زلمان شوفال: في ملعب ترامب
![زلمان شوفال: في ملعب ترامب 1 مركز الناطور للدراسات والأبحاث](https://i0.wp.com/beiruttime-lb.com/wp-content/uploads/2025/01/%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%B3%D9%86%D8%A9-2024-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A.jpeg?resize=350%2C263&ssl=1)
معاريف – زلمان شوفال – 28/1/2025 في ملعب ترامب
بعد نحو أسبوع فقط من أداء الرئيس ترامب اليمين القانونية نشهد منذ الان ولايات متحدة مختلفة – مختلفة عنها برئاسة بايدن ومختلفة أيضا عن تلك التي عرفناها تحت رؤساء جمهوريين سابقين. في عدد لا يحصى من المراسيم الرئاسية التي وقع عليها، في التعيينات التي اجراها وفي تعيينات سابقة ألغاها، أشار ترامب الى الأمريكيين والى العالم كله: هذا ليس فقط تغييرا بين ادارتين، هذا تحول، وبخاصة في المواضيع الداخلية، الهجرة، الصحة، الثقافة وما شابه.
في موضوع السياسة الخارجية لا يزال من الصعب التحدث عن التحولات الثورية. ففي مواضيع معينة، كالصين، كفيل الامر بان يكون استمرارية اكثر مما هو تغيير. في مواضيع أخرى، في سياقات دولية مختلفة، يتوقع ترامب تبادلية اكبر، وفي موضوع الناتو سيشترط استمرار التزام أمريكا بالمنظمة بمشاركة مالية اكبر من الأعضاء الاخرين فيها. في خطاب كفاحي مصور امام المؤتمر الاقتصادي السنوي في دافوس، لم يوفر ترامب التحذيرات لروسيا، لكندا، لبنما وللدانمارك – لكن لسبب ما غاب عن أقواله تطرق لإيران، وهذه نقطة يجب أن تثير الاهتمام بإسرائيل، التي يقف الموضوع الإيراني في مركز جدول اعمالها السياسي والأمني.
السؤال هو هل الولايات المتحدة ترامب، فضلا عن التصريحات ستكون شريكة إسرائيل في حالة توصل هذه الى الاستنتاج بوجوب العمل عسكريا ضد طهران لاجل سد طريقها الى القنبلة وكبح توسع هيمنتها. ايران في الولاية الحالية لترامب ليست تلك التي كانت في ولايته السابقة. خططها الإقليمية الأمنية تحطمت كنتيجة للانجازات العسكرية والاستخبارية لإسرائيل ضد حزب الله ووكلاء ايران الاخرين وكذا في أراضي ايران نفسها. ومثلما يعتقد مثلا أريك ادلمان، الخبير الأمني الشهير في الموضوع الإيراني، وموظف كبير في إدارة الرئيس بوش، فان الإيرانيين اكثر هشاشة اليوم مما كانوا في الماضي. وكنتيجة لذلك، وعلى خلفية وضعهم الاقتصادي المتهالك سيكون ممكنا كبح ميولهم العدوانية حتى بدون عملية عسكرية، من خلال ضغط اقتصادي وسياسي مركز.
في كل حال، يتعين على الرئيس ترامب ان يقرر قريبا الخط السياسي الأمني الذي سيتخذه: فهل، مثلما سبق أن قال في شهر أيلول، “سيكون علينا أن نعقد صفقة” لان “نتائج التحول النووي الإيراني ليست ممكنة” ام ربما سيحاول التوصل مع ايران الى اتفاق نووي جديد واوسع بدلا من اتفاق أوباما المليء بالثقوب والذي الغاه ترامب في ولايته الأولى. أم ربما سيسير الرئيس في طريق ضغط شامل في كل المجالات، بما في ذلك إمكانية العمل العسكري”؟
جواب ترامب على سؤال صحفي اذا كان سيؤيد هجوما إسرائيليا على المنشآت النووية لإيران كان انه “يامل الا تكون حاجة لذلك”. وان كان هذا الجواب يمكنه أن يفسر كتهديد على ايران، لكن أيضا كاشارة ثنائية القيم لإسرائيل. بعض الجهات السياسية والإعلامية في إسرائيل كادت تخرج عن اطوارها في توقعاتها من إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة. وفقا لمعظم المؤشرات، فان ترامب وفريقه هم بالفعل مؤيدون أقوياء لإسرائيل وسبق أن اثبتوا هذا في عدة قرارات إيجابية. تحرير القنابل الثقيلة التي اخرها بايدن هو أهمها وهو أيضا تهديد واضح على ايران. لكن ينبغي ان نتذكر أيضا بان ترامب هو من يقرر الأمور، واذا ما غير رأيه في مثل هذا الموضوع او ذاك، فان أحدا في فريقه لن ينبس ببنت شفه.
في إسرائيل ينصب الاهتمام الأساس هذه الأيام بشكل طبيعي على مصير المخطوفين والثمن الباهظ للصفقة مع حماس. لكن ردود أفعال إسرائيل على المأساة في 7 أكتوبر أنشأت لها نصرا استراتيجيا على ايران ووكلائها وكنتيجة لذلك تحظى مكانتها كقوة عظمى عسكرية وسياسية في الشرق الأوسط باعتراف عام متجدد، سواء من جانب اعدائها ام من جانب اصدقائها.
لقد ضغط ترامب لاقرار صفقة المخطوفين ووقف النار ليس فقط، كما يهمسون في محيطه، لانه يريد أن يحصل على جائزة نوبل للسلام (الامر الذي يستحقه نتنياهو ووزير خارجية الامارات عبدالله بن زايد بسبب تقديرات سياسية للقضاة النرويجيون). هو يريد ذلك أساسا كي يدفع قدما باتفاق إقليمي شامل بين إسرائيل، السعودية وأجزاء أخرى في العالم العربي والإسلامي، تحت المظلة الأمنية الامريكية. لهذا ستوجه الجهود السياسية العملية للرئيس في الفترة القريبة القادمة. كما ان هذا هو هدف إسرائيل، وبخاصة هدف رئيس وزرائها.
كنتيجة للخليط بين إنجازات الجيش الإسرائيلي وعودة ترامب، تقف إسرائيل بالفعل امام إمكانية تحول سياسي، أمنى واقتصادي، حيوي وواسع النطاق. يحتمل أن يفترض هذا رفع درجة حتى في مواضيع سياسية أخرى.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-28 16:25:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>