إسرائيل يجري فيها انقلاب من الحكومة عكس ما يريده اغلبية الجمهور

يديعوت احرونوت 6/4/2025، بن درور يميني: إسرائيل يجري فيها انقلاب من الحكومة عكس ما يريده اغلبية الجمهور
كان هذا أسبوعا صعبا جدا لدولة صغيرة جدا. أسبوع أُعلن فيه عن بديل لرئيس الشباك، التعيين استبعد، اسم آخر صعد، هو الاخر هبط فورا. أسبوع اعتقل فيه الرجل الأكثر قربا من رئيس الوزراء للاشتباه بخدمة قطر، وعندها جاء يوم الجمعة من الأسبوع المليء، وتعرضنا لقنبلتين أخريين. كتاب رئيس الشباك الذي يكشف حقيقة أن رئيس الوزراء طلب منه كتاب اعفاء من الشهادة في المحكمة، والاسوأ من ذلك، العمل ضد المواطنين، ود. اودي ليفي، رئيس سابق لوحدة “تسلتسل” في الموساد (التي تعنى بالحرب الاقتصادية ضد منظمات الإرهاب) الذي يدعي بان من الواجب التحقيق في الوثائق التي تشهد على نقل مال من قطر الى نتنياهو (قضية رايفن). ماذا ستطلبين منا اكثر من ذلك يا أميرة. كيف يمكن لنا أن نحتمل هذا الثقل، فيما نحن لا نزال في معركة متعددة المناطق وفيما أن ساعة الرمل تدق قبيل المواجهة الأكبر، مع ايران.
وكان هذا أيضا أسبوعا قضى فيه رئيس الوزراء، بنفسه وبجلالة فضله، بان قطر التي تسللت الى داخل مكتبه هي “دولة مركبة”، فيما ان كل من هب ودب يعرف، وبالتأكيد يعرف، بان هذه دولة الاخوان المسلمين. دولة تمول إرهاب جهادي وتدعم حماس. دولة ترشي بمليارات لا تحصى اجساما في العالم، بما فيها اجسام اكاديمية، دولة اعلامها “الجزيرة” تبث دعاية رهيبة لعشرات الملايين ضد إسرائيل. لكن “دولة مركبة”. حسب هذا المنطق فان ايران هي “دولة مشوقة”.
الان هذا كتاب التفجير لرئيس الشباك. هذه كلمة مقابل كلمة. اذا كانت الادعاءات صحيحة، فعندها يكون نتنياهو أراد أن يجعل الشباك شرطة خاصة سرية، شتازي. واذا لم يكن هذا صحيحا فانه في رئاسة الشباك يقف، ولا يزال يقف رجل خطير يحاول أن يفرض نفسه، بالكذب، على حكومة منتخبة. هذا ليس خلافا آخر، هذا بات هزة أرضية.
يحتمل، بالتأكيد يحتمل، بعد أن تعرض الأدلة ستقرر محكمة العدل العليا بان اقالة رئيس الشباك جاءت لتمس بتحقيق قطر غيت. نتنياهو سيرفض الطاعة. ماذا بعد ذلك؟ الكهاني المعين من الحكومة مسؤولا عن الشرطة هل سيبعث افراد الشرطة ليطردوا بار من مكتبه؟ من سيطيع افراد الشرطة؟ هل سيضطر الجيش للتدخل كي يفرض النظام؟ واذا كان نعم، فمن سيطيع الجنود؟ وماذا سيحصل في الشوارع؟ ليل غالنت سيكون لعبة أطفال مقابل ما يمكن أن يحصل.
لاضافة الزيت على شعلة التحريض ينثر نتنياهو مؤامرة الدولة العميقة لابنه. منذ عقد ونصف وهو رئيس الوزراء. معظم القضاة الحاليين في المحكمة العليا عينوا تحت حكمه. لكن دولة عميقة. منذ ان اعتزلت استر حايوت وعنات بروم المحكمة العليا – توجد هناك اغلبية للتيار المحافظ. لكن دولة عميقة. يكاد يكون كل موظف كبير مع صلاحيات ما، كل ضابط كبير في الشرطة، كل لواء في هيئة الأركان، تلقى تعيينه في عهد ولايته. لكن دولة عميقة. لكل الكبار في سلك خدمة الدولة لا توجد ذرة من القوة التي لبن غفير او سموتريتش. لكن دولة عميقة. كل الأجهزة معا غير قادرة على أن تحول شيكل واحد في الميزانية من بند الى بند. لكن دولة عميقة. لغولدكنوف وجفني توجد قوة لتحويل مليارات الى المتملصين. وهما يحولانها. لكن دولة عميقة. اغلبية مطلقة في الجمهور، من الشمال ومن الجنوب، من اليمين ومن اليسار، تعارض قانون التملص، ونتنياهو يعلن عن خضوع مسبق لاولئك الذين شعارهم هو “تموتون ولن نتجند”. لكن دولة عميقة. بمراعاة سلم الأولويات وقرارات الحكومة، معظم الإسرائيليين كانوا أكثر هدوءً لو كان هنا جهاز دولة عميقة قوي. لكن لا يوجد. وكم محزن انه لا يوجد.
إسرائيل توجد في وضع غريب. يجري فيها انقلاب. لكن ليس من خلال مظاهرات الشارع. ليس من خلال الجيش. هو يجري من قبل الحكم الذي يكاد يكون في كل مجال يفعل النقيض عما تريده اغلبية الجمهور. الاغلية تريد تحرير مخطوفين، حتى بثمن وقف نار وتحرير مخربين. بن غفير وسموتريتش يريدان شيئا معاكسا، وهما المقرران. اغلبية الجمهور تريد مساواة في العبء. لكن وزير الدفاع، الذي حصل على المنصب كي يروج للتملص، يفضل الرقص مع المتملصين وسحق الأغلبية. اغلبية الجمهور تعارض الانقلاب النظام بالاكراه. يريف لفين وسمحا روتمان يفرضان ارادتهما.
والان يأتي رئيس الشباك، بنفسه وبجلالة قدره، ويدعي بان رئيس الوزراء حاول ان يستخدم جهاز الامن كي يمس بالمواطنين. قادة شباك يفترض بهم ان يحافظوا على السرية المطلقة. فكل حارس يلتصق بابناء عائلة نتنياهو يعرف أمورا تقشعر لها الابدان. هم يسكتون. وخير أنهم يسكتون. لكن توجد لحظة يكون فيها السكوت خيانة. اذا كان نتنياهو حاول حقا أن يستخدم الشباك لأغراض سياسية، ضد المعارضة، فهم ملزمون بان يفتحوا الفم. لا ان يهددوا، لا ان يحذروا، ان يتكلموا. نداف ارغمان، الذي وقف على رأس الشباك سبق أن قال انه اذا أجاز نتنياهو القانون فسيفتح الفم. السؤال هو ليس ما سيفعله نتنياهو. السؤال هو هل سبق ان نتنياهو فعل. وفقط شيء واحد واضح. في إسرائيل تتولى حكومة تسحق الأغلبية. حتى حدود معينة، هذه الديمقراطية. لكن يخيل أن في الأسبوع الماضي تم اجتياز خطوط حمراء. صندوق المفاسد فتح. ربما، حبذا، سيعيد الحكم للاغلبية.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-06 17:04:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>