عين على العدو

أمريكا ليست في جيب نتنياهو والمقابلة مع ويتكوف تعكس هذا بوضوح

إسرائيل  اليوم 28/3/2025، يوسي بيلين: أمريكا ليست في جيب نتنياهو والمقابلة مع ويتكوف تعكس هذا بوضوح

مرّ شهران على ترسيم دونالد ترامب رئيسا للقوة العظمى الأهم في العالم، ومن اعتقد أنه اخذ الوظيفة على عاتقه كي ينفذ تعليمات نتنياهو، رفع هذا الأسبوع حاجبا أو اثنين. مبعوث ترامب الخاص الى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، منح مقابلة صحفية مذهلة، كمسيحٍ بريء لبودكاست تاكر كارلسون، صحافي جمهوري، يشعر في صحبته على ما يبدو انه في بيته تماما. ربما لانه لم يكن هذا استديو تلفزيوني مع كاميرات كثيرة وضوء يزيغ البصر ومحاولة للتصدي للأجهزة المختلفة، قال ويتكوف ما في قلبه. نقده على نتنياهو كان اكثر من دبلوماسي حين قال ان سياسته بالنسبة لغزة لا تنسجم وتطلعات اغلبية الجمهور في إسرائيل ليروا المخطوفين عائدين الى الديار. “أحيانا نحن نتفق الواحد مع الاخر، توجد مرات لا نتفق فيها”، قال وهو يأخذ جانب الحذر من أن يمس بكرامة بيبي ويضيف بان دوافعه “طيبة”. قل من الان فصاعدا: الخلافات التي تنشب بينه وبين رئيس الوزراء لا تنبع من النوايا الشريرة للأخير. 

لم يستبعد حل الدولتين، وأعرب عن رأي بان ابعاد حماس عن الحكم في القطاع سيكون ممكنا عمله ربما “من خلال الحوار”. وهو لا يضن بالثناء على قطر ويشدد على أنها حليف لامريكا ويعتقد ان الحديث يدور عن أناس “طيبين وشرفاء”. لعل هذا يشرح لماذا يقل مؤخرا من زياراته عندنا بعد أن اعتقدنا في اعقاب الانتخابات في أمريكا بانه سيشتري شقة في ارئيل. 

التصويت بالاجماع في جلسات الحكومة على اقالة رئيس الشباك والمستشارة القانونية للحكومة جعلني اغرق هذا الا سبوع باكتئاب. بعض من المصوتين اعرفهم جيدا. لو كنتم سألتموني، قبل سنتين – ثلاث سنوات كيف سيصوتون في مثل هذه الظروف، ما كنت لاتردد وكنت سأقول انهم سيعارضون مشاريع القرارات هذه، حتى لو كانوا الوحيدين الذين يفعلون ذلك. فكرت، أساسا عما يقولونه لانفسهم عندما يرفعون أيديهم لتأييد توجيه ضربات قاضية لديمقراطيتنا. هذه الوحيدة في الشرق الأوسط والتي لا نزال نعتز بها. 

أعرف انه من السهل مطالبتهم بالاستقالة لكن هذا ليس الخيار الوحيد: يمكن التعبير عن مواقف أقلية، التصويت ضد مشاريع قرارات، الامتناع عن التصويت على الأقل، وكبديل للبديل – الخروج من الغرفة عند التصويت. لكن الا يفعلوا شيئا من كل هذه الإمكانيات، والسير كالقطيع؟ عندها أقول لنفسي انهم يواسون أنفسهم بان التصويت، بخلاف تام لرأيهم يمكنهم أن يشرحوه في كتب السيرة الذاتية التي سيكتبونها في المستقبل. هناك سيوضحون كل شيء. بل انهم سيعبرون عن اعتزازهم بانهم صوتوا ضد ما هو متوقع منهم وخاطروا بفقدان عطف الجمهور. سيشرحون بان شيئا سيئا حصل لبيبي. ربما منذ بدأت محاكمته. وبات اعمى بالألوان الوسطى، ويرى كل شيء اسود – ابيض، واذا كنت لا تؤيده فانك تصبح بين ليلة وضحاها عدوه. وانهم لو كانوا صوتوا بخلاف توقعات الزعيم ما كان بوسعهم أن يغيروا القرار ولكنهم سيصبحون هامشيين. وان من الأفضل لاناس مثلهم ان يجلسوا على طاولة الحكومة امام البن غفيريين، فلا تبقى الساحة بدون شخصيتهم سوية العقل.

لن تحظوا بتنزيلات، حتى لو اصبح تاريخ حياتكم كتبا شائعة، فان هذه الجلسات التي صوتم فيها كلكم بالاجماع، وبعضكم حتى بخلاف تام مع مصالحكم الأساسية سيبقى دوما وصمة عار على جبينكم.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-28 17:59:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى