إسرائيل وتركيا في مسار صدام

إسرائيل اليوم 7/4/2025، عوديد عيلام: إسرائيل وتركيا في مسار صدام
في 28 شباط وقعت لحظة دراماتيكية وان كانت تكاد تخفى عن العين: بلال اردوغان، نجل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قطع ساحة مسجد أمية في دمشق ترافقه قافلة شرف سورية. حاكم دمشق ومسؤولون كبار آخرون استقبلوه. الاعلام رفعت، لكن من خلف المراسيم واضح أن تركيا ليست ضيفا في سوريا بل رب بيت بالفعل.
العهد الذي بعد الأسد بدأ في وقت مبكر اكثر من المتوقع. انهيار الجيش السوري، هجر موسكو والضغط الاقتصادي – الاجتماعي أدى كله الى سقوط النظام. بدلا منه صعد، باسناد تركي كامل، أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة سابقا.
الحلف موضع الحديث عميق اكثر من الشراكة الاستراتيجية: تركيا اقامت قواعد عسكرية في تدمر، في منبج، في عين العرب وفي الحسكة واستولت على السيطرة في المجال السوري من الشمال وحتى الشرق، في ظل خليط من القوات النظامية، المستشارين الخاصين والجيش المحلي بالوكالة. بالنسبة لإسرائيل هذا واقع استراتيجي اشكالي. لاعب جديد دخل الى الساحة، مع جيش نظامي ومزود جيدا ذي قدرات استخبارية وجوية عالية.
سلاح الجو يواصل مهاجمة اهداف تركيا في سوريا – وعلى رأسها المطار في تدمر حيث يفترض أن تقوم قاعدة جوية تركية دائمة وإمكانية التصعيد آخذة في التزايد. يكفي أن يصاب مهندسون أتراك كي تسخن الساحة. فضلا عن الخوف العسكري من التموضع التركي الدائم قرب الحدود الشمالية، في القدس يفهمون بان مواجهة مباشرة مع تركيا لم تعد سيناريو نظري. في هذه الاثناء يحاولون في القدس ان يمنعوا أيضا انتشار منظومات دفاع جوي تركيا خطوة تستوجب تغييرا عميقا في تكتيك سلاح الجو.
سيناريو يقلق جهاز الامن هو طيران تركي دائم في سوريا. خطوة كهذه من شأنها أن تؤدي الى صدام مباشر في الجو، واساسا اذا ما استخدمت منظومة اعتراف ضد طائرة إسرائيلية، حتى وان كان بالخطأ. “يكفي ميلمتر أخطاء لاشعال جبهة شمالية جديدة”، قال مصدر امني كبير. تخوف إضافي في إسرائيل هو أن تنصب تركيا منظومات دفاع جوي في أراضي سوريا. في مثل هذه الحالة كل عمل جوي إسرائيلي في سوريا من شأنه أن يصطدم برد.
واشنطن صامتة
سوريا هي فقط جزء من الخطوة الاستراتيجية لتركيا، التي تقيم قواعد في ليبيا، تشغل مستشارين عسكريين في أذربيجان وتحافظ على تواجد عسكري دائم في قطر. في هذه الأيام يتصدى الرئيس اردوغان لازمة داخلية ويعول على مواجهة خارجية لاغراضه السياسية. هجماته غير المسبوقة على إسرائيل هي ليست فقط دعاية خارجية بل محاولة لخلق اجماع قومي. الولايات المتحدة في هذه الاثناء تغيب عن الساحة. إدارة ترامب الثانية تتصدى بالتوازي لعدة ساحات – عسكرية واقتصادية – لكن يصعب عليها أن تبلور خط عمل واضح في سوريا. بين البنتاغون ووزارة الخارجية توجد خلافات رأي وترامب يمتنع عن التدخل.
الواقع الحالي في الشرق الأوسط واضح: الخطاب يحتدم، القوات تنتصب واللاعبون في الميدان مسلحون بأفضل الأسلحة المتطورة. إسرائيل وتركيا كلتاهما حليفتان عسكريتان حديثتان ومصالح إقليمية واضحة ولا يمكنهما التراجع عن مواقفهما. في مثل هذا الوضع، الولايات المتحدة وحدها يمكنها ان تنقذ. على إسرائيل أن تحث واشنطن على تشمير الاكمام والدخول الى الحدث. فهل ستستيقظ الإدارة الامريكية قبل الانفجار؟
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-07 17:05:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>