صحة و بيئة

كسر الكاحل: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

كسور الكاحل هي إحدى أشهر أسباب الألم في الكاحل، وتعد من أكثر الكسور شيوعًا، ويختلف علاج كسور الكاحل حسب شدتها، إذ قد تتطلب الإصابات الخطيرة تداخلاً جراحيًا، وقد يستغرق التعافي من الكسر أسابيع أو حتى شهورًا.

ما هو كسر الكاحل؟

يحدث كسر الكاحل عند انكسار عظمة أو أكثر من عظام مفصل الكاحل، إذ يتألف هذا المفصل من عظمي الظنبوب والشظية بالإضافة إلى القعب. الظنبوب هو العظم الكبير أسفل الساق، أما الشظية فهي العظم الأصغر والأرفع أسفل الساق، وتجتمع النهاية السفلية لكل من الشظية والظنبوب مرتكزتين سويةً على القعب، إذ إن القعب هو الصلة الرئيسة بين الساق والقدم.

قد ينكسر عظم واحد أو أكثر من عظام مفصل الكاحل معًا، وتزداد خطورة الإصابة بزيادة عدد العظام المكسورة ما قد يتطلب تدخلًا جراحيًا.

كيف نعرف إذا كان الكاحل مكسورًا؟

ليس من السهل دومًا تحديد سبب ألم الكاحل، أهو كسر أو التواء؟ وحتى في حال الكسر، لا يمكن معرفة عدد العظام المكسورة إلا بوجود الاختصاصي. ومن أعراض كسر الكاحل:

  •  ألم شديد ومفاجئ في الكاحل.
  •  عدم تحمل الكاحل للوزن.
  •  ألم عند لمس الكاحل.
  •  كدمات على الكاحل.
  •  تورم في الكاحل.

من الصعب المشي على كاحل مكسور، فقد يسبب الضرر للأربطة أو العضلات الداعمة للمفصل.

كيف يحدث كسر الكاحل؟

غالبًا ما يحدث الكسر بعد التعرض لإصابة مباشرة على الكاحل، مثل السقوط أو تعرض الكاحل لضربة كما في الحالات التالية:

  •  حوادث المرور.
  •  الإصابات الرياضية.
  •  السقوط من شاهق.
  •  التعثر و السقوط.
  •  دوران خاطئ للكاحل.

هل يمكن لالتواء الكاحل أن يسبب كسرًا؟

التواء الكاحل هو أذية للأربطة أو العضلات الداعمة بسبب الإجهاد أو الإصابة، ما قد يجعل كسر الكاحل مسببًا لالتواء في الكاحل، ولكن العكس غير صحيح، أي لا يمكن للالتواء أن يسبب كسرًا.

التشخيص والفحوصات

يُشخَّص الكسر بالعديد من الفحوصات، مثل:

  •  الفحص السريري.
  •  الأشعة السينية.
  •  التصوير الطبقي المحوري.
  •  تصوير الرنين المغناطيسي.
  •  تصوير العظام الماسح.

هل يوجد عدة أنواع لكسور الكاحل؟

توجد عدة أنواع لكسور الكاحل لأن مفصل الكاحل معقد ويتألف من ثلاثة عظام وأربعة أربطة، وعليه تصنف الكسور تبعًا للجزء المتعرض للأذية من المفصل، وتتضمن ما يلي:

  •  كسر الكعب الوحشي: يحدث هذا الكسر عند إصابة الجزء الخارجي من الكاحل، ويعد من أكثر أنواع كسور الكاحل شيوعًا.
  •  كسر الكعب الأنسي: يحدث هذا الكسر عند إصابة الجزء الداخلي من المفصل.
  •  كسر الكعب الثنائي: يحدث هذا الكسر عند تعرض كلا الجزئين الداخلي والخارجي للكسر، ويعد هذا النوع ثاني أشهر أشكال كسور الكاحل.
  •  الكسر المساوي لكسر الكعب الثنائي: يحدث هذا الكسر عند تعرض الجزء الخارجي للكسر، بالإضافة إلى تعرض الأربطة في الجزء الداخلي فقط للضرر.
  •  كسر الكعب الخلفي: هو كسر الجزء العظمي الخلفي لعظم الظنبوب.
  •  كسر الكعب الثلاثي: في هذه الحالة يحدث كسر للأجزاء الثلاثة في الكاحل.
  • كسر كعبي مفتت: يحدث هذا الكسر عندما تتعرض نهاية الظنبوب أو ما يسمى بسقف الكاحل للكسر.
  •  كسر ميزونوف: يحدث عندما يلتوي الكاحل ويترافق مع كسر في القسم العلوي من عظم الشظية.
  •  إصابة بقطع المرتبط: يحدث عندما يتعرض عظم الشظية أو الظنبوب لكسر واحد على الأقل، ويترافق بإصابة المرتبط الظنبوبي الشظوي، وهو نسيج ليفي يربط بين عظمي الشظية والظنبوب.

ما الفرق بين الكسر الجهدي وكسور العظام؟

من الصعب التفريق بين الكسر الجهدي وكسر الكاحل عند إصابة الكاحل.

  •  الكسر الجهدي: هو شعر صغير في العظم، وعمومًا تكون اﻹصابة كسرًا جهديًا عندما تسوء الحالة بسبب الوقت.
  •  كسر العظم: هو الكسر الذي يحدث تغيرًا في شكل العظم.

كيف تعالج كسور الكاحل؟

يعتمد العلاج على عدة عوامل كعدد العظام المكسورة. ولا تحتاج جميع الكسور تدخلاً جراحيًا ،لكن البعض يحتاج رعاية خاصة حتى تُشفى.

لا تحتاج الكسور الجهدية عمومًا تداخلًا جراحيًا، بل يكفي وضع جبيرة خاصة لدعم الكاحل حتى يشفى. تتطلب الحالات الأخطر ردًا للكسر أو حتى تدخلًا جراحيًا.

وردّ الكسر هو المناورة التي يعيد بها مقدم الرعاية الصحية طرفا الكسر في الكاحل إلى الاستقامة، ويتطلب ذلك عادةً تخديرًا موضعيًا.

ما هي الجراحة المستخدمة لعلاج كسر الكاحل؟

تعالج كسور الكاحل بجراحة تسمى الردّ المفتوح مع التثبيت الداخلي، إذ يعمل الجراحون على فتح الكاحل المصاب وتسوية نهايتي الكسر على استقامة واحدة، وقد تُستخدم صفائح معدنية للتثبيت أو أسلاكًا أو براغي للحفاظ على ثبات الكاحل في أثناء عملية الشفاء.

يُستخدم التخدير العام هنا، ويتطلب هذا التحضير الالتزام بما يلي:

  •  تجنب الطعام والشراب قبل ثمان ساعات من العمل الجراحي.
  •  إيقاف التدخين مدة أسبوعين قبل العمل الجراحي، وحتى إيقافه يومًا واحدًا فقط له أثر جيد على أداء القلب والرئتين.
  •  إيقاف تناول مستخلصات الأعشاب والأدوية المضادة للالتهاب ليوم أو يومين قبل العمل الجراحي وذلك حسب إرشادات الطبيب.
  •  إيقاف تناول الفياغرا أو أية أدوية أخرى مساعدة على الانتصاب قبل 24 ساعة على الأقل من العمل الجراحي.
  •  إيقاف تناول بعض الأدوية الخافضة للضغط، ويجب استشارة الطبيب فيما يتعلق بالأدوية التي يجب إيقافها أو تناولها فمويًا.

يجري الجراح شقوقًا لفتح مفصل الكاحل وذلك للوصول إلى عظام الكاحل المكسورة، ثم يعمل على تسوية قطع العظام المكسورة على استقامة واحدة، وهو ما يسمى بالردّ، ثم يستخد أسلاكًا أو صفائح أو براغي (التثبيت الداخلي)، ويغلق الجرح بعدها ثم يضع جبيرة مشد.

ما هي اختلاطات العمل الجراحي على الكاحل؟

  •  متلازمة الحجرات الحادّة: يزداد الضغط في هذه المتلازمة على العضلات، ما يقطع الوارد الدموي إلى عضلات الطرف وأنسجته، وقد تتسبب هذه المتلازمة في ضرر غير عكوس للأعصاب أو العضلات.
  •  سوء التحام: عندما تلتحم العظام المكسورة وهي ليست على سوية واحدة.
  •  ذات عظم: هو إصابة العظم بالعدوى بعد كسر مفتوح، أي يرافق الكسر جرحًا يخترق الجلد.
  •  أذية عصبية أو وعائية.

كم يستغرق الشفاء من كسر الكاحل؟

قد تستغرق كسور الكاحل وقتًا طويلاً للشفاء، ويعتمد ذلك على مقدار الضرر الذي حدث عند كسر الكاحل، يستطيع معظم المرضى وضع الوزن بعد 16 أسبوع من الجراحة، لكن قد يستغرق الشفاء التام ما قد يصل إلى سنتين.

كيف يمكن الوقاية من كسر الكاحل؟

تحدث الكثير من كسور الكاحل بسبب إصابات رضية، ولتجنب الإصابة في أثناء المشي ينصح بما يلي:

  •  توخي الحذر الشديد عند المشي على سطح غير مستوٍ.
  •  التخلص من البعثرة في المنزل لتجنب التعثر بها.

متى يمكن العودة إلى العمل أو المدرسة؟

يؤثر كسر الكاحل في جودة الحياة سواءٌ أُجريَ عمل جراحي أم لا، وقبل مباشرة العمل أو المدرسة يجب الأخذ بالحسبان ما يلي:

  •  في حال لم يجرَ عمل جراحي:
  •  قد تعيق الجبيرة الأعمال اليومية والتنقل.
  •  قد يؤثر تناول الأدوية والمسكنات في الأداء.
  •  قد لا تكون قيادة السيارة ممكنة.

 في حال إجراء العمل الجراحي:

  •  يجب إبقاء الكاحل مرفوعًا مدة أسبوعين على الأقل بعد العملية.
  •  يجب عدم إجهاد الكاحل أو وضع الوزن عليه طوال 6 أسابيع بعد العملية.
  •  بعد أن يتمكن الكاحل من حمل الوزن ستوضع جبيرة، ما يعيق الحركة.
  •  قد يؤثر تناول الأدوية والمسكنات على الأداء.
  •  قد لا تكون قيادة السيارة ممكنة.

ما هي المواعيد التي يجب عندها مراجعة الطبيب؟

  •  يجب إجراء صورة بالأشعة السينية بعد أسبوع من العمل الجراحي.
  •  إزالة الجبيرة بعد 6 أسابيع من العمل الجراحي.
  •  قد يُجرى عمل جراحي آخر في أثناء فترة العلاج.
  •  قد يتطلب علاجًا فيزيائيًا لتقوية أربطة الكاحل.

متى يجب الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى الطوارئ؟

يجب الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى الطوارئ في الحالات التالية:

  •  ألم غير محتمل.
  •  خدر.
  •  نمل.
  •  تورم شديد.
  •  أية تغيرات فيما يتعلق بتحمل الكاحل للجهد.
  •  علامات الإنتان مثل الحرارة أو القشعريرة أو الاحمرار أو النز من الجرح.
  •  إصابة جديدة للكاحل.

ما الأسئلة التي يجب طرحها على الطبيب؟

  •  ما نوع كسر الكاحل؟
  •  هل يتطلب عملًا جراحيًا؟
  •  هل يتطلب وضع جبيرة أو مشد؟
  •  هل يتطلب علاجًا فيزيائيًا؟
  •  متى يمكن وضع وزن على الكاحل المصاب؟
  •  متى أستطيع ممارسة الرياضة؟
  •  متى يُشفى الكاحل بالكامل؟

ملاحظة

قد تحصل إصابة جديدة للكاحل المكسور إذا حُرِّك الكاحل سريعًا بهدف استعادة النشاط، وقد يكون الانتظار حتى الشفاء الكامل صعبًا ومتعبًا، لذلك يجب الالتزام والتواصل مع مقدم الرعاية الصحية لدى وجود أية تساؤلات.

اقرأ أيضًا:

التواء الكاحل الأسباب والعلاج والوقاية

ما أسباب ألم الكاحل ؟ وما علاجه؟

ترجمة: طارق أبو لبن

تدقيق: نور حمود

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

المصدر
الكاتب:طارق أبو لبن
الموقع : www.ibelieveinsci.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-14 01:27:28
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى