 مليون دولار أمريكي. تعد واحدة من الطائرات الأمريكية الثقيلة بعيدة المدى المصممة لجمع المعلومات من خلال أنظمة متطورة تشمل الرادار، والرصد الكهروبصري، وتحليل البيانات السلبي بعيد المدى. تعمل بالتكامل مع طائرات الدورية البحرية المأهولة مثل P-8A Poseidon، مما يعزز قدرات القوات البحرية في مهام الاستطلاع والمراقبة. الطائرة مجهزة بأنظمة متقدمة للرصد والتتبع، ما يمكنها من مراقبة القطع البحرية والأهداف البرية بدقة. تستطيع توفير معلومات الاستطلاع في الوقت الحقيقي على مساحات واسعة في البحر والمناطق الساحلية، كما يمكنها تنفيذ مهام البحث والإنقاذ، ومراقبة ما يصل إلى 7 ملايين كيلومتر مربع من سطح الأرض خلال 24 ساعة.
تم تجهيزها برادار ذي فتحة اصطناعية (AESA) مثبت أسفل الطائرة، يصل مداه إلى 370 كم، ويغطي بزاوية 360 درجة. كما تحمل نظامًا كهروبصريًا متقدمًا مع كاميرا عالية الدقة مثبتة في مقدمتها بمدى يتجاوز 50 كم. إلى جانب ذلك، زُودت الطائرة بنظام رصد سلبي ودعم إلكتروني قادر على تتبع وتصنيف إشارات الرادارات المعادية، مع مدى يصل إلى أكثر من 900 كم.
تتميز الطائرة بقدرتها على البث الحي للمشاهد عبر أنظمة EO/IR فائقة الدقة أثناء التحليق على ارتفاعات شاهقة، كما أنها تمتلك قدرة تحمل طويلة المدى، وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الإشارات وتشغيل الطيف الكامل. يمكنها إرسال بيانات متعددة إلى السفن والطائرات والمحطات الأرضية، كما أنها قابلة للتسليح بصواريخ جو-أرض، مما يمنحها القدرة على استهداف الوحدات البحرية.
يمكن للطائرة التحليق لمدة تصل إلى 30 ساعة متواصلة، على ارتفاع يبلغ 17 ألف متر، وبسرعة تصل إلى 610 كم/ساعة. وهي قادرة على المناورة بسرعة، وخفض الارتفاع عند الحاجة، كما أنها مصممة لتحمل ظروف الطقس القاسية، مثل درجات الحرارة المنخفضة، واصطدام الطيور، والجليد، والصواعق. يبلغ وزنها نحو 14.6 طن، بطول 14.5 متر، وارتفاع 4.6 متر، وباع جناحيها يصل إلى 39.9 متر، مع مدى تحليق يصل إلى 12,300 ميل بحري.
هذه ليست المرة الأولى التي تُرصد فيها الطائرة في أجواء البحر المتوسط خلال هذا الشهر، فقد شوهدت قبل أيام قبالة سواحل سوريا ولبنان، كما تم رصدها الأسبوع الماضي في أجواء الخليج العربي بالقرب من المواقع النووية الإيرانية. وفي العام الماضي، شوهدت في المياه المحايدة للبحر الأسود قرب السواحل الروسية.
لا يُمكن إسقاط هذه الطائرة لأن مهمتها تتم دائمًا خارج المجال الجوي للدول، وفي الأجواء الدولية. طالما لا توجد حالة حرب، فلا يحق لأي دولة استهداف أي طائرة ما لم تنتهك حدودها السيادية.
في عام 2019، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن إسقاط طائرة أمريكية مسيّرة بعد أن زعم أنها اخترقت الأجواء الإيرانية، بينما أكد مسؤول أمريكي لشبكة CNN أن الطائرة، وهي من طراز MQ-4C، أُسقطت فوق مضيق هرمز أثناء تحليقها في الأجواء الدولية.
من الجدير بالذكر أن جميع الدول، وفقًا لقدراتها، تقوم بتسيير طائرات أو مسيّرات لجمع المعلومات إلكترونيًا، بما في ذلك مصر. لكن ظهور طائرة استطلاع بهذا المستوى من الأهمية في أجواء المنطقة خلال هذه الفترة قد يكون مؤشرًا على وجود توترات ومخاطر محتملة تهدد الجميع.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-03-27 08:26:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل
