اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

إسرائيل اليوم: بين الحزن وبين الأمل

إسرائيل اليوم 7/1/2025، يوآف ليمور: بين الحزن وبين الأمل

قبل أن تتبين هوية المخربين الذين نفذوا العملية امس قرب كدوميم من الصعب تفادي الإحساس بان كل شيء يرتبط بكل شيء: المفاوضات لتحرير المخطوفين والعمليات في غزة، الضغط على ايران، دخول ترامب الى البيت الأبيض ومستقبل السلطة الفلسطينية ومسائل إسرائيلية داخلية وعلى رأسها قانون التملص من التجنيد الذي تعمل عليه الكنيست.

العملية نفسها كما يبدو قامت على أساس استعداد مسبق لمخربين ولمعرفتهم بالمنطقة. اختاروا المكان مسبقا بما في ذلك طرق الوصول ومسارات الفرار. كما اختاروا الساعة حين تكون حركة السير بطيئة في الصباح ومن السهل المس بمسافرين المركبات. كما خططوا لقتل اكبر عدد من الإسرائيليين، ولم يمنعهم من ذلك الا رد فعل المواطنين المسلحين الذي دفعهم لان يفروا. يبدو أن التفصيل الوحيد الذي لم يقدروه على نحو صحيح هو تحصين الباص الذي منعهم من ذبح مسافرين.

تبرز هذه العملية بسبب نتائجها الفتاكة، مقتل ثلاثة واصابة ثمانية، لكنها لا تختلف عن محاولات العمليات الأخرى، بما في ذلك في الأيام الأخيرة. المنطقة مليئة بالسلاح ودوافع المخربين في السماء لجملة أسباب: الضغط من جانب قيادة حماس في غزة باشعال المناطق، الضغط الموازي من جهة ايران (المسنود بالمال)، الازمة الاقتصادية المتعاظمة كنتيجة للاغلاق المتواصل، واحيانا أيضا الرد المضاد لاعمال السلطة الفلسطينية في جنين في الأسابيع الأخيرة.

هذه الأسباب ليست جديدة. منذ بداية الحرب وحماس تحث الفلسطينيين في الضفة للخروج الى الشوارع، للتظاهر وللعمليات لاجل التضامن مع إخوانهم في غزة. رغم شعبيتها في الضفة استجابة السكان متدنية جدا. فليس لهم مصلحة في أن يجربوا على جلدتهم ما يمر به سكان غزة وهم يفضلون تخفيض الرأس الى أن يمر الغضب. ولا يزال، لحماس توجد خلايا عديدة في الضفة تنجح بعضها في العمل قبل ان يحبطها الشباك والجيش. هذا سباق دائم يد إسرائيل فيه هي العليا في الغالبية الساحقة من الحالات، لكن لا يوجد ولن يوجد 100 في المئة نجاح.

ايران، كما اسلفنا تساند ضغط حماس بضغط موازٍ من جهتها. في السنة الماضية سرعت تحويل الأموال والسلاح الى المخربين في الضفة. يدور الحديث في الغالب عن عصابات محلية تعمل في مخيمات اللاجئين، يقيم معها رجال فيلق القدس الإيراني اتصالا من خلال الشبكات الاجتماعية. هنا أيضا يبذل جهاز الامن جهدا عظيما في قطع هذا الاتصال، بنجاح لا بأس به، لكنه ليس كاملا.

من خلف الكواليس: ايران

كما هو الحال دوما، البطن الطرية هي مسألة المال، الذي يحول بجملة طرق واساسا بواسطة الصرافين – ومسألة السلاح. الجهد الإيراني يتضمن تهريب السلاح المتطور، بما في ذلك العبوات الناسفة المتطورة وصواريخ الكتف. التقدير هو أن معظم هذه الارساليات صدت في الأردن او على الحدود، لكن يوجد تخوف دائم من أن يكون بعضها نجح في الوصول الى المنطقة المليئة على أي حال بالسلاح الذي اشتري من تجار سلاح في إسرائيل (أساسا من عائلات الجريمة) والذي كان سرق من قواعد الجيش الإسرائيلي أو ينتج ذاتيا في الضفة.

عمليات السلطة الفلسطينية في جنين تلتقي قسما من هذه التحديات، وفي اثنائها قتل حتى الان ستة من الشرطة الفلسطينية. إسرائيل تبارك هذه العمليات بسبب رغبتها في ان ترى دورا اكبر للسلطة في مكافحة الإرهاب، واساسا لان كل مخرب او عبوة يلتقيان قوات فلسطينية لا يلتقيان قوات (أو مدنيين) إسرائيليين.

هذه العمليات التي تقوم بها السلطة بدأت ظاهرا بعد سرقة سيارات في جنين لكن يبدو أن الفلسطينيين يسعون أيضا لان يثبتوا لادارة ترامب بانهم شركاء في الصراع بين الاخيار والاشرار في المنطقة.

كثيرون في إسرائيل يؤمنون بان دخول ترامب الى البيت الأبيض بعد 13 يوما سيعطي إسرائيل إمكانية لان تفعل كل ما يروق لها في كل الجبهات، بما في ذلك في الضفة: تغريدة نشرها امس وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والتي تعهد بها بالعمل على تفكيك السلطة وإلغاء اتفاقات أوسلو، هي مثال جيد على ذلك، وان كان ليس مؤكدا ان الأمريكيين سيعطوه ما يطلبه.

في فترة إدارة ترامب السابقة أوقفت نية إسرائيل لضم الضفة واستبدلت بعد ذلك بخطة سلام إقليمية لم تنجح، لكن لا تزال على جدول الاعمال. مثل هذه الخطة كفيلة بان تلزم إسرائيل أيضا بتنازلات مقابل تطبيع العلاقات مع السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى.

ضغوط من كل اتجاه

سلسلة العمليات الأخيرة في الضفة تستوجب أيضا من جهاز الامن التفكير بتعزيز القوات. في بداية الحرب عمل في المنطقة نحو 30 كتيبة، وعددها تقليص باستمرار الى 19 كتيبة في أواخر 2024. هذا ينبع من الحاجة العملياتية المتصاعدة في الجبهات الأخرى – مرة في غزة، مرة في لبنان، مرة في سوريا واحيانا فيها جميعها معا – لكن السطر الأخير يفيد مرة أخرى بانه ليس للجيش الإسرائيلي ما يكفي من القوات لاداء كل مهامه، وبالتأكيد حين يكون الهدف المعلن هو تقليص العبء عن جنود الاحتياط الى حد اقصى من 70 يوما في السنة.

هذا نداء صحوة للحكومة بانه لا يمكن فرض مزيد من العبء على جيش الاحتياط وبالتأكيد حين تكون تعمل على اعفاء بالجملة للحريديم من الخدمة.

سيضطر رئيس الوزراء هذه المرة أيضا بالمناورة بين الضغوط السياسية في حكومته وبين الضغوط الدولية في الأيام الأخيرة لادارة بايدن وعشية دخول ترامب الى الحكم، فيما أن النقد الدولي على إسرائيل يتعاظم بسبب القتال المتواصل في غزة.

الضغوط الائتلافية ستزداد في حالة صفقة مخطوفين وان كان بدا امس ان التقارير المتفائلة سبقت الواقع في غرف المفاوضات. يبدو أن الفجوات بين الطرفين لا تزال كبيرة وتستدعي تنازلات ومرونة كي يكون ممكنا الوصول الى اتفاق يعيد عشرات المخطوفين احياء واموات الى الديار.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-07 15:32:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى