عين على العدو

أولا بار، بعد ذلك زمير

يديعوت احرونوت 7/4/2025، ناحوم برنياع: أولا بار، بعد ذلك زمير

سياسيون أم موظفو دولة – من الأفضل؟  البحث الذي سيجرى في محكمة العدل العليا غدا سيتركز على شخص واحد، رئيس الشباك رونين بار وعلى قرار الحكومة اقالته. لكن بار لا يوجد في هذه المعركة وحده: عالم من القيم، الأعراف والتراث يحوم فوق المحكمة. هذه فرصة طيبة لفحص بضع فرضيات أساسية ترافق هذا الصراع. 

قول أول قد يفاجيء القاريء: بين السياسيين والموظفين يفضل في نظري، بالقطع السياسيون. هم مفضلون ليس فقط لانهم انتخبوا حسب القانون من جمهور ارادهم واراد سياستهم؛ هم مفضلون أيضا لانهم عرضة لمحاكمة الجمهور كل يوم. 

رئيس الوزراء ووزراؤه يفترض ان يتخذوا القرارات، وموظفوهم يفترض أن ينفذوها. الفرضية في أنه توجد قرارات مهنية منشودة من ناحية السياسيين ليست دوما صحيحة.  سأطرح فقط مثالين. في بداية الستينيات ادار رئيس الموساد ايسار هرئيل حملة سرية ضد المانيا الغربية، على خلفية مشاركة علماء المان في تطوير صواريخ في مصر. ادعى هرئيل بان الصواريخ ستبيد إسرائيل. رئيس الوزراء بن غوريون اقتنع بان الخطر ليس كبيرا، وتوجد مصالح تسبقه. أمر الموساد بان يتوقف. هرئيل رفض ونظم معارضة لبن غوريون في قيادة الحكومة. هرئيل اخطأ؛ بن غوريون أصاب.

أو رئيس الأركان موطي غور، الذي قرر بان زيارة الرئيس السادات الى القدس هي مناورة تمويه من خلفها هجوم مصري. وحرص غور على ان ينشر فتواه المهنية في وسائل الاعلام، فأثار عاصفة. غور اخطأ، رئيس الوزراء بيغن أصاب. 

قادة الجيش وأذرع الامن، كبار رجالات وزارة العدل، الامن، المالية، كل كبار رجالات الخدمة العامة، بعيدون عن أن يكونوا كاملين. ما ضمن على مدى السنين عمل الحكومة، في صالح الدولة وفي صالح مواطنيها، لم يكن تفوقهم بل الحوار المفتوح بينهم وبين السياسيين المسؤولين عنهم. التقدير لخبرتهم المهنية من جهة؛ قبول الامرة من جهة ثانية. يمكن ان نسمي النهج رسميا؛ يمكن أن نسميه دولة عميقة. مهما يكن من أمر الحكومة الحالية ملت الحوار. كبار المسؤولين لا يزالون يدعون الى الجلسات، لكن رأيهم مشبوه مسبقا. في كل مرة يفتحون فيه افواههم يجتازون اختبار الولاء. 

في الماضي آمن نتنياهو بالحوار مع المهنيين: هكذا في المالية، هكذا في رئاسة الوزراء. لكن جنون الاضطهاد اقوى منه. بالطريقة التي يتصرف فيها الان، في الخطابية التي تبناها، الشريحة المهنية التي ستعمل مع الحكومة، في الجيش، في اذرع الامن، في الوزارات الحكومية ستبدو في سياق الطريق كم في مكتبه: عصبة من المستشارين المغرضين، النرجسيين، ممن ليس واضحا ما الذي يشربونه، وما الذي تقوله الكيبا على رؤوسهم ومن يدفع لهم وفي خدمة أي دولة يعملون.

بار هو ليس فقط موظف كبير في خدمة الدولة، رئيس جهاز عظيم القوة. هو أيضا رمز، ايقونة. مستقبل خدمة الدولة متعلق بما يحكم بشأنه. اقترح لقضاة العليا ان يغمضوا العيون وان يتصوروا ان يكون المقال هو هرتسي هليفي او ايال زمير، او أن يكون المقال هو واحد منهم.                     

هذا الأسبوع عرضت صور زمير وبار في جولة في غزة. التقط الصور الناطق العسكري. عن قصد او عن غير قصد كانت فيها رسالة: رئيس الوزراء يمكنه ان يقيل رئيس الشباك وان يتهمه، في سلسلة من الأشرطة بانه أخذ رشوة (بطاقة لمباراة كرة قدم) من قطر او لم يوقظه في الوقت المناسب. لكن رئيس الأركان ليس تابعا للاشرطة.

لا تحسدوا ايال زمير: حياته مع الحكومة ليست سهلة. ستأتي اللحظة التي سيتعين فيها عليه أن يقول لوزراء الكابنت: انتم لا يمكنكم ان تتوقعوا مني حربا في أربع أو خمس جبهات دون ان تعطوني مقاتلين لاقاتل معهم. انتم تمولون وتشجعون التملص ونحن لا يوجد لنا رجال.

ان الامتثال لخدمة الاحتياط آخذة في التقلص. بشكل عام الأسباب شخصية، ليس سياسية لكن النتيجة مماثلة: الناس ليسوا متحمسين للعودة. الوحدات تخرج الى الميدان بحجم ناقص. الجيش النظامي متوتر تحت اقصى الطرف ومنهك. النتيجة هي أداء غير كاف وتآكل في الانضباط. 

زمير لا يمكنه أن يقول لهم ما كان يمكنه أن يقوله في كابنت طبيعي. يوجد لنا جيش متفوق، لكنه يجثم تحت العبء. الوحدات تكذب في التقارير. في الأسبوع الماضي عربدت كتيبة مدفعية في جنبا، في جبل الخليل، ووحدة غولاني اطلقت نار فتاكة على سيارات اسعاف قرب خانيونس. في الحالتين الوحدات كذبت. في غولاني هذا حصل للمرة الثانية بعد الحادثة في لبنان التي هربوا فيها مواطنا وقتل مقاتل. الشرطة العسكرية لا تزال لم  تنهي التحقيق، بعد أربعة اشهر ونصف من الحدث. تصريحات الوزراء، التي تشجع قتل غير المشاركين، الثأر، السلب والنهب، لا تساعد. 

هو لا يمكنه أن يقول انهم انه ليس له جيش كي يفرض في غزة احتلالا دائما. اذا قال، لن يستمعوا؛ حين لا يكون مع من يمكن الحديث لا يكون ما يمكن الحديث فيه. الناس يسكتون، قصة دولة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-07 16:51:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى