اتصال ليلي قلب نتائج الاستشارات وباسيل رد الصفعة للثنائي
اتصال ليلي قلب نتائج الاستشارات وباسيل رد الصفعة للثنائي.
كتب اكرم كمال سريوي ـرئيس تحرير موقع الثائر
ذهبت المعارضة إلى رفع السقف، إلى حدود التحدي، واقترح قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، ترشيح اللواء أشرف ريفي أو فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، وهو يعلم طبعاً أنهما يمثلان فريق المعارضة، وليسا مرشحي توافق، وهذا الترشيح لا ينسجم مع مناخ الوحدة الوطنية، التي تمثلت بانتخاب العماد جوزاف عون.
اجتمع نهار الأحد ٣١ نائباً من المعارض، ورشحوا النائب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة المقبلة، وكان واضحاً أن مخزومي سيفشل في مواجهة ميقاتي، الذي يحظى بثقة؛ الثنائي الشيعي، وكتلة الاعتدال، واللقاء الديموقراطي، وعدد من النواب المستقلين.
غادر نواف سلام لبنان يوم السبت الماضي، باعتبار أن الأمور محسومة لاعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة، وعندما تحدث ميقاتي بعد زيارته إلى القصر الجمهوري، ثم بعد زيارته إلى دمشق، كان واثقاً من إعادة تكليفه.
وكان اللقاء الديمقراطي الذي اجتمع مساء الاحد، ولم يعلن عن مرشحه لرئاسة الحكومة، واتضح من خلال ذلك، أن هناك اتصالات جارية مع قوى داخلية وخارجية، ولم تكن قد وصلت إلى نتائج بعد.
خلال ساعة الليل وصلت كلمة السر، وتبلغ النائب مخزومي من جهة خارجية فاعلة، بضرورة سحب ترشيحه، كي تذهب المعارضة موحدة لترشيح نواف سلام، فالعهد الجديد في لبنان يحتاج إلى اكتمال صورة التغيير، وعلى الثنائي الشيعي تقبل الواقع الجديد، فلا يمكن له أن يبقى ممسكاً بالسلطة من خلال نجيب ميقاتي.
صحيح أن رئيس الجمهورية ليس صندوق بريد و اقتراع، والدستور يوليه حق تسمية رئيس الحكومة، بعد إجراء استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الحكومة، لكن تجدر الإشارة إلى أن نتائج الاستشارات هي غير ملزمة من ناحية دستورية، لكنها ملزمة من ناحية سياسية، لأن الحكومة تحتاج إلى ثقة المجلس النيابي كي تمارس مهامها، والتجارب التي سمى فيها رئيس الجمهورية، رئيساً للحكومة بخلاف رغبة الأكثرية النيابية، لم تكن موفقة، ولم تنجح تلك الحكومات في ممارسة مهامها.
حُسم الأمر بسرعة، لكن بعض النواب لم يتم ابلاغهم بما حصل ليلاً، فذهبوا صباحاً الى بعبدا وسموا نجيب ميقاتي، ومع حلول منتصف النهار واتصال جنبلاط بميقاتي معتذراً عن امكانية تسميته، وابلاغه بأن الرأي استقر على نواف سلام، اتضح للجميع أن الرئيس المقبل للحكومة بات نواف سلام، فتسارعت أصوات الكتل لتصب في صالحه، وقال أحد النواب أنه كان على اتصال دائم مع المملكة العربية السعودية، التي أيدت ترشيح نواف سلام.
سيعمل الرئيس المكلف على تشكيل حكومة بسرعة، وسيحاول أن تترجم فكرة الاجماع الوطني، وإشراك معظم الكتل النيابية فيها.
لكن تشكيل الحكومة لن يكون سهلاً، بعد تصعيد مواقف بعض الأطراف الذي اتسم بالتحدي، للثنائي الشيعي، الذي قال أنه لن يشارك في الحكومة المقبلة، وإذا ما بدّل موقفه فهو سيضع شروطاً صعبة أمام الرئيس المكلف، للموافقة على الاشتراك في الحكومة.
واضح أن رئيس الجمهورية والرئيس نواف سلام، سيحرصان على مشاركة غالبية الكتل النيابية، خاصة الشيعية، في الحكومة، ولن تكون الحكومة من دون شخصيات شيعية، قد تكون مستقلة، يتم اختيارها بالاتفاق مع الثنائي، فالمادة 95 من الدستور تنص على: “تُمثّل الطوائف بصورة عادلة في الوزارة.”
وخلاف ذلك تكون الحكومة غير ميثاقية وغير دستورية، وهذا لن يقبله لا الرئيس جوزاف عون المعروف عنه حرصه على الوحدة الوطنية وتطبيق الدستور، ولا الرئيس المكلف نواف سلام، وهو رجل القانون، الحريص كل الحرص الأنظمة والقوانين والدستور.
وبالرغم من موقف جبران باسيل السلبي من انتخاب الرئيس جوزاف عون، فالزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السابق ميشال عون لقصر بعبدا، قد تفتح الطريق لتفاهم جديد بين التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، وفق قاعدة الاصول الدستورية والاحترام المتبادل.
لكن يبدو أن باسيل لم يغفر للثنائي الشيعي، وتحديدا للرئيس نبيه بري، السير بانتخاب جوزاف عون، فرد الصفعة، وقام بتسمية نواف سلام، الذي يرفضه الثنائي الشيعي، ويبدو أيضاً أن التيار سيشارك بالحكومة المقبلة، وفق حقه الدستوري بذلك.
الكل يعلم طبيعة التعقيدات اللبنانية وأزمة الحكم، في نظام تحكمه التفاهمات السياسية والطائفية، أكثر مما تحكمه الاصول الديمقراطية.
والآن لا شك أن هناك معضلة حقيقية ستواجه انطلاقة عهد الرئيس عون، فالبلد لا يُحكم بالغلبة والاقصاء، وهذه التجربة لم تكن ناجحة في لبنان، وتكرارها اليوم بطريقة معكوسة، سيدفع الثنائي إلى المعارضة، التي تتطهر بشكل طائفي بغيض، وليست مجرد معارضة سياسية، وستجعل الشيعة أكثر تكتلاً وتصلباً في مواقفهم، فلا يمكن لهذه الطائفة أن تقبل فكرة الكسر، والإلغاء التي طرحها ويصر عليها البعض.
إن رجاء اللبنانيين بالخلاص، والأمل، الذي بعثه في نفوسهم خطاب القسم للرئيس جوزاف عون، يُنتظر أن يُترجم في حكومة وحدة وطنية جامعة، خاصة أن الرئيس المكلف نواف سلام يُمثل رجل إصلاح، ويتكامل مع ما جاء في خطاب القسم للرئيس جوزاف عون.
حكومة تكون قادرة على العمل وإحداث نقلة نوعية، في مجال الشفافية والانقاذ، واعادة الاعمار، وبناء المؤسسات، وتحقيق الازدهار، لا في الدخول في مزيد من التفكك والتشرذم والخلافات، ومحاولات إقصاء مكون رئيسي وأساسي، قدم تضحيات كبيرة في مواجهة العدو الإسرائيلي، وحمل عبء المقاومة والتحرير لسنوات، فليس من العدل ولا من الحكمة أن يتم التعاطي معه بفوقية، وبلغة الغلبة الموهومة، فعندما ينكسر جناح في لبنان ينكسر لبنان كله، ونخسر الوطن، فالانقسام لن يخدم سوى أعداء لبنان.
ظهرت المقالة اتصال ليلي قلب نتائج الاستشارات وباسيل رد الصفعة للثنائي أولاً على تلفزيون الحقيقة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :pravdatv.org
بتاريخ:2025-01-13 20:11:00
الكاتب:قسم التحرير
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>