إس-400 تريومف: مُشغلوا إس-400 قلقون من “معاناة” نظام الدفاع الروسي في حرب أوكرانيا

موقع الدفاع العربي 16 يونيو 2024: زعمت أوكرانيا أنها ضربت أنظمة إس-400 وإس-300 الروسية في شبه جزيرة القرم في غارة ليلية يوم 10 يونيو. وجاء البيان بعد الإبلاغ عن سلسلة من الانفجارات في شبه الجزيرة ليلاً.

وبحسب ما ورد تعرضت وحدة صواريخ للدفاع الجوي من طراز إس-400 للهجوم بالقرب من دزانكوي، كما تعرضت وحدتان أخريان من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز إس-300 للهجوم بالقرب من تشورنومورسكي وإيفباتوريا. نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400 تريومف، المعترف به عالميًا بقدراته التي لا مثيل لها، يقدر سعره بحوالي 1.2 مليار دولار.

في 15 أكتوبر 2016، خلال قمة البريكس، وقعت الهند وروسيا اتفاقية حكومية (IGA) لتزويد الهند بخمسة كتائب إس-400. تم التوقيع رسميًا على الصفقة البالغة قيمتها 5.43 مليار دولار أمريكي (40.000 كرور روبية) في 5 أكتوبر 2018، متجاهلة التهديد بفرض عقوبات أمريكية.

واعتبارًا من عام 2020، كان من المفترض أن تقوم روسيا بتسليم الكتائب الخمسة بحلول أوائل عام 2024، لكن الإمدادات عانت من التأخير بسبب الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا وتعقيدات الدفع. تم تسليم ثلاثة أنظمة وتم نشرها عمليًا بواسطة القوات الجوية الهندية (IAF)، لتغطية التهديد عبر الحدود. ستقوم روسيا الآن بتسليم نظامي الدفاع الجوي المتبقيين من طراز إس-400 إلى الهند بحلول أغسطس 2026.

وتستخدم روسيا والصين وتركيا وبيلاروسيا بالفعل نظام إس-400، وأبدت دول أخرى اهتمامًا به. حتى المؤسسة الأمنية الأمريكية قد اعترفت بفعالية وقوة نظام الدفاع الجوي القوي هذا. أي خسارة للنظام في ظروف القتال تتطلب إعادة النظر للتحقق من الفعالية التشغيلية والقدرة الدفاعية للنظام الروسي.

الهجوم الأوكراني على إس-400

أفادت المخابرات العسكرية الأوكرانية (HUR) تدمير أربع قاذفات من طراز إس-400 في منتصف أبريل إلى جانب معدات أخرى في هجوم على مطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم.

وبحسب ما ورد، قصفت أوكرانيا أيضًا معبرًا للعبّارات في كيرتش وألحقت به أضرارًا كبيرة بصواريخ ATACMS طويلة المدى التي قدمتها الولايات المتحدة خلال ليلة 30 مايو/أيار. وتستخدم موسكو معبر العبّارات بشكل نشط لتزويد القوات الروسية في شبه جزيرة القرم. يتم الدفاع عن شبه الجزيرة والعبارات بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الروسية بانتسير وتور وإس-400 تريومف.

دمرت الضربات الأوكرانية طائرات مقاتلة من طراز ميغ-31 وسو-57، مما أجبر روسيا على إعادة ضبط استراتيجيتها. كما أصابت ضربات الطائرات بدون طيار الأوكرانية أهدافًا، حتى في موسكو. ومن الواضح أن روسيا لم تكن قادرة على الدفاع عن أصولها التشغيلية الهامة رغم قلتها.

نظام الدفاع الجوي إس-400 تريومف

إس-400 هو نظام صاروخي روسي متنقل طويل المدى أرض-جو/مضاد للصواريخ الباليستية دخل الخدمة في أغسطس 2007. وتبلغ تكلفة صواريخه وبطارياته حوالي 1.2 مليار دولار.

إس-400 لديه أربعة رادارات وأربعة صواريخ تغطي مدى يتراوح بين 40 إلى 400 كيلومتر، وبالتالي تغطي فقاعة دفاعية ضخمة. النظام هو خليفة إس-300، والإصدار التالي هو إس-500. ويمكن دمج أنظمة الصواريخ إس-400 تريومف وبانتسير في نظام دفاعي ثنائي الطبقات.

يمكن لمجمع إس-400 الإداري تنسيق ثماني كتائب. يحتوي مركز القيادة والتحكم المتنقل على نظام كشف راداري بانورامي يصل مداه إلى 340 كم، وهو محمي بشكل جيد ضد التشويش.

يمكن أن تعمل ثماني كتائب من أنظمة إس-400 الصاروخية أرض-جو منتشرة على مسافة تصل إلى 40 كيلومترًا مع بعضها بششكل متكامل، ويمكنها تتبع الأهداف بشكل مستقل. يمكن لنظام واحد إدارة 72 قاذفة، بحد أقصى 384 صاروخًا. يمكن للرادار متعدد الوظائف الخاص بالكتيبة تتبع 20 هدفًا. يمكن أن تحتوي مركبة النقل والنصب والقاذفة الموجودة على المقطورة على 12 قاذفة.

تبلغ منطقة القتل لهدف صاروخي باليستي (المقطع العرضي الراداري RCS < 0.4 متر مربع) 200 كيلومتر. بالنسبة لهدف بمقطع عرضي راداري RCS يبلغ 4 أمتار مربعة، فهو 340 كم.

ويبلغ مداه 400 كيلومتر لهدف استراتيجي بحجم قاذفة قنابل. ونظرًا لمسارات طيرانها على ارتفاعات منخفضة، يمكن لمنظومة إس-400 اعتراض صواريخ كروز على مسافة حوالي 40 كم. تستخدم الصواريخ توجيه راداري شبه نشط أو نشط.

يمكن لوحدة كاملة أن تشتبك مع 36 هدفًا في وقت واحد، ويمكن لصاروخين الاشتباك مع هدف واحد. زمن رد الفعل في حالة اكتشاف الهدف أثناء الحركة هو 5 دقائق للإطلاق. عمر الخدمة هو 20 عامًا، والوقت بين الإصلاحات الرئيسية هو 10 آلاف ساعة.

قامت أنظمة إس-400 بحماية موسكو منذ عام 2007. واستلم أسطول البلطيق في كالينينغراد أنظمة إس-400 في عام 2012. كما نشرت القوات الساحلية للأسطول الشمالي الروسي أنظمة إس-400. تم تفعيل ست وحدات من طراز إس-400 للدفاع الجوي عن منطقة نوفوسيبيرسك الروسية في جنوب شرق روسيا. دخلت 56 كتيبة الخدمة بحلول عام 2020. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2015، تم نشر أنظمة إس-400 في سوريا في قاعدة حميميم الجوية، وبعد ذلك، تم تفعيل وحدة إس-400 ثانية بالقرب من مصياف.

في أواخر ديسمبر 2021، حلقت طائرات عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك طائرات F-35I، فوق المناطق المحمية بأنظمة إس-400 وبانتسير في سوريا وقصفت ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران والمتمركزة في اللاذقية. لكن كلا الجانبين اختارا عدم مهاجمة بعضهما البعض بسبب التفاهم المتبادل.

زعمت أوكرانيا أنها استهدفت وحدات إس-400 الروسية منذ منتصف عام 2023. أخيرًا، في أبريل ويونيو 2024، أطلقت أوكرانيا صواريخ ATACMS وصواريخ HIMARS على مطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم وبيلغورود ودمرت عددًا قليلاً من قاذفات إس-400 ومجموعة متنوعة من الرادارات ونظام مراقبة جوية Fundament-M.

الاشتباكات التشغيلية للإس-400

من المتوقع أن يكون نظام إس-400 واحدًا من أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم. اشترت الصين نظام إس-400 لمواجهة التهديد الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ولتغطية غزوها المزمع لتايوان.

لقد كانوا جميعًا يراقبون عن كثب الحرب الأوكرانية وقدرة النظام على الدفاع عن نفسه وعن الأهداف المحتملة الأخرى. لفترة طويلة، حتى الولايات المتحدة كانت تشيد بنظام إس-400.

وقد قررت عدم بيع طائرة F-35 إلى تركيا لحصولها على نظام إس-400، الذي لديه وسيلة لتسجيل المعلمات الإلكترونية المهمة للطائرات وغيرها. مع نجاح هجوم ATACMS الذي دمر فيه عناصر من نظام إس-400، هناك حاجة إلى مزيد من التحليل.

وتعرضت منظومة إس-400 للهجوم في موسبيني في منطقة دونيتسك، التي تقع على بعد أقل من 50 كيلومترًا من خط المواجهة. وتشير بعض التقارير إلى أنه تم نشر نظام إس-400 في المنطقة قبل يوم واحد فقط من الهجوم. وتشير مقاطع الفيديو إلى أن إس-400 حاولت بالفعل الاشتباك مع الصواريخ المهاجمة.

تم ضرب رادار الكشف بعيد المدى الرئيسي لنظام إس-400، وهو الرادار 92N6 (Grave Stone). يعد تدمير أنظمة الدفاع الجوي الروسية أمرًا مهمًا لتنفيذ المزيد من الهجمات ولتوفير قدر أكبر من حرية العمليات لإدخال طائرات F-16 والطائرات المقاتلة الأخرى.

استخدمت أوكرانيا نظام ATACMS برؤوس حربية عنقودية يمكنها تغطية المنطقة بالذخائر. إذا تم ضرب عناصر الرادار، فإنه يمكن حرفيا تعطيل النظام بأكمله. إذا أصابت الصواريخ، فإنها يمكن أن تنفجر وتسبب المزيد من الضرر.

الديناميكيات التشغيلية لمنظومة S-400 وآثارها على الدول المشغلة لها

أي نظام دفاع جوي، بما في ذلك القبة الحديدية الإسرائيلية الشهيرة، لديه ديناميكيات وقيود تشغيلية عندما يتعلق الأمر بالدفاع ضد الصواريخ الباليستية أو صواريخ كروز منخفضة الـ RCS أو الصواريخ أو الطائرات بدون طيار.

في حين أنها مصممة للدفاع عن أهداف ذات قيمة عالية، إلا أنها هي نفسها سيتم استهدافها أولاً كجزء من قمع الدفاعات الجوية للعدو (SEAD). أي نظام دفاع جوي لديه نقاط ضعف خاصة به.

على الرغم من كونه متحركًا، يحتاج نظام إس-400 إلى حوالي 5 دقائق لإطلاق صاروخ بعد اكتشافه عندما يتعين عليه التوقف. يمكن لمنصات الاستخبارات ISR الحديثة والمحمولة جواً وأنظمة ELINT تتبع موقعه. إس-400 هو نظام كبير، رغم أنه يمكن نشره بشكل جيد، سيكون من الصعب إخفاؤه. أيضًا، يتم استخدام البطاريات عدة مرات في مواقع ثابتة.

إن هوائيات الرادار ومركبات مراكز القيادة والصواريخ الموجودة على منصات الإطلاق معرضة تمامًا للهجمات الصاروخية أو هجمات أسراب الطائرات بدون طيار الكبيرة.

عندما اشترت الهند أو الصين نظام إس-400، كان ذلك يعتمد على معايير تقنية معروفة واختبارات النظام في ظل ظروف تجريبية. يحتوي القتال الفعلي على العديد من المتغيرات، ولا يمكن للتجارب أن تخلق كل هذه المتغيرات، مهما كانت واقعية. كان هذا هو النظام الأفضل وسهولة بالنسبة لسعره. كما أكد فرض الولايات المتحدة عقوبات على شراء النظام قدرته.

وعلى الرغم مما سبق، لا يلزم اتخاذ أي إجراءات غير محسوبة. ويجب ألا نقع في فخ وسائل التواصل الاجتماعي وحرب المعلومات. وقد يكون الهدف من ذلك هو الحفاظ على الروح المعنوية الأوكرانية مرتفعة. ستقوم الهند والصين بإلقاء نظرة فاحصة على نقاط ضعف وقدرات النظام.

وقد تقدم روسيا أيضًا ترقيات. وسيتعين على الهند استغلال قدرة النظام على الحركة، ونشره بشكل جيد، وبأعداد جيدة. يجب أن تكون الأنظمة مموهة بشكل جيد. لن يتم تدمير النظام بالكامل؛ وفي أحسن الأحوال، سيكون هناك بعض الضرر.

حصلت الهند على الأنظمة للدفاع ضد الهجمات القادمة من الصين وباكستان. ومن المؤكد أن كلاهما سيستهدفها باستخدام الهجمات الصاروخية، وكذلك الطائرات بدون طيار.

وستفعل الهند الشيء نفسه بأنظمة دفاعهما الجوي. يجب أن نتذكر أن نظام إس-400 سيكون بمثابة رادع كبير لطائرات الإنذار المبكر والسيطرة المحمولة جوا AEW&C، وطائرات تزويد الطائرات بالوقود FRA، والطائرات المقاتلة العدوة من الاقتراب.