اشترك في :

قناة واتس اب
صحة و بيئة

هل تساعد مكملات الميلاتونين في علاج الأرق؟

الميلاتونين هرمون ينتجه طبيعيًا. إذ تفرز الغدة الصنوبرية في الدماغ الميلاتونين، مع أنه قد يوجد في مناطق أخرى من الجسم مثل العينين، ونقي العظام، وجهاز الهضم.

يسمى الميلاتونين عادةً هرمون النوم، إذ تساعد مستوياته المرتفعة في الجسم على النوم والراحة.

لا يؤدي الميلاتونين وحده إلى الاستغراق في النوم، إذ تتمثل وظيفته بإعلام الجسم أن وقت النوم قد حان، ما يسمح له بالاسترخاء والاستغراق في النوم بشكل أفضل.

ما آلية عمل هرمون الميلاتونين؟

يعمل الميلاتونين جنبًا إلى جنب مع إيقاع الساعة البيولوجية اليوماوية للمرء. تعرف الساعة البيولوجية اليوماوية ببساطة بأنها الساعة الداخلية للجسم، التي تُعلم الجسم بالمواعيد المناسبة لكل من:

  •  النوم.
  •  الاستيقاظ.
  •  الأكل.

يساعد الميلاتونين أيضًا على تنظيم ضغط الدم، وسكر الدم، ووزن الجسم، ومستويات الهرمونات، ودرجة حرارة الجسم.

تبدأ مستويات هرمون الميلاتونين بالارتفاع مع غروب الشمس وحلول الظلام، معلمةً بذلك الجسم أن موعد النوم والراحة قد اقترب. وتنخفض مستويات الميلاتونين من ناحية أخرى مع شروق الشمس لإعداد الجسم لمرحلة اليقظة والنشاط.

يواجه الأشخاص الذين تنتج أجسامهم كميات قليلة من الميلاتونين صعوبة في النوم، ويعود ذلك إلى دوره الضروري في استرخاء الجسم وتحضيره للنوم.

قد تسبب عدة عوامل انخفاض مستويات الميلاتونين ليلًا، مثل شرب الكحول والتدخين واستهلاك الكافيين والمناوبات الليلية والتقدم في العمر وبعض أنواع الأدوية، والتعرض إلى كثير من الضوء ليلًا، ويشمل ذلك الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الرقمية.

يفيد تناول مكملات الميلاتونين في تعديل المستويات المنخفضة منه وتحسين الساعة البيولوجية اليوماوية للجسم، ينصح المرء رغم ذلك باستشارة الطبيب أولًا لمعرفة هل مكملات الميلاتونين هي الخيار الأفضل له؟

قد يساعد تناول مكملات الميلاتونين على علاج مشكلات النوم بالفعل.

تشير العديد من الأدلة إلى أن تناول مكملات الميلاتونين قبل النوم يساعد على بدء الاستغراق في النوم، إضافةً إلى زيادة فترة النوم الكلية.

بينت مراجعة لـ 11 دراسة نُشرت عام 2019، أن تناول الميلاتونين قبل النوم أدى إلى خفض المدة اللازمة للاستغراق في النوم لدى المشاركين بنحو 3 دقائق، وزاد فترة النوم الكلية بنحو 30 دقيقة، مقارنةً بالدواء الوهمي.

أشارت مراجعة أخرى لدراسات ضمت مشاركين يعانون اضطرابات النوم المرافقة لأمراض أخرى، إلى أن مكملات الميلاتونين قللت بدرجة ملحوظة المدة اللازمة للاستغراق في النوم ومشكلات النوم، وزادت فترة النوم وجودتها.

قد يساعد الميلاتونين أيضًا على تخفيف حدة اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وهو اضطراب مؤقت في النوم يصيب الساعة البيولوجية اليوماوية للجسم عندما تفقد تزامنها مع المنطقة الزمنية الجديدة. قد يواجه عمال المناوبات الليلية أيضًا اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، ويعود ذلك إلى عملهم خلال الساعات التي ينبغي فيها أن يرتاح الجسم ويدخل مرحلة النوم.

