إسبانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية في “سباق” لتزويد الفلبين بالغواصات

موقع الدفاع العربي 27 سبتمبر 2024: مع تخصيص ميزانية قدرها 35 مليار دولار أميركي للتحديث العسكري على مدى العقد المقبل، من المقرر أن تصبح الفلبين أحدث دولة في جنوب شرق آسيا تحصل على غواصات لمراقبة مياهها في بحر الصين الجنوبي.

أعلنت الفلبين عن نيتها تخصيص 35 مليار دولار أميركي على مدى السنوات العشر المقبلة لتحديث وتعزيز قدرات قواتها المسلحة.

ويهدف هذا الإنفاق الضخم إلى حماية مصالحها في بحر الصين الجنوبي، وخاصة في وقت تواجه فيه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا ضغوطاً كبيرة من الصين.

وقد وافق رئيس الفلبين، فرديناند “بونج بونج” ماركوس، بالفعل على مبادرة التحديث، بهدف أساسي يتمثل في تحسين قدرات البحرية والقوات الجوية والمراقبة وغيرها من الأصول.

ومن الإضافات البارزة إلى الأصول المحتملة للفلبين الاستحواذ على الغواصات، وهي الأولى من نوعها في البلاد.
وقد قدمت العديد من شركات تصنيع الغواصات عروضها علناً للفلبين.

ومن الجدير بالذكر أن شركة نافانتيا التابعة للحكومة الإسبانية اقترحت على البحرية الفلبينية غواصتين من طراز إس 80 إسحاق بيرال (S80-class Isaac Peral) بقيمة تقدر بنحو 1.7 مليار دولار أمريكي.

تشغل البحرية الإسبانية حاليًا أربع غواصات من طراز إس 80 إسحاق بيرال.

لا يشمل عرض نافانتيا الاستحواذ على غواصتين فحسب، بل يتضمن أيضًا بناء قاعدة غواصات في مدينة أورموك، ليتي، الفلبين، إلى جانب البنية التحتية والخدمات اللوجستية اللازمة.

ووفقًا لمدير نافانتيا التجاري، جيليرمو زاماريبا، فإن الاقتراح يشمل تدريبًا شاملاً لأطقم الغواصات في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، ونقل التكنولوجيا، والصيانة.

تبلغ طول غواصات إس 80 إسحاق بيرال 81 مترًا، وهي قادرة على شن هجمات من البحر إلى البر وإجراء مهام مختلفة، بما في ذلك المراقبة وأنشطة الرصد والعمليات المضادة للسطح والغواصات.

تتطلب هذه الغواصات التقليدية، التي طورتها شركة نافانتيا، طاقمًا مكونًا من 32 فردًا وتتميز بالقدرة على القيام بمهام طويلة المدى، وذلك بفضل نظام الدفع المستقل عن الهواء (AIP)، مما يسمح لها بالبقاء مغمورة تحت الماء لمدة ثلاثة أسابيع متتالية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الغواصات المعروضة على الفلبين إطلاق صواريخ هاربون الموجهة وصواريخ كروز توماهوك، والتي تستخدمها البحرية الأمريكية في مهام استهداف الأهداف الأرضية.

شركة أخرى تتنافس على توفير الغواصات للفلبين هي “مجموعة نافال” (Naval Group) الفرنسية، التي تقدم غواصتين من فئة سكوربين تعملان بالديزل والكهرباء، على غرار الغواصات التي تمتلكها ماليزيا.

في عام 2022، أنشأت مجموعة نافال مكتبًا في مانيلا لتسهيل عملية بيع غواصات سكوربين للبحرية الفلبينية.

كانت الشركة الفرنسية في مناقشات مكثفة مع الحكومة الفلبينية بشأن بيع الغواصات.

منذ عام 2020، أعربت الحكومة الفلبينية عن نيتها الاستحواذ على غواصتين من فئة سكوربين من مجموعة نافال.

وأكد تيدي لوكسين، وزير الخارجية السابق، في أواخر عام 2020 عبر تويتر أن الفلبين ستتلقى غواصتين فرنسيتين إلى جانب تدريب شامل لدورات متعددة من الطواقم.

وفي الوقت نفسه، زعمت تقارير إعلامية من الفلبين في عام 2022 أن فرنسا عرضت غواصتين على البلاد كـ”مقايضة” للحصول على إذن لاستكشاف المياه السيادية للدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

ويقال إن العرض تضمن تطوير غواصتين من فئة سكوربين تعملان بالديزل والكهرباء بناءً على معايير حلف شمال الأطلسي.

وعلاوة على ذلك، تتنافس شركة هانوا أوشن الكورية الجنوبية (المعروفة سابقًا باسم DSME) أيضًا مع شركات إسبانية وفرنسية لتقديم غواصات KSS-III (جانغ بوغو-3 أو Jang Bogo-III) للبحرية الفلبينية.

يتميز هذا الطراز الأحدث من غواصة جانغ بوغو، بطول إجمالي يبلغ 77 مترًا، بأنظمة دفع متقدمة وتكنولوجيا بطاريات الليثيوم أيون، مما يجعل من الصعب اكتشافها من قبل الخصوم.

الغواصات جانغ بوغو-3، القادرة على استيعاب 41 فردًا من أفراد الطاقم والوصول إلى سرعة 21 عقدة، مجهزة بستة أنابيب طوربيد، مما يوفر القدرة على إطلاق الصواريخ الموجهة.

يتضمن عرض هانوا أوشن حزمة تضم التدريب ونقل التكنولوجيا والدعم اللوجستي المتكامل وأجهزة المحاكاة ومرافق الصيانة، إما في خليج سوبيك أو أي موقع تفضله البحرية الفلبينية.

تقترح الشركة الكورية الجنوبية قرضًا لمدة سبع سنوات بأسعار فائدة جذابة للغواصتين جانغ بوغو-3.