عين على العدو

إسرائيل اليوم: مع العينين على تركيا

إسرائيل اليوم – ايتي الناي – 21/2/2025 مع العينين على تركيا

“الاحداث التي وقعت مؤخرا في منطقتنا، ولا سيما في سوريا، تذكرنا بحقيقة هامة: تركيا هي اكبر من تركيا (رجب طيب اردوغان، خطاب في الاكاديمية التركية للعلوم، 18 كانون الأول 2024).

أقوال الرئيس التركي من المجدي أن نقرأها على خلفية حقيقة أن ميزان الرعب بين دولته وبين إسرائيل، اللتين تجري بينهما علاقات حب – كراهية طويلة، تلقت التفافة هامة في اعقاب الحرب الحالية – وبقوة اكبر بعد سقوط نظام الأسد في دمشق وإقامة النظام الجديد برئاسة احمد الشرع الذي يحظى بتأييد طويل السنين من أنقرة.

تجد هذه الأمور تعبيرها، ضمن أمور أخرى، في توصيات لجنة نيجل التي رفعت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشهر الماضي. صحيح أن اللجنة اعدت لفحص ميزانية الدفاع، لكن في تقريرها النهائي تتناول “التهديد التركي” بكلمات قاطعة كالسيف: “إسرائيل قد تجد نفسها امام تهديد جديد ينشأ في سوريا، من نواح معينة سيكون ليس اقل خطورة من السابق”، كتب هناك. “المشكلة ستتفاقم اذا ما أصبحت القوة السورية بشكل عملي فرعا تركيا، كجزء من تحقق حلم تركيا في استعادة المجد العثماني. فوجود رسل تركيا او قوات تركية في سوريا قد يعمق خطر مواجهة تركية – إسرائيلية مباشرة”.

ينبغي أن نقرأ الكلمات الأخيرة مرة أخرى: لجنة نيجل تحذر رئيس الوزراء من “مواجهة تركية – إسرائيلية مباشرة”، ليس اقل، وتدعوه لان يتبنى “نهجا مختلفا تماما من صفر احتواء” حيال سوريا والا فانها قد تقع كثمرة ناضجة في ايدي قوات جيش اردوغان: “يجب الاخذ بالحسبان بان دخول الجيش التركي الى سوريا من شأنه أن يؤدي الى تسلح سوريا بسرعة عالية نسبيا”، على حد قول التقرير.

“الحلم التركي يستيقظ”

تقرير نيجل هو الاستثناء الذي يدل على القاعدة: حتى الان، تغيير النهج الإسرائيلي تجاه تركيا بقي في أساسه من تحت الرادار. في الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل غير معنيين باغضاب الجبار التركي ويتخذون جانب الحذر من المس بكرامته. في الجانب التركي بالمقابل، يفعلون العكس.

وكأنه لاجل إعادة الريح الى شعلة المخاوف الإسرائيلية – بعد شهر بالضبط من نشر التقرير، في 4 شباط، سافر الرئيس السوري الجديد الى أنقرة، حيث التقى اردوغان في القصر الرئاسي الفاخر. في تقارير وسائل الاعلام حول اللقاء التاريخي، زعم ان الزعيمين قررا البحث في التوقيع على اتفاق دفاع مشترك بين تركيا وسوريا يضمن إقامة قاعدتين جويتين تركيتين في وسط سوريا وتدريب الجيش السوري. في الامريكية يسمون هذا “بساطير على الأرض”.

في قسم الخطابة أيضا يوجد تصعيد متزايد من جانب تركيا وزعيمها. “تركيا يمكنها أن تجتاح إسرائيل، مثلما فعلت في ناغورنو كرباخ وفي ليبيا”، هدد اردوغان في تموز الماضي، في اثناء لقاء رجال حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه. قبل ذلك شبه بين نتنياهو وهتلر وادعى بان الجيش الإسرائيلي يرتكب جرائم ضد الإنسانية في غزة عليها يجب “محاسبة” القيادة الإسرائيلية على حد قوله. وفي المناسبة ذاتها دعا اردوغان الذي يرى نفسه زعيما إقليميا وبقدر ما دينيا أيضا “العالم الإسلامي كله” للتجند للصراع ضد إسرائيل.

فهل نحن بالفعل نقف امام مواجهة تركية – إسرائيلية كما تقول لجنة نيجل؟ هل تحذير اردوغان قد يقع في المستقبل المنظور؟ خبراء في الشؤون التركية تحدثت معهم اسرائيل هذا الأسبوع يقدرون بانه في اعقاب حرب 7 أكتوبر، وما يبدو كضعف المحور الشيعي بقيادة ايران يحتمل بالتأكيد ان تكون إسرائيل تسير نحو عصر جديد، المواجهة العسكرية بينها وبين تركيا تصبح فيه إمكانية عملية. الى هذا ينبغي أن يضاف بالطبع صعود النظام الجديد في دمشق – نظام هو بقدر كبير امتداد لاردوغان سيسمح لتركيا بان تقيم جسرا بريا بينها وبين إسرائيل وتضع قوة عسكرية – بشكل مباشر او غير مباشر – على عتبة بابها تماما. اذا كانت العقود الأخيرة تمثل المواجهة بين إسرائيل وايران، من غير المستبعد أن نكون اليوم على شفا حرب إسرائيلية – تركية.

“في اللحظة التي تكون فيها للاتراك قدرة على الوصول الينا سيرا على الاقدام، تكون هذه ذات مغزى”، يقول د. حي ايتان كوهن ينروجيك، خبير في الشؤون التركية في مركز دايان في جامعة تل أبيب. “منذ اليوم توجد لتركيا قدرة وصول غير محدودة الى شمال سوريا وهم يتحدثون عن شق طرق، سكك حديد وبنى تحتية في كل ارجاء سوريا في المستقبل. اذا حصل هذا – فمع حلول اليوم، ستكون قدرتهم عهلى تحريك قوات عسكرية في داخل سوريا على مستوى واسع كبيرة جدا. على إسرائيل أن تعمل كل ما في وسعها كي لا تجعل تركيا عدوا نشطا، لان تركيا ليست ايران. هذه دولة اقوى بكثير، مع جيش اكثر تطورا وموقع استراتيجي اهم بكثير من ايران. ليس أحدا ما كنا نريد أن نجد انفسنا في حرب معه”. “حتى الان نجحت إسرائيل وتركيا في الحفاظ على قدر ما من العلاقات الصحيحة بينهما”، تنضم نوعا لزيمي، الباحثة في معهد مسغاف. “حتى بعد اسطول مرمرة في 2010 عرفت الدولتان كيف ترمم العلاقات بينهما. مع ذلك، في الحرب الحالية شدد اردوغان موقفه تجاه إسرائيل، ما يمكنه أن يشهد على استعداده للسير مسافة ابعد مع ايديولوجيته الامبريالية التي تتوافق أيضا مع الراي العام الداخلي في تركيا.  مؤخرا يثبت اردوغان بانه مستعد لان يخاطر بالامور الضرورية لدولته من اجل ايدولوجيا متطرفة. من الجهة الأخرى تركيا عضو في الناتو وتوجد لها مصالح اقتصادية وامنية مع الولايات المتحدة ولهذا فلا اعتقد انه ستكون من الحكمة من جانبه أن يحطم القواعد تجاه إسرائيل في المدى القصير”.

– وماذا بالنسبة للمدى البعيد؟

“ما حصل في سوريا فتح شهية اردوغان. من ناحيته توجد هنا فرصة لتحقيق حلمه العثماني الجديد. ينبغي لنا ان نرى الى أي مسافة سيسير اردوغان وهل سيسير بحلمه بعيدا”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-21 17:12:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى