إسرائيل ابتلعت وستبتلع الرد – قناة العالم الاخبارية
ولم يرد حزب الله ويخل بتوازن معادلة الردع التي ارستها المقاومة مع العدو. بل ثبت القواعد. ولم تفلح عصا الامريكي وجزرته، حتى في التخفيف من الرد او تقليص أهدافه القائمة على الرد بالمثل.. “ضاحيتنا بضاحيتكم وعاصمتنا بعاصمتكم، ومطارنا بمطاركم”.
رد حزب الله كشف عورة الردع والتصدي عند الاسرائيلي، فهو غير قادر على الرد على الرد، وغير قادر حماية المواقع المستهدفة، وغير قادر على منع الاختراق الأمني الكبير بتحديد موقع ألموساد والوحدة ٨٢٠٠، وغير قادر على تحديد مواقع منصات الاطلاق لدى المقاومة، وغير قادر على تدميرها. ولم يكن لديه خيار سوى، استهداف بنك اهداف خالية وقديمة للمقاومة.
حتى عندما وضع سيناريو حفظ ماء الوجه، استهدف أحراجا لبنانية قرب الحدود وليس بعيدا عنها، ما سبب له إحراجا على المستوى الداخلي.
خلاصة القول، أنه لم يكن للاسرائيلي خيار، الا ابتلاع الضربة والرد، ولو كان لديه خيارات اخرى، للجأ اليها. فهو لا يحتاج إلى مبرر لأي عدوان، يكفي ان تتوفر لديه ضمانة نتائج أي صربة او حرب او اجتياح، حتى يستغل اللحظة وليس الساعة، لتنفيذ اعتداءاته. وتاريخه المجرب، يشهد على ذلك. لذا فليس كرم اخلاق من الاسرائيلي إلّا يرد، وهو صاحب ابشع مجازر الإبادة البشرية في غزة في العصر الحديث.
ان لم يكن لدى الاسرائيلي الإمكانية للرد على رد حزب الله، فهل ستتوفر الإمكانية لديه للرد على الرد الإيراني المنتظر، المرتبط باغتيال الشهيد اسماعيل هنية في طهران وانتهاك السيادة الايرانية؟
بالعودة قليلا إلى الوراء وتحديدا نيسان الماضي، لم يرد الاسرائيلي على رد طهران على استهداف القنيلة الايرانية في دمشق، بل لجأت الى سيناريو مماثل لردها على رد حزب الله. فاستخدمت بعض عملائها في الداخل الايراني ، لتشغيل مسيرات صغيرة تتحرك لمسافة ٣٥ كلم فقط، لاستهداف احد المواقع العسكرية في اصفهان، في هجوم كان فاشلا مسبقا وفقا للسيناريو المعد.
وايضا، فشلت منظومات الدفاع الجوية الامريكية والبريطانية والالمانية والفرنسي والاردنية فضلا عن الاسرائيلية، في التصدي لعشرات الصواريخ والمسيرات الإيرانية المشاركة في الرد وعددها حوالي ٣٠٠ صاروخ ومسيرة، فماذا اذا كان الرد بعدد اكبر ونوعية أحدث؟ وماذا اذا لم يكن الرد بالصواريخ والمسيرات بل عملية امنية كبيرة اواغتيال شخصية اسرائيلية كبيرة؟ وماذا اذا عن الرد اليمني المنتظر والاتي حتما والمرجح ان يستهدف المنشآت النفطية الغازية الاسرائيلية؟
يدرك الاسرائيلي ومن خلفه الامريكي، ان اي مغامرة رد غير محسوبة النتائج من قبل الاسرائيلي، سيفتح عليه ابواب جهنم من قبل محور المقاومة ورأس حربته ايران.
واذا ما تدحرجت كرة الرد والرد المضاد، فإن المنطقة الواقعة من شمالي المحيط الهندي وباب المندب ومضيق هرمز والبحر المتوسط وربما وصولا إلى مضيق جبل طارق، ستكون محفوفة بخطر الزلزلة، وتداعياتها على العالم كله، بما يجعل ما بين ٢٠ إلى ٢٥ بالمئة من عملية التبادل التجاري والنفطي التي تمر في منطقة الصراع وممراتها الحساسة والاستراتيجية، في خطر حقيقي وكارثي.
قد تمتلك إسرائيل وامريكا القدرة التسليحية، ولكنهما لا يمتلكان الإمكانية على التنفيذ، لأن توازن الرد لا يرتبط فقط بالتسلح، بل يرتبط يالامكانية وشروط اخرى من نقاط القوة والقدرة، لا يمتلكانها، وبينها العقيدة القتالية والجغرافيا والديمغرافيا..الخ باعتبار ان هذه الارض لاصحابها وليست للوافدين والمحتلين والغزاة. كذلك فان تدحرج كرة الحرب لن يبقي الروسي والصيني بعيدين عنها، بطريقة او باخرى باعتبارهما عدوين لدودين للامريكي.
لذا فإن إسرائيل محكومة بابتلاع الرد سواء أتى من ايران او حزب الله، وملزمة بالالتزام بقواعد الاشتباكات والعودة الى المعركة على اساس النقاط.
د حكم امهز… خبير في الشؤون الاقليمية والدولية
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-08-30 06:08:51
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي