إسرائيل اليوم: إسرائيل تفكر بالبقاء في جنوب لبنان
إسرائيل اليوم 29/12/2024، يوآف ليمور: إسرائيل تفكر بالبقاء في جنوب لبنان
تفحص إسرائيل إمكانية إبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في بضع نقاط مسيطرة في جنوب لبنان حتى بعد أن تنتهي الـ 60 يوما التي تقررت في الاتفاق كموعد يفترض فيه بالجيش الإسرائيلي أن يكمل الانسحاب من لبنان الى خط الحدود الدولية.
إمكانية إبقاء تواجد إسرائيلي في جنوب لبنان طرحت في الأيام الأخيرة في عدة مداولات أجريت في القيادة السياسية – الأمنية. وهي تنبع من سببين أساسيين. الأول، الانتشار البطيء للجيش اللبناني في جنوب الدولة؛ والثاني كثرة سلاح وذخيرة حزب الله التي لا تزال تنكشف في المنطقة مثلما هي أيضا جهود المنظمة حتى الان لاعادة تعاظم القوة بمساعدة إيرانية.
في إسرائيل يجدون صعوبة في شرح التأثير في انتشار الجيش اللبناني في المنطقة. سبب محتمل ما هو مشاكل عملياتية تنبع من الحاجة لارسال قوات كبيرة وخبيرة اكثر من الماضي الى جنوب لبنان.
سبب محتمل آخر هو ضغط حزب الله على الجيش اللبناني للامتناع عن “استلام مواقع في جنوب لبنان لاجل ترك فراغ تملأه قوات المنظمة في المستقبل. في الأسابيع الأخيرة اشتكت إسرائيل بضع مرات امام محافل دولية مختلفة عن النشاط البطيء للجيش اللبناني، وأوضحت بانه اذا لم يلتزم لبنان بتعهده الذي تقرر في اطار الاتفاق بين الدولتين، ستضطر إسرائيل لان تبقى في جنوب لبنان كي تحمي أمن بلداتها.
في نهاية الأسبوع عثر الجيش الإسرائيلي ودمر بنى تحتية إضافية لحزب الله في جنوب لبنان بينها نفق تكتيكي للحزب ووسائل قتالية مختلفة. التقدير هو أنه توجد في المنطقة وسائل قتالية وبنى تحتية أخرى، ويبذل جهد جم للعثور عليها وتدميرها في الأسابيع القادمة. وهذا بالتوازي مع الاعمال التي تنفذي على الحدود السوري – اللبنانية، وهدفها منع محاولات حزب الله (وأسياده الإيرانيين) بان يهربوا الى لبنان وسائل قتالية كانت تحت تصرفهم في سوريا، قبل ان تسقط في ايدي الثوار الذين سيطروا على الدولة.
في هذا الاطار نفذ سلاح الجو في الأسبوع الماضي بضع هجمات ضد اهداف لحزب الله في الحدود السورية – اللبنانية. في إسرائيل يعتقدون بانه نتيجة لذلك ستبحث ايران عن سبل أخرى لتهريب السلاح المتطور الى حزب الله في محاولة لترميم قواته العسكرية. بعد اغلاق المجال السوري وفي ظل الحصار البحري العملي الذي يفرضه سلاح البحرية على لبنان، يبدو ان الإيرانيين كفيلون بان يختاروا مسارا امتنعوا عنه في الماضي – رحلات جوية مباشرة الى مطار بيروت.
خطوة إيرانية كهذه ستتسبب لإسرائيل بمعاضل معقدة، من الحاجة الى الابعاد بل والاعتراض للطائرات (بعضها طائرات مسافرين يهرب السلاح تحت غطائها) وحتى الحاجة للعودة الى الهجوم في بيروت. معقول ان في هذه المسألة أيضا ستسعى إسرائيل لان تخطر مسبقا الولايات المتحدة (ودول أخرى) لان اعمالا إيرانية كهذه تتناقض والاتفاق المتحقق وتلزم إسرائيل بالعمل بشكل مستقل.
الخطر: استئناف الحرب
إمكانية إبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان ستفحص مع الإدارة الامريكية الراحة والوافدة بان الموعد النهائي للانسحاب سيكون بعد تنصيب الرئيس ترامب وادارته الجديدة. قرار كهذا كفيل بان يؤدي الى خرق موازٍ للاتفاق من جانب حزب الله ايضا، واستئناف الحرب على نطاق ضيق أو واسع.
نشدد هنا على أن قرار بإبقاء قوات في جنوب لبنان لم يتخذ بعد نهائيا. الموضوع سيبحث بتواصل في الأسابيع القريبة القادمة حتى انتهاء الموعد المقرر للاتفاق ويبدو أنه حتى لو اتخذ قرار بذلك ستبقى القوات في نقاط محدودة فقط سيصعب منها على الجيش الإسرائيلي منح أمن لبلدات الشمال لانه لم يستكمل حولها بعد بناء البنى التحتية ومجالات الدفاع الجديدة التي تقررت.
في الجيش الإسرائيلي يستعدون أيضا لان يبقوا في هذه المرحلة القوات التي تعمل في الأراضي السورية – في قمة جبل الشيخ وشرقي الحدود الدولية في الجولان. بخلاف الانفعال العالمي لسلوك زعيم الثوار أبو محمد الجولاني، في إسرائيل يتابعون بقلق العنف المتزايد الذي يستخدمه رجاله ضد من كانوا ينتمون الى حكم الأسد والجيش السوري الذي عمل تحت قيادته.
في الأيام الأخيرة وصلت تقارير كثيرة عن اعدامات جماعية بما في ذلك قطع رؤوس أعداء النظام الجديد، وكذا عن اهانات علنية لاقليات مختلفة، من العلويين أساسا. هكذا في شريط مسجل نشر في نهاية الأسبوع في الشبكات الاجتماعية، ظهرت مجموعة من الرجال العلويين ممن الزموا بالزحف على الأرض والعواء. في شريط آخر ظهر جلد لضابط سابق في الجيش السوري، اشتبه بانه عمل ضد الثوار في اطار الحرب الاهلية.
اعتراض امريكي في إسرائيل
المحور الإسرائيلي – الأمريكي يعمل في هذه الأيام ساعات إضافية في سياق الساحة الحوثية في اليمن أيضا. منظومة اعتراض الصواريخ الامريكية “ثاد” كانت مسؤولة عن اعتراض الصاروخ الذي اطلق في ليل يوم الخميس على إسرائيل، ومنظومة حيتس اعترضت الصاروخ الذي اطلق من اليمين في ليل السبت. التقدير هو أن الحوثيين سيواصلون اطلاق الصواريخ في الأيام القادمة أيضا في محاولة للاظهار بانهم لا يتراجعون رغم الهجوم الإسرائيلي يوم الخميس الماضي الذي ضرب بنى تحتىة مختلفة تستخدمها المنظمة.
معقول ان تتواصل هذه الاعمال من حيث هجمات إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا. وكما نشر، في إسرائيل يركزون الان جهودا استخبارية بهدف ضرب اهداف مختلفة للحوثيين بما في ذلك زعماء المنظمة.
يوجد بين المحافل المهنية اختلافات في الرأي كم يمكن ردع الحوثيين من مواصلة هجماتهم. وفي إسرائيل قلقون من تداعيات استمرار النار على جملة فروع في الاقتصاد – وعلى رأسها الطيران، السياحة والتجارة.
والى ذلك شدد الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع الاعمال العسكرية في غزة. في مستشفى كمال عدوان اعتقل نحو 250 فلسطينيا نقلوا الى التحقيق في إسرائيل وبالتوازي نفذت هجمات في منطقة بيت حانون حيث اطلق صاروخان نحو القدس والسهل الساحلي.
في إسرائيل يأملون بان تشديد الضغط سيحشر في الزاوية زعيم المنظمة محمد السنوار ويدفعه لان يلين قليلا بحيث يتاح الاختراق المنشود في المفاوضات لتحرير المخطوفين الـ 100 الذي لا يزالون يحتجزون في القطاع.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-29 15:29:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>