إسرائيل اليوم: التجريد هو المفتاح لتسوية إقليمية جديدة

إسرائيل اليوم 30/1/202، مئير بن شباط: التجريد هو المفتاح لتسوية إقليمية جديدة
بينما يصل التوتر والانفعال لعودة ستة مخطوفين آخرين الى إسرائيل الى الذروة في القدس وفي واشنطن يبحثون منذ الان في المراحل التالية. ليس فقط تلك المتعلقة بالصفقة مع حماس بل في سياق أوسع – في خطوات لتحقيق رؤيا الرئيس الأمريكي وخططه للشرق الأوسط.
سيلتقي رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس ترامب في واشنطن الأسبوع القادم. من الصعب التقليل من أهمية هذا اللقاء. ليس فقط لان الرسالة التي يطلقها هذا اللقاء لمجرد انعقاده، بعد نحو أسبوعين فقط من ترسيم الرئيس ولقائه الأول في هذه الولاية مع زعيم أجنبي، بل في أهدافه والنتائج المرتقبة منه: تنسيق استراتيجي بين الدولتين، في سلسلة طويلة من المواضيع الإقليمية والثنائية والتي لها تداعيات بعيدة الأثر، على المديين القصير والبعيد. فالتوجهات التي ستصدر عن هذا اللقاء ستوجه الجهود الرسمية، السياسية والأمنية، في الدولتين.
يصل نتنياهو الى البيت الأبيض وفي يده قائمة طويلة من الشكر على خطوات وقرارات اتخذها ترامب منذ الأيام الأولى من ولايته. فاضافة الى صفقة المخطوفين ستضم هذه القائمة قرارات عن تحرير ارساليات القنابل الثقيلة والجرافات لإسرائيل، فرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، الغاء العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على منظمات ومواطنين إسرائيليين، وقف التمويل الأمريكي للاونروا وبالطبع البادرة الطيبة لنتنياهو بدعوته لهذه الزيارة.
ترامب، الذي اثبت منذ أيامه الأولى بانه لا يخشى تحطيم الأطر والمنظومات الفكرية، فسيطلب من إسرائيل أن تسمع موقفا واضحا بالنسبة لمبادرته لنقل فلسطينيين من غزة الى دول أخرى. سيبدي تفهما لصمتها الرسمي في هذا الشأن، لكنه سيشدد بان تأييدها هو شرط لبذل جهود الإدارة لفحص هذا الاتجاه.
كل شيء يرتبط بكل شيء
ولئن كان في مركز الزيارة ستكون المسألتان “الثقيلتان” – السعودية وايران، ولكن سرعان ما سيتبين بان كل شيء يرتبط بكل شيء. سيكون من الصعب الفصل بينهما وبين مسائل غزة، الضفة، سوريا ولبنان.
بالنسبة للسعودية يبدو أن مطالبها لاتفاق دفاع (مع الولايات المتحدة) ونووي مدني قابلة للحل. العوائق في الطريق للتطبيع ترتبط بمسألة غزة والضفة. نتنياهو سيطلب التفضيل بين الرغبة لاستئناف القتال في غزة وبين استكمال صفقة المخطوفين (المرحلة الثانية) والدفع قدما بمفاوضات مع السعودية. في كل صيغة تدعي تحقيق الأهداف الثلاثة سيطالب بالتطرق أيضا للبعد الزمني – في ضوء معانيه.
عالق إضافي هو الطلب السعودي لفتح “مسار سياسي يؤدي الى دولة فلسطينية”. نتنياهو على ما يبدو سيوضح انه بعد 7 أكتوبر الأحاديث عن “دولة فلسطينية” هي جائزة لحماس، فما بالك ان السلطة الفلسطينية بنفسها تدعم بشكل غير مباشر المخربين ويصعب عليها التصدي للارهاب حتى في المناطق التي تحت مسؤوليتها مثلما نرى في جنين وطولكرم.
ايران قبل الكل
عودة الى غزة: تصريحات مسؤولي الإدارة بان حماس لن تحكم في القطاع هي هامة، لكن هناك ضرورة لايضاحين رئاسيين: الأول – الصراع لا يتلخص في اسقاط حكم حماس. الهدف الأهم هو التجريد المطلق لغزة من قدرات عسكرية ومن كل ما يمكن أن يهدد إسرائيل على مدى الزمن. الثاني: الولايات المتحدة لن تساهم في نموذج سلطوي يسمح لحماس بان تختبيء خلفه وتعمل برعايته. لقد سبق أن كنا في هذا الفيلم في الساحة اللبنانية، والدروس من هناك لا تزال تكوينا.
وقبل كل شيء – ايران. الولايات المتحدة مطالبة بتغيير فوري للنهج تجاهها. مغازلات إدارة بايدن للايرانيين زادت جسارتهم واضعفت مكانة الولايات المتحدة في المنطقة كلها. في طهران فسروا هذا كضعف وكبوليصة تأمين لعدم استخدام القوة ضدها. في المنتدى الاقتصادي الذي عقد مؤخرا في دافوس حذر مدير عام وكالة الطاقة الذرية من أن طهران “تضغط على دواسة البنزين في تخصيب اليورانيوم”. ايران هي التهديد على السلام والاستقرار في العالم. هجمة الصواريخ على إسرائيل قدمت تجسيدا لذلك. بالمقابل، نجاح إسرائيل والوضع الداخلي الصعب لإيران يثبتان التفاؤل بالنسبة لجدوى الصراع العادل ضدها. ترامب يضرب عينيه لتحقيق سلام إقليمي. وهو لا يمكنه أن يحقق ذلك دون أن يحل المشكلة الإيرانية. عليه أن يخصص زمنا للجهد السياسي (بخاصة قبيل موعد الغاء آلية السناب باك – في أكتوبر القريب القادم) والمواصلة بقوة أكبر من النقطة التي أنهى فيها ولايته الأولى.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-30 21:20:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>