إعادة الضحايا، قطر والحل لغزة

يديعوت احرونوت 20/2/2025، آفي شيلون: إعادة الضحايا، قطر والحل لغزة
- رغم أننا منذ 7 أكتوبر ونحن نحاط بقصص الفظائع، فان التقرير عن أن شيلي بيباس وطفليهما لن يعودوا مع المخطوفين يمزق القلب جدا. ثمة في قصة بيباس الرهيبة هذه كل عناصر المأساة: ابتداء من حقيقة أن عائلة شابة اختطفت دون ذنب اقترفته، عبر صورة الام وهي تحمي طفليها في اثناء الاختطاف وحتى الشائعات عما حصل لهم. حقيقة أن يردين تحرر من الانفاق الى الواقع لا تقل قسوة تحطم القلب. في اثناء الفترة التي انقضت منذ 7 أكتوبر تمكنا من العودة الى النزاع حول لجنة تحقيق، الموقف من قطر، المسؤولية عن الحرب وماذا لا. لكن قصة عائلة بيباس تذكرنا بانه بعد كل شيء نحن نعيش في كابوس دائم لم نستوعب بعد آثاره.
القليل الذي يمكن عمله هو الإصرار على تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة وتحرير كل من يمكن تحريره. أولئك الذين يدعون، مثل سموتريتش ان من الأهم ان نحرص على الا يتكرر 7 أكتوبر من ان نحرر المخطوفين يعرضون منطقا مشوها: فنحن نريد أن نمنع 7 أكتوبر آخر كي لا تكون حالات اختطاف وقتل أخرى، فلماذا إذن لا ننقذ المخطوفين الذين سبق أن اختطفوا؟
- قصة علاقة مستشاري نتنياهو مع قطر تحتل اتجاهات مختلفة. في المستوى المتطرف يمكن الإشارة الى علاقات محظورة مع دولة وان كانت لا تعرف في القانون كعدو، لكن بمفاهيم عديدة، بما في ذلك استضافة ودعم حماس، هي كذلك. في المستوى الأكثر اعتدالا في القضية تثور تساؤلات حول الامن الميداني في مكتب نتنياهو. اما في المستوى الأعلى، مثلما ادعى يعقوب بردوغو في القناة 14 فان رئيس الشباك ورئيس الموساد أيضا اللذين شاهدا في احدى زياراتهما هناك مباراة كرة قدم في المونديال فمشبوهان بالاتصال مع دولة عدو. هذا على أي حال ادعاء سخيف اذ ان هذا بالضبط هو دور الشباك والموساد بان يكونا على اتصال وان يشرفا أيضا على دول ومنظمات هي بشكل رسمي معادية لإسرائيل.
لكن يوجد مستوى إضافي للقصة مع قطر وهو يرتبط بالتطورات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي في العقود الأخيرة والتي تؤدي الى الطمع بمركز المنصة. إذ انه اكثر من كل شيء آخر معقول الافتراض بان مستشاري نتنياهو الذين عملوا من أجل قطر لم يروا امام ناظريهم عدوا بل عجل من ذهب. إسرائيل، التي بنيت على قيم اشتراكية تبنت في العقود الأخيرة المنطق الليبرالي الجديد الذي يرى في كل شيء “بضاعة” يمكن تعريفها بتعابير الربح والخسارة. وهكذا أيضا قيم ومؤسسات باتت بضاعة. فالتعبير الاوضح عن هذا المنطق وقع في ذروة الاحتجاج ضد “الإصلاح القضائي”، حيث غضب نتنياهو على سياسة الجيش تجاه وقف التطوع لقسم من رجال الاحتياط. في غضبه قال عن الجيش ان “جيشا يكلف الدولة 70 مليار شيكل في السنة لا يمكنه أن يضرب”. هكذا جعل الجيش أيضا الذي يعتبر مؤسسة مقدسة، منظمة اقتصادية بالاجمال.
ان حب المال وحلم الثراء هو أيضا جزء من التفسير لحقيقة أن نتنياهو يبعث من جهة على الاعجاب ومن جهة أخرى على النفور. لا يمكن الفصل بين محبة رئيس الوزراء وعائلته للفنادق الفاخرة والحياة الطيبة وبين حقيقة أن الكلمات الشعبية للخطاب الإسرائيلي هي “رفع المستوى”، “التدبر”، “الخلطات” وما شابه. حقيقة أن زعيم الدولة هو أيضا رئيس “الخالطين” هي ضمن أمور أخرى ما يبعث على الفجوة بين محبيه وكارهيه. كلنا نحب ان ننظر الى المرآة ونغضب مما ينعكس منها على حد سواء؟
- من الصواب ان نطلب من حماس الا تحكم غزة وكان ينبغي للامر أن يطرح منذ بداية الحرب كي نجند العالم للهدف الشرعي لكن من يصر على ان يمنع السلطة الفلسطينية أيضا المشاركة في الحكم الجديد لا يعرض حلا بل شعارات خيالية مثل تهديد ترامب “لفتح بوابات الجحيم” ونقل مليوني غزي الى مكان آخر. الحقيقة المرة هي انه لا يمكن لاي حل مستقر لغزة أن يتجاوز الشعب الذي نتنازع معه. لقد جرب نتنياهو دحر المسألة الفلسطينية الى الزاوية الى أن تفجرت علينا. الحكمة هي تقريب المعتدلين والمس بالمتطرفين. اما تجاهل الواقع فهو وصفة لكارثة مستقبلية أخرى.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-20 15:18:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>