أنظمة عربية دعمت ‘اسرائيل’.. هل غزة ضحية الأعداء حصراً؟!
ولكن في المقابل وجهت سهام النقد للاخوة الذين لا يكونون عونا لاخوانهم وقت الشدة، كقول الامام علي بن ابي طالب (ع): “وما أكثر الإخوان حين تعدهم – ولكنهم في النائبات قليل”، فمن العار في تعاليمنا واخلاقنا، بل وفي تعاليم واخلاق الانسانية جمعاء، ان يترك الرجل أخاه وهو بحاجة إليه، فهذا قمة الدناءة وعدم المروءة والخسة.
اذا كان من الدناءة وعدم المروءة والخسة، ان يترك الرجل أخاه وحيدا وهو بحاجة له، فما بالك بالرجل الذي، لا يترك أخاه وحيدا وهو بحاجة اليه فحسب، بل يقوم بشد وثاق أخيه ليتسنى لعدوهما ان يذبحه؟!!. ترى ماذا يمكن ان نطلق من وصف على هذا الرجل، الذي تخلى عن جميع القيم والاخلاق والمبادىء الانسانية، ناهيك عن العربية والاسلامية؟!. ونظرا لعجزنا عن العثور على وصف يمكن ان نصف به هذا الرجل وفعله، فجميع ما في قاموسنا من صفات، لا يمكنها وصفه ووصف فعله، لذلك سنترك للقارىء اللبيب حرية ان يختار من الصفات التي يراها مناسبة لوصف هذا الرجل وفعله.
حاولنا من خلال هذه المقدمة ان نقلل شيئا من وقع ما جاء في التقارير الصادرة عن جهات “اسرائيلية”، بشأن التجارة بين بعض الدول العربية و”اسرائيل”، حيث كشفت هذه التقارير عن تورط خمس دول عربية، في فعل، كما قلنا سابقا، لا يمكننا وصفه، ويتمثل، في دعمها لـ”اسرائيل” بكل ما تحتاجه من مقومات الحياة، لتبقى واقفة على قدميها، من اجل مواصلة جرائم ذبح اطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين، وخاصة غزة، منذ 9 اشهر.
هذه الدول العربية، ونكرر العربية، وهي مصر والامارات والمغرب والاردن والبحرين، ضاعفت، ونكرر ضاعفت!، تجارتها مع كيان الاحتلال، في الوقت الذي يشن فيه هذا الكيان، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة. فقد كشفت البيانات “الإسرائيلية الرسمية”، عن أن صادرات الدول العربية الخمس إلى الكيان المحتل من أكتوبر 2023 (تاريخ بدء الحرب على غزة) وحتى نهاية مايو 2024، وصلت إلى 2 مليار و17 مليون دولار، في حين أن حصيلة قيمة الصادرات والواردات بين هذه الدول العربية وتل ابيب خلال الحرب وصلت إلى 2 مليار و841 مليون دولار.
وفقا لهذه التقارير، فان الإمارات وحدها استحوذت على 81.4% من الحجم الكلي لصادرات هذه الدول العربية إلى كيان الاحتلال خلال الحرب، وصدرت الإمارات إلى كيان الاحتلال خلال فترة الحرب، أكثر مما استوردت منها. وجاءت مصر في المرتبة الثانية بحجم التبادل التجاري مع الكيان الاسرائيلي خلال فترة الحرب على غزة، وزادت وارداتها من الكيان بنسبة 290% . اما الأردن فحل ثالثا، من حيث كمية الصادرات والواردات من وإلى الاحتلال الإسرائيلي، وارتفع حجم الواردات الإسرائيلية إلى الأردن خلال الحرب على غزة بنسبة 35.3%. وجاء المغرب بالمرتبة الرابعة، بعد ان ضاعف من قيمة وارداته من الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة، وزاد من نسبة الصادرات للكيان اي خلال الحرب، بنسبة 144% . اما البحرين التي حلت خامسا، فضاعفت من قيمة صادراتها للاحتلال خلال الحرب نحو 6 أضعاف، فيما زادت من وارداتها من كيان الاحتلال نحو 13 ضعفاً.
المؤسف ان هذه الدول العربية التي تتسابق على مد الكيان بكل ما يحتاجه من عناصر القوة، لحفظ تماسك جبهته الداخلية، لمواصلة جرائم قتل اطفال ونساء غزة، لا يبخلون على اهالي غزة برغيف الخبز فحسب، بل يشاركون في الحصار المفروض عليهم، بذرائع تشيب الولدان.
اللافت ان مواقف الدول العربية هذه، التي نترك كما قلنا وصفها للقارىء اللبيب، تأتي في الوقت الذي يجهد اليمن، المحاصر والذي فرضت عليه حرب من قبل تحالف طويل عريض منذ سنوات، من اجل فرض حصار بحري على كيان الاحتلال لتدفيعه ثمن عدوانه على غزة، وقدم من اجل ذلك الغالي والنفيس، ودخل في مواجهة عسكرية مع اكبر الاساطيل العسكرية البحرية الامريكية والغربية.
في الوقت الذي تمد هذه الدول العربية “اسرائيل” بمقومات الحياة، تشن العديد من الشعوب الغربية، حملات مقاطعة للبضائع “الاسرائيلية”، بل وحتى بضائع الشركات الامريكية والغربية، التي تدعم “اسرائيل”، انتصارا لشعب غزة المظلوم.
هذا التسابق المحموم من قبل الدول العربية على التجارة مع الكيان الاسرائيلي، يأتي في الوقت الذي بات هذا الكيان، منفورا ومنبوذا عل الصعيد العالمي، كما بات مطاردا من قبل المحاكم الدولية لارتكابه جرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية، وجرائم ابادة جماعية، ضد الشعب الفلسطيني العربي في في غزة!!.
مواقف هذه الدول العربية الخمس، التي تجاوزت كل حدود التطبيع وحتى التحالف الاستراتيجي والمصيري مع الكيان الاسرائيلي الارهابي العنصري المجرم، يقابلها مواقف محور المقاومة، الذي قدم منذ 9 اشهر، المئات من الشهداء والجرحى، نصرة لغزة واهلها ، وهي مواقف ستتواصل حتى وقف العدوان على غزة، وشتان بين الموقفين.
ما كشفت عنه التقارير الرسمية في الكيان الاسرائيلي، عن حجم التبادل التجاري بين هذه الدول العربية الخمس والكيان الاسرائيلي، في ذروة الحرب والابادة التي يتعرض لها اهالي غزة، سوف لن يمر مرور الكرام، وسيكون لشعوب هذه الدول ونخبها كلمتهم، وهي كلمة سنسمعها عاجلا ام آجلا، فالشعوب لن تنسى. كما ان الكلمة الاقسى ستكون للتاريخ، وهي كلمة لن ترحم.
أحمد محمد
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-07-14 01:07:13
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي