ليست “بوابات الجحيم” بل تغيير استراتيجي

يديعوت احرونوت 19/3/2025، يوسي يهوشع: ليست “بوابات الجحيم” بل تغيير استراتيجي
الضربة الإسرائيلية الأولية التي جاءت لتنهي وقف النار هي ليست “فتح بوابات الجحيم” لكن يوجد فيها قدر من التغيير: عشرات الطائرات هاجمت مئات الأهداف التي تعكس القدرات السياسية والمدنية لحماس وليس فقط العسكرية، وهو الجانب الذي يعتبر لدى رئيس الأركان الجديد ضروريا في تفويض حكم منظمة الإرهاب في القطاع. بالتوازي فان النار المكثفة من المدفعية باتجاه شمال القطاع تأتي لنقل السكان الذين عادوا الى هناك ليعودوا جنوبا. لمن نسي، فهذه هي أيام صوم رمضان ونشاط الجيش الإسرائيلي لا يخفف عليه، بأقل تقدير بحيث أنه قد يكون في ذلك ما يشدد الضغط على حماس. في قيادة الجيش يرون في الضربة المفاجئة بداية خطوة متدرجة، مع نقاط توقف تتيح العودة الى طاولة المفاوضات. في إسرائيل، التي رفضت البحث في المرحلة الثانية من الاتفاق الذي وقع قبل شهرين، فهموا بان حماس لا تستجيب لاقتراحات تمديد المرحلة الأولى وبالتالي تقرر الانطلاق على الدرب مع الحملة التي اعدها الجيش الإسرائيلي والشباك في الأسابيع الأخيرة، ويشهد على تحسن واجب في نوعية المعلومات الاستخبارية والتشديد على عنصر المفاجأة والمخادعة.
بخلاف بضع منشورات، ليس “اخطارات”من اجتياح لمخربي النخبة هي ما أدت الى العملية. صحيح أن حماس استغلت وقف النار لترميم قدراتها واساسا بفضل السيطرة على المساعدات الإنسانية (حتى توقفها مؤخرا من قبل إسرائيل)، مما أتاح لها ان تجند مخربين كثيرين وتزرع عبوات استعدادا لامكانية عودة القوات الى المناورة. ومع ذلك إسرائيل لا تزال توجد في داخل منطقة الفصل في غزة (وهو امتياز ليس لها حقا في لبنان مثلا، حيث توجد في خمس استحكامات فقط في منطقة أوسع بكثير)، وتسيطر في محور فيلادلفيا حيث زار رئيس الأركان زمير امس. والويل اذا كان سيتفاجأ مرة أخرى حتى باجتياح موضعي لبلدة إسرائيلية. الى جانب ذلك، تبقت لحماس قدرات اطلاق وكذا الحوثيون اطلقوا إشارات للعودة الى الأمور بواسطة صاروخ الى بئر السبع.
الى جانب الضربة العسكرية، في جهاز الامن يعولون على تغييرين هامين في الأشهر الأخيرة: الأول، هو تغيير الإدارة في الولايات المتحدة واسناد البيت الأبيض لسلسلة الخطوات الإسرائيلية، من الغاء فعلي للمرحلة الثانية في الاتفاق وحتى الهجوم أمس. الثاني، هو الاخر كنتيجة لتغيير الإدارة الامريكية، هو وقف المساعدات الإنسانية، رغم أن حماس لا تزال توزع ما دخل حتى الان وهذا أيضا يجب وقفه. بالاجمال، بذل الجيش الإسرائيلي في السنة والنصف الأخيرتين جل الجهود في تفكيك القدرات العسكرية لحماس. في كل ما يتعلق بالبنى التحتية المدنية فان الجيش الإسرائيلي لن يحصل على شهادة تميز. كان يكفي أن نرى قوافل سيارات التيوتا في المراسم المقززة التي أجرتها المنظمة لدى تحرير المخطوفين كي نفهم هذا.
في هذا الجانب يمكن ان نرى الفارق بين الفريق ايال زمير وسلفه، الفريق احتياط هرتسي هليفي. فالاخير عارض عملا عسكريا في هذا الموضوع حسب مصدر في قيادة المنطقة الجنوبية، حرص أيضا على أن يفزع المستوى السياسي من تكليف الجيش بالمهمة. “هليفي كان محقا لانه لا ينبغي لجنود الجيش الإسرائيلي ان يوزعوا الغذاء على السكان، لكن كان ممكنا بالفعل الرقابة من خلال الجيش على شركات مدنية، وفقط ليس حماس”. اما زمير فيميل الى تبني هذا الرأي: الفهم في قيادة الجيش هو أنه طالما كانت حماس تتمتع بارباح بيع الغذاء للسكان، فانها تراكم شرعية تبقيها في الحكم.
“لا يمكن الا ننشغل بالعنصر المدني والتفكير بانه سينتصر على حماس”، يقول مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي. علينا ان نصل الى وضع لا تلمس فيه حماس المساعدات وعندها سيكون ممكنا محاولة الحديث عن بديل سلطوي. “مع القدم العسكرية يمكن عمل قدر اكبر قليلا، لكن من الصعب المفاجأة وتحقيق نتيجة تهزم وحدها المنظمة وتجلبها الى المفاوضات ولهذا فنحن نبدأ بالضغط على حماس: المساعدات توقفت، اغلقنا معبر رفح، الكرافانات لا تدخل ولا الاليات الهندسية لاخلاء الأنقاض. نحن ننجح في تحريك السكان الذين عادوا الى شمال القطاع مرة أخرى الى الجنوب. من ناحية حماس هذا حدث هام جدا”.
من هنا يتحدثون في الجهاز عن سيناريوهين: الأول هو تراجع حماس في صالح اتفاق واسع وسريع قدر الإمكان. في السيناريو الثاني، لا ترتدع حماس وبالتالي في الجيش يعودون الى المناورة البرية مع عموم المباني المتعلقة بتجنيد الاحتياط وفرض مزيد من العبء على الجيش النظامي، في ظل النقص الخطير في المقاتلين. ماذا سيكون مختلفا هذه المرة؟ “في غزة لا حاجة لاختراع الدولاب لانه حقا غير ممكن من ناحية عسكرية”، قال لواء في هيئة الأركان في اثناء اعداد الخطط، “يمكن تفعيل مزيد من النار بشكل متزامن وليس متدرج.
الأمل هو أن قوة الهجمات الجوية، حجم القتلى الفلسطينيين والمدة الزمنية التي تكون فيها المعابر مغلقة – وهذه المرة باسناد امريكي – ستقنع حماس بان من الأفضل لها ألا تنتظر لترى كيف يكون هذا. وبالمقابل حماس لا تزال تحتجز 59 مخطوفا، حيا وميتا، وكل الجهود الإسرائيلية لضمان الا يصابوا باذى لا تضمن ان هذا ما سيكون بالفعل. وعليه فقد كان يوم امس يوما صعبا على عائلات المخطوفين، لكن الأيام القادمة أيضا لا تبدو واعدة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-19 15:15:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>