إسقاط ما لا يقل عن سبعة مقاتلات من طراز Su-35 في أوكرانيا

موقع الدفاع العربي 19 يوليو 2024: غالبًا ما يتم وصف عن الطائرة المقاتلة سوخوي Su-35 Flanker باعتبارها واحدة من المقاتلات الحديثة الأكثر تقدمًا من قبل الخبراء الروس. ومع ذلك، أثار أدائها في ساحة المعركة في أوكرانيا جدلا كبيرا. لقد عانت القوات الجوية الفضائية الروسية من أجل تحقيق التفوق الجوي فوق أوكرانيا، ليس بسبب نقص الطائرات القادرة ولكن بسبب أنظمة الصواريخ الغربية الفعالة المضادة للطائرات في المنطقة.

ووفقا لمصادر أوكرانية وبعض التقارير الغربية، فإن أنظمة الدفاع الجوي هذه لها الفضل في إسقاط سبع طائرات مقاتلة روسية من طراز Su-35 على الأقل هذا العام. في حين أن الأرقام الدقيقة للخسائر لا تزال غير واضحة، فقد أصبح أداء الطائرة Su-35 في أوكرانيا واضحًا، حتى بالنسبة للجمهور الروسي.

وفي لحظة محرجة بشكل ملحوظ بالنسبة لروسيا، اعترف المتحدث الرسمي باسم الشركة المصنعة لطائرة Su-35 في كومسومولسك أون أمور في مارس/آذار بأن أداء الطائرة في المجال الجوي المعادي لأوكرانيا لم يلب التوقعات.

لكن ما هو بالضبط السبب وراء الأداء الضعيف المفاجئ للطائرة Su-35 منذ بداية هذا العام؟ بينما كنا نركز على الدفاع الجوي التي تحسنت كثيرًا في عام 2024 مقارنة بعام 2023، خاصة مع معاناة الروس سابقًا في ضرب أهداف مثل Patriot أو NASAMS أو SAMP-T بشكل فعال؟ تكمن الإجابة في الديناميكيات المتغيرة في ساحة المعركة.

تم تصميم Su-35 للقتال الجوي، ولكن في أوكرانيا، لا يوجد أعداء في السماء. خلال المعارك العنيفة، كان على Su-35 العمل على ارتفاعات منخفضة، حتى مع تحقيق Flanker-E للتفوق الجوي. هذا التحول التكتيكي جعل الطائرة Su-35 عرضة لشبكة أوكرانيا القوية من الأنظمة المتنقلة والثابتة المضادة للطائرات. وفقًا لمصدر روسي استشهد به موقع BulgarianMilitary.com، فإن البيئة المعادية هي المسؤولة إلى حد كبير عن الأداء الضعيف للطائرة Su-35 في عام 2023 وأوائل عام 2024.

واعترف المصدر في مارس/آذار بأن “الشبكة الكثيفة لأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة في المجال الجوي الأوكراني تشكل تحدياً هائلاً، حتى بالنسبة للطائرات المتقدمة مثل Su-35”. بحلول نوفمبر من العام السابق، أسقط الأوكرانيون ما مجموعه خمس طائرات من طراز Su-35. بالإضافة إلى ذلك، أشارت تقارير في أوائل عام 2024 إلى أن فريق صواريخ باتريوت الأوكراني نجح في إسقاط طائرتين أخريين من طراز Su-35 خلال العمليات القتالية.

الخطأ البشري هو جانب حاسم آخر يجب أخذه بعين الاعتبار. ليس من السهل قيادة الطائرة Su-35. إنها طائرة متقدمة للغاية وتتطلب مزيجًا من المهارة والخبرة الواسعة للعمل بفعالية. عندما يفتقر الطيارون إلى التدريب أو الخبرة الكافية، فإن ذلك يمكن أن يقلل بشكل كبير من الأداء القتالي لكل من الطيار والطائرة.

ووفق الخبراء، من المتوقع أن تصل طائرات F-16 لأوكرانيا، لكنها لن تكون ندًا لطائرات Su-35 الروسية. ويعتقد العديد من الخبراء أن الإف-16 سيتم استهدافها بواسطة السو-35 من الأراضي الروسية. قد يساعد ذلك في إعادة سمعة الفلانكر، خاصة إذا تمكنت من تحقيق النصر.

تعمل روسيا على زيادة إنتاج مقاتلات Su-35 و Su-57 لتعزيز قدراتها الجوية. ومع ذلك، كان أداء طائرات Su-35 في أوكرانيا مخيبا للآمال، حيث تم إسقاط العديد منها بواسطة أنظمة الدفاع الغربية المتقدمة مثل صاروخ باتريوت.

تسلط التقارير الأخيرة الصادرة عن مصنع كومسومولسك أون أمور الضوء على النمو المطرد في إنتاج الطائرات المقاتلة من طراز Su-35 وSu-57، والتي بدورها تعزز قدرات القوات الجوية الفضائية الروسية. والجدير بالذكر أن روسيا لا تواجه تحديات كبيرة في تصنيع الطائرات المقاتلة، حيث نجحت في تسليم طائرتين إلى ثلاث طائرات في كل دفعة.

Su-35 هي طائرة ذات محركين فائقة المناورة مستمدة من الطائرة Su-27 Flanker التي تعود إلى الحقبة السوفيتية. كان البرنامج الأصلي، بقيادة المخططين السوفييت، يهدف إلى تطوير مقاتلة جديدة قادرة على منافسة طائرات الجيل الرابع الأمريكية، مثل ماكدونيل دوغلاس إف-15 إيجل ونورثروب جرومان إف-14 تومكات.

النموذج الأولي للطائرة Su-35 [المعروفة في البداية باسم Su-27M] حلق لأول مرة في السماء في أوائل الثمانينيات. مع مرور الوقت، تطورت المنصة وحصلت على تسمية “Flanker-E” من قبل حلف الناتو. وفقًا لشركة “الطائرات المتحدة” الروسية، توصف الطائرة Su-35 بأنها مقاتلة “تجمع بين صفات الطائرات الحديثة [القدرة الفائقة على المناورة، ووسائل الاستحواذ النشطة والسلبية المتفوقة، والسرعة الأسرع من الصوت والمدى البعيد، والقدرة على التحكم في المجموعة قتالية، وما إلى ذلك] مع المزايا التكتيكية للطائرة المتقدمة [مجموعة واسعة من الأسلحة، ونظام حرب إلكترونية متقدم متعدد القنوات، وبصمة رادارية منخفضة، وقدرة عالية على البقاء في القتال]”.

تُعد Flanker-E، المجهزة بنقاط تعليق متعددة لحمل الأسلحة، منصة قوية ومسلحة جيدًا. يمكن لهذه المقاتلة حمل مجموعة من صواريخ جو-جو وجو-أرض، بما في ذلك Vympel R-27 وMolniya Kh-29 وKh-58UShE بعيدة المدى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لـ Su-35 نشر القنابل الموجهة بالليزر KAB-500Kr وKAB-1500Kr TV وKAB-1500LG. والجدير بالذكر، وكما هو مفصل من قبل موقع Airforce Technology، أن هذه المنصة الروسية تأتي أيضًا مجهزة بإجراءات مضادة مثل جهاز التشويش ونظام تحذير راداري، وتتميز بمدفع Gryazev-Shipunov GSh-30-1 الهائل عيار 30 ملم.

إن Flanker-E ليست المقاتلة الروسية الوحيدة التي تشارك في القتال. أفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أنه تم تدمير ما يقرب من 350 طائرة روسية منذ بدء الصراع في فبراير 2022. وبينما لا يمكن تأكيد هذا الرقم بدقة، تشير الوثائق واللقطات إلى انخفاض كبير في الأسطول الجوي الروسي.