يتجلى دور الميلاتونين في تخفيف اضطراب الرحلات الجوية الطويلة في مزامنته الساعة البيولوجية الداخلية للجسم مع تغير المنطقة الزمنية.

مع ذلك، يُنصح قبل اللجوء إلى مكملات الميلاتونين بتبني عادات صحية للنوم مثل اتباع جدول ثابت للنوم، وتقليل استهلاك الكحول والقهوة قدر الإمكان، وتفادي التعرض لكثير من الضوء والأجهزة الإلكترونية قبل موعد النوم.

فوائد الميلاتونين في الجوانب الصحية الأخرى:

لا تقتصر فوائد الميلاتونين على تحسين مدة النوم وجودته فقط، بل يساعد أيضًا على تخفيف شدة مجموعة من الاضطرابات الصحية الأخرى.

  •  صحة العين: أظهرت دراسة أن مكملات الميلاتونين قد تساعد على إبطاء التنكس العضلي المرافق للشيخوخة، ويعود ذلك إلى تأثيراته المضادة للأكسدة في الجسم، إذ يعمل بذلك على تعديل الجذور الحرة وتقليل الالتهاب قدر الإمكان.
  •  الارتجاع الحمضي والقلس المريئي المعدي: قد يفيد الميلاتونين في تلطيف الارتجاع الحمضي والقلس المريئي المعدي، بحمايته لطبقة الظهارة الخاصة بالمريء من المواد المخرشة مثل الحمض، والكحول، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  •  طنين الأذن: قد يفيد تناول الميلاتونين في تقليل أعراض طنين الأذن المزعجة.
  •  نوبات الشقيقة: يساعد عدد من الأدوية على علاج الشقيقة، يخفف تناول الميلاتونين آلام الشقيقة أيضًا بتثبيطه أحاسيس الألم.
  •  صحة الدماغ: بينت بعض الدراسات أن وجود الميلاتونين يعزز القدرة على تحسين جودة النوم واليقظة صباحًا لدى المرضى المشخصين بداء ألزهايمر. وإن يتطلب الأمر مزيدًا من الأبحاث للفهم الدقيق لتأثير الميلاتونين في صحة الدماغ.

الأعراض الجانبية للميلاتونين

تؤكد الأدلة أن مكملات الميلاتونين آمنة تمامًا، وغير سامة، ولا تسبب الإدمان لدى الأطفال أو البالغين.

يُعد تناول مكملات الميلاتونين على المدى الطويل آمنًا أيضًا، إذ لم يرافق تناول الميلاتونين يوميًا بجرعات بين 2 ملغ إلى 10 ملغ مدةً تصل إلى 3 أعوام ونصف، أي أعراض جانبية خطيرة.

لا تشير أي أدلة حتى الآن إلى أن تناول مكملات الميلاتونين له تأثير في قدرة الجسم في إفرازه، ما يميزه عن سائر الهرمونات.

مع ذلك سُجل عدد قليل من المضاعفات قصيرة الأجل لتناول مكملات الميلاتونين، تشمل:

  •  النعاس خلال النهار.
  •  التعب.
  •  الدوار.
  •  الصداع.
  •  الغثيان.
  •  الشعور بالبرد.

التداخلات مع الميلاتونين

قد يتداخل الميلاتونين مع طيف من الأدوية، رغم كونه آمنًا للغاية، وذلك بتغيير فعاليتها وزيادته خطر أعراضها الجانبية.

تتضمن الأدوية التي قد يتداخل معها الميلاتونين:

  •  المهدئات والأدوية المساعدة على النوم.
  •  مميعات الدم.
  •  مضادات التشنج والاختلاج.
  •  أدوية ضغط الدم.
  •  مضادات الاكتئاب.
  •  مانعات الحمل الفموية.
  •  أدوية السكري.
  •  مثبطات المناعة.

ينصح المرضى الذين يتناولون الأدوية السابقة باستشارة الطبيب أولًا قبل تناول مكملات الميلاتونين.

قد يتداخل الميلاتونين أيضًا مع الكحول. بينت دراسة أن استهلاك الكحول بكميات متوسطة إلى كبيرة يخفض مستويات الميلاتونين في الجسم، فتتراجع جودة النوم ومدته. كانت نتائج الدراسة مع ذلك متضاربة وتحتاج إلى مزيد من الأبحاث لتأكيدها.

الميلاتونين والحمل

لمستويات الميلاتونين دور أساسي خلال فترة الحمل. ينتقل الميلاتونين في أثناء الحمل إلى الجنين عبر المشيمة، ويساعد على تطور الساعة البيولوجية اليوماوية للجنين وتنظيمها، إضافةً إلى تطور جهازيه العصبي والغدي.

للميلاتونين أيضًا دور في حماية الجهاز العصبي للجنين، إذ يحمي الهرمون بتأثيراته المضادة للأكسدة الجهاز العصبي المتطور للجنين من الضرر الناتج من الإجهاد التأكسدي.

درست بعض الأبحاث تأثير تناول مكملات الميلاتونين خلال فترة الحمل، وتوصلت إلى أن ذلك غير مستحب.

لا توجد أدلة على سلامة تناول مكملات الميلاتونين خلال فترة الإرضاع، رغم كونه مكونًا طبيعيًا لحليب الأم، ما يعني أن تناول الميلاتونين في أثناء الإرضاع غير مستحب أيضًا.

الميلاتونين والأطفال

ما زال الباحثون يدرسون فعالية مكملات الميلاتونين وتأثيراتها على الأطفال والبالغين.

وجدت مراجعة عن تناول الميلاتونين لدى الأطفال والبالغين أن الأطفال الذين تلقوا مكملات الميلاتونين فترةً قصيرة استغرقوا في النوم أسرع وناموا فترةً أطول مقارنةً بالأطفال الذين تلقوا الدواء الوهمي.

راقبت دراسة أخرى نحو 69 شخصًا تلقوا الميلاتونين منذ طفولتهم، مدة 11 سنة. لاحظ الفريق أن جودة النوم لديهم لم تختلف كثيرًا مقارنةً بالمجموعة التي لم يتناول مشاركوها الميلاتونين. وإن أشارت إلى تحسن مشكلات واضطرابات النوم لديهم بمرور الوقت.

تحمل الميلاتونين والجرعة المناسبة والتحذيرات

يتحمل الأطفال الميلاتونين جيدًا. تشير بعض الأبحاث إلى أن التناول المديد للميلاتونين قد يؤخر البلوغ لدى الأطفال، ويعود ذلك إلى ارتباط الانخفاض الطبيعي لمستويات الميلاتونين مساءً ببدء عملية البلوغ. يجب رغم ذلك إجراء مزيد من الدراسات لتأكيد النتائج السابقة. تُباع مكملات الميلاتونين الخاصة بالأطفال على هيئة قطع من الحلوى.

ينصح خبراء الصحة بتناول الأطفال الصغار لجرعة 1 ملغ، ومن 2.5 إلى 3 ملغ للأطفال الأكبر سنًا، و5 ملغ للبالغين.

ما زالت تأثيرات مكملات الميلاتونين طويلة الأمد على الأطفال غير واضحة أو مفهومة تمامًا للباحثين، على هذا يُنصح الأهل بتوجيه أطفالهم لتبني عادات نوم صحية قبل اللجوء إلى المكملات.

اقرأ أيضًا:

هل إعطاء الميلاتونين للأطفال ضار؟

ما الآثار الجانبية لمكملات الميلاتونين المساعدة على النوم؟

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: وسام صايفي

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-11-07 22:49:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى