مانشيت إيران: رسائل بزشكيان لترامب.. تهدئة للتوتر أم إشارة ضعف؟

ماذا الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟

“جام جم” الصادرة عن التلفزيون الإيراني عن وقف اطلاق النار: نتنياهو يركع

“كيهان” الأصولية مخاطبة بزشكيان: ترامب مجرم وعقابه حتمي

“تجارت” الاقتصادية: كرت دعوة من بزشكيان لترامب

“سياست روز” الأصولية عن باقري: الاتكاء على القوى العظمى لن يجلب سوى الذل

“اعتماد” الإصلاحية: مفاوضات شريفة مع الغرب

أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الخميس 16 كانون الثاني/ يناير 2025

رأى الكاتب الإيراني حشمت‌ الله فلاحت بيشه أنّ تصريحات الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان الأخيرة، سواء في مقابلته مع وسيلة إعلام أميركية داخل إيران أو في تصريحاته الأخرى، تحمل رسائل مهمة ومباشرة إلى واشنطن.

وفي مقال له في صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية، أضاف الكاتب أنّ هذه الرسائل تختلف عن تلك التي صدرت من محيطين بالرئاسة سابقًا، والتي كانت أقرب إلى “إشارات غير مُجدية”، بينما تأتي تصريحات بزشكيان في توقيت حرج قبل خمسة أيام فقط من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وأشار فلاحت بيشه إلى أنّ إيران تسعى من خلال هذه الرسائل إلى تهدئة التوتر مع الولايات المتحدة ومنع تصعيد إضافي، حيث أنّ إدارة ترامب قد تتخذ سياسة تنفيذية صارمة ضد إيران منذ يومها الأول، مما يضع العلاقة بين البلدين في مسار صعب.

ولاحظ الكاتب أنّ مقابلة بزشكيان تحمل طلبًا ضمنيًا أن لا تعود إدارة ترامب إلى سياسة “الضغط الأقصى”، بحيث أنّ الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة لتحديد مستقبل العلاقات، مذكّرًا بأنّ إيران بذلت جهودًا لخلق مناخ هادئ قبل وصول ترامب، مثل الإفراج عن بعض السجناء الأجانب وبدء جولات تفاوضية جديدة.

وختم الكاتب بتحذير الإيرانيين من التسرّع في الذهاب إلى طاولة المفاوضات مع ترامب، موضحًا إنّ الأخير يسعى لإظهار القوة والسيطرة في أي تفاوض.

وفي السياق، هاجم رئيس تحرير صحيفة “كيهان” الأصولية حسين شريعتمداري التصريحات الأخيرة لبزشكيان، معتبرًا أنّ هذه التصريحات تتجاوز حدود صلاحياته.

وأضاف الكاتب أنّ التصريحات التي جاءت في مقابلته مع شبكة NBC الأميركية تُظهر تناقضًا مع المصالح الوطنية وترسل رسائل ضعف إلى أعداء إيران الذين لم يترددوا في ممارسة أعمال عدائية ضدها، على حد تعبيره.

وقال شريعتمداري إنّ حديث بزشكيان عن عدم نية إيران استهداف ترامب يظهر عدم الرغبة بمواجهة الاتهامات الأميركية، حيث كان على بزشكيان التذكير بتورّط ترامب باغتيال اللواء قاسم سليماني، وفق الكاتب.

وأكد شريعتمداري أنّ التفاوض مع الولايات المتحدة في ظل إعلانها الصريح عن استراتيجيتها لإضعاف إيران لا يخدم المصالح الإيرانية، محذّرًا من سعي واشنطن لاستنزاف نقاط القوة الإيرانية عبر التفاوض، مثل القدرات الصاروخية والدور الإقليمي، وتحويل إيران إلى دولة خاضعة للهيمنة الأميركية.

وختم الكاتب بتوجيه انتقادات للأفراد المحيطين بالرئيس الإيراني، داعيًا إلى استبعاد “الأشخاص ضعيفي الانتماء والمتناغمين مع أعداء إيران”، وأن تكون القرارات الإيرانية متّسقة مع مواقف القيادة الثابتة.

بدوره أكد الكاتب الإيراني محمد صفري أنّ زيارة بزشكيان إلى موسكو تحمل أهمية استراتيجية، إذ ستشهد توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي لمدة 20 عامًا بين إيران وروسيا.

وفي مقال له في صحيفة “سياست روز” الأصولية، أضاف الكاتب أنّ هذه الاتفاقية تأتي في ظل تغييرات إقليمية ودولية تفرض على البلدين تعزيز تعاونهما لمواجهة التحديات المشتركة والهيمنة الغربية.

ولفت صفري إلى أنّ الغرب – بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا – أثبت عجزه عن الوفاء بالتزاماته، مستشهدًا بإخفاقات مثل عدم تنفيذ آلية إنستكس وخرق اتفاقية مينسك مع روسيا، إلى جانب السياسات الاستعمارية.

ونوّه صفري إلى أنّ إيران وروسيا، بوصفهما شريكين إقليميين يواجهان تهديدات مشتركة، بحاجة إلى خطة استراتيجية طويلة الأمد تُبنى على تعاون مستدام، مشدّدًا على أنّ هذه الاتفاقية قد تُحدث تحوّلات إيجابية في علاقات البلدين وتعزز دورهما في منظمات كبرى كـ”شانغهاي” و”بريكس”، بما يتيح مواجهة العقوبات وتجنب الانخراط في اتفاقيات غير مضمونة كـ”FATF”.

وختم الكاتب بأنّ هذا التحالف الاستراتيجي سيُسهم بإعادة تشكيل المعادلات الإقليمية والدولية، وأنّ الهجوم الإعلامي الغربي على الاتفاقية يعكس أهميتها ودورها المحتمل في تعزيز نفوذ إيران وروسيا على الساحة العالمية.