عين على العدو

إسرائيل اليوم: لمن فتحت بوابات الجحيم؟

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

إسرائيل اليوم 23/3/2025، ايال زيسر: لمن فتحت بوابات الجحيم؟

في الأسبوع الماضي عاد الجيش الإسرائيلي وهاجم حماس في غزة. هذه المرة، هكذا شرح للجمهور، يدور الحديث عن هجوم قوي لم يشهد القطاع له مثيل. 

التقارير عن هجمات ناجحة أخرى من الجو وعن قتلى آخرين من بين كبار رجالات حماس رافقت اعلان وزير الدفاع بان هذه المرة، بخلاف الماضي، فتحت بوابات الجحيم على غزة. 

غير أن عمليا يدور الحديث عن ضربات مقنونة غايتها ممارسة الضغط على حماس كي ترضى وتتوصل معنا، وفي واقع الامر مع إدارة ترامب الى صفقة محسنة تؤدي الى تحرير مزيد من المخطوفين.

وبالفعل، بعد الضربة الجوية التي يمكن تفسير نجاحها بعنصر المفاجأة وكذا بالمعلومات الاستخبارية التي جمعت على طول اشهر وقف النار جاءت أيام قتالية تذكر بما سبق أن رأيناه في جولات القتال السابقة على مدى الـ 15 شهرا الأخيرة.                                   

امامنا إذن جولة قتال قوية ستؤدي على ما يبدو الى صفقة جزئية ومحدودة أخرى، تنتهي بطريق مسدود يؤدي الى استئناف القتال وهكذا وهلمجرا. الورقة الوحيدة التي لدى حماس هي المخطوفون، وهذه تفصل بين تصفيتها وبين استمرار حكمها في غزة. وبالتالي، من يعتقد أن حماس ستوافق على تحرير المخطوفين حتى تحت ضغط عسكري مكثف – لا يعرف ما يقول. من ناحية حماس من الأفضل الموت كشهداء في الحرب على الموافقة على صفقة تؤدي الى تصفيتها كقوة عسكرية وسياسية. 

غير أن إسرائيل منشغلة بالتكتيك – العسكري والسياسي – لكنها ترفض، بل وتهرب، بسبب العاب الكراسي السياسية الداخلية من كل محاولة لبلورة استراتيجية شاملة حول مستقبل غزة وانهاء الحرب فيها. 

واضح أن سلوك إسرائيل على مدى الـ 15 شهرا الأخيرة لم يؤدي الى النتائج المرجوة. صحيح أنه تحققت إنجازات هامة مثل تحرير جزء من المخطوفين وتصفية جزء من القدرات العسكرية لحماس، لكن بغياب رؤيا او نظرة استراتيجية لم تجلب هذه الإنجازات تغييرا حقيقيا للواقع في غزة. 

على إسرائيل أن تقرر اذا كانت مستعدة لان تقبل غزة مجردة من السلاح بإدارة عربية او فلسطينية ليست حماس او السلطة، ام ربما تريد أن تحكم بنفسها في القطاع وتديره. 

ان استمرار الخوف الشال سيؤدي الى أن يقرر الاخرون، واساسا إدارة ترامب نيابة عنا. بالضبط مثلما حصل عشية الصفقة السابقة حين فقد المبعوث ويتكوف صبره وفرض على نتنياهو وعلى حماس الصفقة التي اعدها. 

كان ممكنا التوقع بان تحت إدارة ودية، مستعدة لان تساند تقريبا كل خطوة لنا، ان تفكر إسرائيل بشكل ابداعي بل وجريء، واساسا من خارج الصندوق. 

فها هي اسرائيل مثلا تعمل في سوريا على سياسة بعيدة الأثر، موضوعها احتلال أراض واسعة وتحويلها الى حزام امني على طول حدودنا – وان كنا في لبنان بالذات نمتنع عن العمل، حتى في ضوء فشل الجيش اللبناني القيام بواجبه في اتفاق الهدنة ونزع سلاح حزب الله. 

لكن في غزة نحن نواصل السير في طريق بلا مخرج نسير فيه منذ بداية الحرب. كان يمكن التفكير باقتراح يتحدى العالم العربي، وموضوعه سيطرة عربية في القطاع في ظل طرد حماس منه. لكن لما كان لا يمكننا ان نعتمد الا على أنفسنا فهاكم فكرة: الأرض والشرف يأتيان متكاتفان الى العالم العربي. فلماذا لا نقرر ثمنا ونسيطر على أراض في القطاع، او حتى عليه كله، بدلا من المواصلة في مناورات عديمة الجدوى في اعقابها ينسحب الجيش الإسرائيلي من غزة وحماس تعود وتثبت فيها قوتها؟ 

يجب التوقف عن الخوف من التفكير على نطاق واسع واتخاذ القرارات واساسا محظور ان تملي السياسة الصغيرة اعتباراتنا وسياساتنا. 

من يعول على الا نقرر وان نواصل بقوة القصور الذاتي في ما نفعله اليوم، ينبغي أن يتذكر بانه وان كان هذا ينجح أحيانا مثلما في لبنان حيث السلوك المتردد والمتلعثم على طول اشهر أدى، بالصدفة وبالحظ، الى هزيمة حزب الله. لكن ليس مؤكدا ان يعمل الحظ ساعات إضافية في غزة أيضا. 

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-23 14:00:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى