صحافة

مستقبل منظومة السويفت المالية ومجموعة البريكس

العالم اقتصاد

تأسست المنظومة سنة 1973 وبدأت أعمالها من مقرها في (بروكسل -عاصمة الاتحاد الأوروبي) سنة 1977، وتضم حاليا أكثر من 9000 مؤسسة مالية من مختلف دول العالم، ويسيطر على تعاملاتها وتحويلاتها المالية الدولار الأمريكي بحدود 40% واليورو 29% ولذلك فهي تخضع للإملاءات الأطلسية الامريكية الاوربية، وتستخدم لتطبيق (العقوبات والحصار الاقتصاديين المفروضين من الدول الغربية على كل من لا يخضع لرغباتهما.

وهذا سبب تململا اقتصاديا واضحا من دورها الفني ولا سيما من القوى والتحالفات الاقتصادية الدولية الصاعدة ومنها (مجموع بريكس BRIKS)، والتي تضم (البرازيل- روسيا – الهند – الصين – جنوب أفريقيا) ولكنها توسعت منذ قمتها الأخيرة سنة 2023 في جنوب افريقيا لتصبح 11دولة بعد انضمام [ايران – السعودية – الامارات – مصر – اثيوبيا – الارجنتين]، فهل ستغير اسمها ام لا؟ أم سيصبح اسمها (بريكس+)؟

المجموعة لها وزن كبير على الساحة العالمية ومن كل النواحي، وناقشت في قممها السابقة الاعتماد على بعضها سواء من ناحية أن يكون لها منظومة مالية خاصة تحل بدل السويفت وأن تتعامل بعملاتها الوطنية بدل الدولار واليورو، والأن وخلال الأسبوع الماضي واستكمالا لما ناقشته قمم المجموعة بالتخلص أو تقليل الاعتماد على (منظومة السويفت والدولار)، وخلال هذا الأسبوع تقدمت ايران باقتراحات مع الإجراءات اللازمة لاستبدال منظومة السويفت بمنظومة خاصة بالمجموعة ونالت الاقتراحات القبول، وأضيف هذا إلى برنامج اجتماعات المجموعة القادم الذي سيعقد في روسيا، فهل تمتلك البريكس القدرة على تحقيق ذلك؟

برأينا وبالاعتماد على لغة الأرقام فإنها قادرة إذا توفرت الإرادة والإدارة لدول المجموعة، ونذكر بعض الأمثلة على سبيل المثال وليس الحصار أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي لدول المجموعة الخمس سنة 2023 بلغ 31،5% من قيمة الناتج الإجمالي العالمي، بينما بلغ في الدول السبع الصناعية G7 وهي [أمريكا – بريطانيا – فرنسا – ألمانيا – إيطاليا – اليابان – كندا] نسبة 31%، وتشكل مساحة المجموعة أكثر من 43% بالمئة من مساحة العالم وتستوعب أكثر من 48% من سكان العالم، وتنتج أكثر من 35% من حبوب العالم.

وبعد توسع المجموعة ستزداد قوتها لأن دولها هي من أكبر الاقتصادات الناشئة، ويمكن للمجموعة ان تفعل أمور تساعدها في استبدال منظومة السويفت بمنظومة خاصة بها ونقترح من هذه الإجراءات [التبادل بالعملات الوطنية أو عملة موحدة في التبادلات البينية بين بعضها البعض -تعزيز منظومة الدفع الالكتروني – تأسيس نظام لتبادل الرسائل المالية و منظومة لمكافحة غسيل الأموال – تاسيس وكالات تصنيف ائتمانية خاصة بها بديلة عن الشركات الامريكية (ستاندرد آند بورز” و”موديز” و”فيتش” وغيرها – امتلاكها لأغلب الموارد الطبيعية من نفط وغاز ومعادن ومياه وقدرة دفاعية وصناعة مدنية وعسكرية…الخ]، عندها سيتراجع دور الدولار كما تراجع دور (الإمبراطورية البريطانية التي كانت لاتغيب عنها الشمس وجنيهها الاسترليني) في ثلاثينات القرن الماضي، واحتلت أمريكا محل المملكة المتحدة، وتبوأت الاقتصاد العالمي بعد مؤتمر (بريتون وودز) سنة 1944 تراجع التعامل بالدولار واليورو منذ سنة 2015 فتراجع تبادل الدولار بالتعاملات التجارية العالمية من 80% إلى نسبة 58% سنة 2023 – تراجع قيمة الإنتاج والناتج الإجمالي الأمريكي وزيادة الديون إلى ما يعادل اكثر من 115% من الناتج – تراجع التجارة الامريكية لحدود 12% وسبقتها الصين وروسيا – تعزيز عملة (الإيوان أو الرمنيبيني) في السوق العالمية وتم قبول هذه العملة تسوية المدفوعات والبورصات الدولية وفي حقوق السحب الخاصة في صندوق النقد الدولية وتشكل الآن نسبة 12% منها مقابل تراجع حصة الدولار إلى 43% واليورو إلى 29% وتقبل العالم شراء السلع الروسية بالعملة الروسية أو العملات الصديقة.. الخ]، فهل تنتصر البريكس لنفسها وللعالم وتحطم القطبية المالية الأحادية ويتخلص العالم من الادمان الأمريكي على فرض ارهابه الاقتصادي من عقوبات وحصار مفروضين من طرف واحد ومخالفين للمادتين 39و41 من ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية؟ فدول المجموعة تمتلك كل الإمكانات لاستبدال منظومة السويفت وحت التعامل بالدولار، ولننتظر القمة القادمة للمجموعة (بريكس بلاس) في موسكو.

أ.د حيان أحمد سلمان

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-11 00:03:48
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى