أوساط العدو تتساءل عقب “تفجيرات أجهزة البايجر”… كيف سيعيد ذلك سكان الشمال؟ وتأهب بانتظار رد المقاومة
<
p style=”text-align: justify”>عقب العدوان الغير مسبوق في تاريخ الصراع بين المقاومة الإسلامية في لبنان والعدو الاسرائيلي، طُرحت العديد من الأسئلة المشروعة: لماذا لم يستغل العدو هذا الهجوم لشنّ ضربة عسكرية كبيرة؟ هل ما زال يتفادى أن يكون البادئ بالحرب الشاملة؟ هل يريد العدو أن يربك المقاومة نفسياً ويقلل من ثقتها وثقة جمهورها في كفاءتها؟
لكن مما لا شك فيه وبعيداً عن كل هذه التساؤلات، فإن العدو يدرك جيداً أنه رغم قساوة هذه الضربة هدفه الفعلي من العملية لم يتحقق، وهو إجبار المقاومة في لبنان على الاستسلام ووقف إسناد غزة، وهذا ما أعلنته المقاومة في بيانها بعد ساعات قليلة من العدوان الكبير بأن القصاص آت وأنه منفصل عن استمرار العمليات اسناداً لغزة ودفاعاً عن القرى الجنوبية الصامدة. وهذا أمرٌ عظيم، أن تستطيع المقاومة في ظل ما تعرض له جسمها بإفشال أحد أهداف العدو الأساسية التي يعمل عليها بكل الطرق منذ عام وهو تحييد جبهة الشمال التي تستنزفه إلى حد دفعه في ارتكاب هذا العمل الاجرامي المجنون.
المؤكد الآن أن طبيعة الصراع المستمر منذ قرابة الاثني عشر شهراً، عقب عملية طوفان الأقصى، انتقل إلى مرحلة جديدة، من الواضح أن العدو روّج لها منذ أيام مع مصادقة الكابينيت على اعتبار هدف “إعادة المستوطنين إلى منازلهم في الشمال” هدفاً أساسياً للحرب، وإعلان القيادات العسكرية والأمنية على نقل الثقل من الجنوب (جبهة غزة) إلى الشمال (جبهة جنوب لبنان)، كما ترافق ذلك مع تصريحات أميركية حول “تجنب التصعيد، والذهاب إلى حرب شاملة”، وفي ذلك مجرد ضغط أو استخدام معتاد للغة التهديد “بأن عدم الرضوخ لتسوية تؤدي إلى هدوء الجبهة الشمالية للكيان، وبالتالي التخلي عن ربط هذه الجبهة بوقف اطلاق النار في غزة، سيؤدي إلى تصعيد محتوم”. هذه التصريحات حملها بشكل أساسي المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي زار الاثنين الأراضي المحتلة، بانتظار ما سيحمله أيضاً وزير الحرب الأميركي لويد أوستن الذي أعلن عن زيارة له إلى الكيان الاثنين المقبل.
هذا وزعمت الولايات المتحدة الأمريكية أنها “لم تكن على علم مسبق ولم يكن لها أي دور في الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصال أدت إلى إصابة الآلاف”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إنّ “الولايات المتحدة لم تكن ضالعة في الأمر، ولم تكن الولايات المتحدة على علم بهذه الحادثة مسبقًا، وفي هذه المرحلة نقوم بجمع المعلومات”.
وفي معرض تعليقه على العدوان الاسرائيلي قال ميلر “نعتقد أن المدنيين ليسوا أهدافاً مشروعة لأي نوع من العمليات وأنه لا ينبغي لأي دولة أن تستهدف المدنيين، ولا ينبغي لأي دولة أو منظمة أن تستهدف المدنيين”، حسب زعمه.
ورفض ميلر التعليق على سؤال الصحفيين عن “الشكوك الواسعة النطاق في أنّ إسرائيل تقف وراء تفجيرات”، معتبراً في الوقت نفسه أن المقاومة التي تساند أهلها “هدفًا عسكريًا مشروعًا”.
وقال ميلر إنّ “الأعضاء الإرهابيين في أي منظمة إرهابية هم أهداف مشروعة للدول لشنّ عمليات ضدهم”، وفي هذا دليل واضح على النفاق الأميركي من خلال تبرير الاجرام الاسرائيلي.
من جهته، ذكر موقع “والا” أن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي لويد أوستن قبل دقائق من تفجير أجهزة الاتصال (البيجر). ونقل الموقع عن مسؤول أميركي، لم يسمه، أن غالانت أخبر نظيره الأميركي بأن “”إسرائيل” تعمل على تنفيذ عملية صعبة في لبنان قريبا، ورفض تزويده بمزيد من التفاصيل بشأن الهدف وكيفية التنفيذ”، حسب زعم الموقع.
بدورها، كشفت شبكة “سي إن إن” الأميركية أن أوستن تحدث أمس الثلاثاء مرتين مع نظيره الإسرائيلي.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين في وزارة الحرب قولهم إن “من غير المعتاد جدولة مكالمتين في يوم واحد رغم أن أوستن وغالانت على اتصال منتظم، وهو ما يظهر مدى الجدية التي تنظر بها الولايات المتحدة إلى الوضع الحالي”.
إلى ذلك، أضاف تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي، نقلاً عن مصادر، أن “”إسرائيل” نفذت العملية في لبنان من أجل نقل قتالها ضد حزب الله إلى مرحلة جديدة”.
ونقل التقرير عن مصدر وصفه بالمطّلع، أن “العملية تمت الموافقة عليها هذا الأسبوع في اجتماعات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكبار أعضاء حكومته والقادة”.
وأفاد مصدر بأن “استخبارات “إسرائيل” قدرت قبل العملية أن حزب الله من المرجح أن يردّ بهجوم كبير على “إسرائيل””، بحسب التقرير.
وأورد التقرير عن مسؤولين صهاينة، قولهم “ندرك أن الحدود الشمالية، ستشهد تصعيداً والجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى”، لافتة إلى أن “العملية الإسرائيلية في لبنان، قد هدفت إلى تقويض ثقة حزب الله، وخلق شعور في صفوفه بأنه مخترق بالكامل”، حسب زعمهم.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة “كان 11″، مساء الثلاثاء، بأن المنظومة الأمنية لدى العدو، تقدّر بأن حزب الله يستعدّ لشن عملية عسكرية ضد الكيان.
وفي هذا الاطار، أشارت إلى أنه “طُلب من كبار الضباط في الساعات القليلة الماضية حضور جلسة خاصة، عُقدت هذا المساء في (مقر وزارة الأمن الإسرائيلية) بتل أبيب”، حيث تواجد هناك كل من نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن رئيس أركانه، هرتسي هليفي، “أجرى مساء اليوم، تقييماً للوضع، مع التركيز على الجهوزية في الهجوم والدفاع في جميع الجبهات”.
وأشار جيش الاحتلال إلى أنه “في هذه المرحلة، لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية”.
إعلام العدو: ضربة قاسية لكن لن تؤدي إلى تغيير المعادلة الإستراتيجية
وقال المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، إلى أنه بالرغم من “قساوة الضربة وأبعادها”، إلا أنه “لا يُتوقع أن تسهم هذه التفجيرات في استعادة الأمن شمال “إسرائيل”، أو تحقيق هدف “إسرائيل” المتمثل بـ”إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان”.
وفي السياق نفسه، رأى محلل الشؤون الاستخباراتية في “يديعوت أحرونوت”، رونين بيرغمان، أنه “لا أعتقد أن هذه العملية التي كانت ناجحة بنسبة 100% ستساهم في تعزيز أمن “إسرائيل””، مشيراً إلى أن “الأهم هو إعادة عشرات الآلاف من المواطنين الذين تمّ إجلاؤهم من الشمال، ولا أرى حتى الآن إستراتيجية واضحة لربط هذه العملية بتحقيق هذا الهدف”.
شركة “غولد أبولو” تنفي أن تكون أجهزة الاتصال التي انفجرت في لبنان من تصنيعها
وفي تفاصيل الحدث، فقد تضاربت الأخبار حول طبيعة العمل العدواني لجهة كيفية تفخيخ أجهزة البايجير ووصولها إلى المقاومة وكيفية تفعيل المفخخات داخلها. وفي السياق، نفت شركة “غولد أبولو” التايوانية أن تكون أجهزة الإتصال اللاسلكي التي انفجرت في مناطق مختلفة من لبنان بصورة متزامنة الثلاثاء، مما خلّف حوالي ثلاثة آلاف جريح ونحو 10 شهداء، من تصنيعها.
وردًا على تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، أفاد بأنّ “أجهزة النداء – بايجرز- التي انفجرت هي من صنع غولد أبولو وأنّ “إسرائيل” فخّخت هذه الأجهزة قبل وصولها إلى حزب الله”، قال رئيس الشركة هسو تشين كوانغ للصحافيين، إنّ “هذه ليست منتجاتنا من البداية إلى النهاية”.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-09-18 13:31:42
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي