صحافة

هل تحصل إيران على دولارات العراق بطريقة أخرى؟

وبحسب موقع “ميدل إيست آي” كانت إيران المجاورة هي السوق الأكثر أهمية للعراق على مدى العقدين الماضيين، حيث توفر الغاز والكهرباء والمواد الغذائية ومواد البناء، من بين ضروريات أخرى. وبلغ إجمالي التجارة بين البلدين نحو 14 مليار دولار سنويًا.

ومع ذلك، منذ أن فرضت الولايات المتحدة نظام عقوبات قاسيًا على إيران في عام 2018، كافح العراق من أجل أن يكون قادرًا على دفع ثمن بضائعه وخدماته الإيرانية. في العام الماضي، تمكّن العراق من سداد معظم ديونه من الغاز والكهرباء من 2019-2021 بالدينار العراقي.

تم تحويل هذه الدنانير في البداية إلى دولارات أميركية (وهي أكثر فائدة لإيران) من خلال مزاد يومي للعملات يعقده البنك المركزي العراقي. لكن واشنطن فرضت في تشرين الثاني/ نوفمبر قيودًا على المزاد، بحيث لم يعد بإمكان الأشخاص المجهولين والدول التي فُرضت عليها عقوبات مثل إيران استخدام هذه الطريقة للحصول على الدولارات.

قال مسؤولون وسياسيون عراقيون مقرّبون من إيران لموقع Middle East Eye إن هذا يعني أن الإيرانيين بدأوا بالاعتماد بشدة على السوق السوداء العراقية للحصول على الدولارات.

أدى ارتفاع أسعار صرف العملات في السوق السوداء إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وترك الحكومة العراقية تكافح من أجل دفع الرواتب والمعاشات التقاعدية.

في غضون ذلك، قال مسؤولون إن الدولارات غير المشروعة تدفقت إلى إيران وتركيا وعمان ودبي.

وفي شباط/ فبراير، بلغ سعر الصرف في السوق السوداء نحو 1800 دينار للدولار مقابل 1480 قبل ثلاثة أشهر.

أصبحت تكلفة صرف الدينار في السوق السوداء – مع ارتفاع الأسعار ورسوم الصفقات غير المشروعة – كبيرة.

قال مسؤولون عراقيون لموقع Middle East Eye إن الإيرانيين يدفعون نحو نسبة 40٪ إضافية مقابل كل مليون دولار، وهي أموال تذهب إلى السماسرة والوسطاء ومهرّبي الدولار الذين يحوّلون الأموال إلى خارج العراق.

قال مسؤول عراقي رفيع إن “الإيرانيين تكبّدوا خسائر كبيرة للغاية خلال الأشهر الأربعة الماضية نتيجة سعيهم المحموم لشراء الدولار من السوق السوداء، خاصة بعد القيود الأخيرة التي فرضها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على مزاد بيع العملة”.

وأضاف مسؤولون عراقيون أنّ الإيرانيين قرروا وقف شراء الدولار من السوق السوداء في العراق الأسبوع الماضي.

بعد فترة وجيزة، انخفض سعر الصرف في السوق السوداء بسرعة. وبلغ هذا السعر يوم الاثنين 1495 دينارا للدولار مقابل 1580 في اليوم السابق.

بدأ عدد كبير من شركات الصرافة، خاصة في إقليم كردستان شبه المستقل، وهو الممر البري الرئيسي لعمليات تهريب الدولار، بتوفير الدولارات لأي شخص بعد حجز العملة لعملائها الأكثر حصرية في شباط/ فبراير وآذار/ مارس.

وقال مسؤول كبير معني بالمسألة لموقع Middle East Eye: “لا خيار أمام الإيرانيين سوى إيقاف العملية. لقد تحولت إلى استنزاف وليسوا في وضع يسمح لهم بخسارة نصف أموالهم مقابل الدولار”.

وتابع: “لحسن الحظ استجابة السوق سريعة. أسعار صرف الدولار بدأت في التراجع وستتراجع أكثر في غضون أيام قليلة”.

المصدر
الكاتب:أسرة التحرير
الموقع : jadehiran.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-08 19:23:18
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى