اتفاق سيء لكن لا مفر
يديعوت احرونوت 14/1/2025، يوسي يهوشع: اتفاق سيء لكن لا مفر
لا حاجة لتجميل الواقع: الاتفاق المتحقق لوقف النار وتحرير المخطوفين والمخطوفات هو سيء لإسرائيل، لكن لا مفر من قبوله. دولة تورطت عميقا في حدث خطير ومركب جدا في 7 أكتوبر مدينة بدين أخلاقي لمواطنيها ومواطناتها الذين سحبوا من أسرتهم او للمجندات والجنود الذين تركهم الجيش الذي تجندوا له لمصيرهم. هذا لا يعفينا من التصدي للمستقبل القاتم الذي ينتظرنا من الجانب الاخر، في ضوء الثقوب الواسعة في المنحى المتحقق.
الحادثة القاسية أمس في بيت حانون وبعامة المعارك المريرة في جباليا يمكنها أن تدل على مشكلة مركزية في الاتفاق ترتبط بالعودة الى القتال. 55 ضابطا وجنديا فقدنا في هذه الجبهة منذ أكتوبر، 15 منهم فقط في الأسبوع الأخير في بيت حانون. كل هذا يقع في منطقة يقاتل فيها الجيش الإسرائيلي منذ الان ويدعي بانه حقق الحسم ومعظم السكان نزحوا. غير ان المقاتلين والضباط يشهدون بان الحملة لا تجري كما ينبغي: حجم القوات كان أصغر من المطلوب وهي ليست مزودة بما يكفي من الاليات الثقيلة.
في لواء الناحل يعترفون أيضا بان بموضوع لا يجري الحديث فيه بشكل كافٍ: المقاتلون تعبون جدا. هم يقاتلون على نحو متواصل منذ 7 أكتوبر وقل ما يعودون الى بيوتهم. الاثار واضحة. مثلما تدار الحرب فانها لم تجلب ما يكفي من نتائج.
من هنا يثور السؤال: اذا كان الاتفاق يسمح بعودة السكان الى شمال القطاع (ليس فقط مواطنين أبرياء سيستغلون الفرصة) فكيف بالضبط ستضمن إسرائيل القدرة على العودة للقتال اذا ما قررت حماس بانها لن تواصل الاتفاق؟ الاثمان ستكون اعلى باضعاف مما دفعناه حتى الان. بالمناسبة، الانسحاب بالذات من محور فيلادلفيا، الذي كان حتى قبل بضعة اشهر صخرة وجودنا حسب رئيس الوزراء، يبدو أقل خطرا. أما اغراق المنطقة بسكان مدنيين بالمقابل، فسيجعل استئناف القتال كابوسا.
بالمقابل، فان الأخطاء القاسية في بيت حانون تدل على ان الجيش بحاجة عاجلة الى الانتعاش وكذا الى تبديل القادة ممن اعترفوا بمسؤوليتهم عن 7 أكتوبر. قائد المنطقة الجنوبية، يرون فينكلمان، أخطأ بشدة في توزيع المسؤولية عن الجبهات. تبين أن فرقة غزة مسؤولة أيضا عن المنطقة العازلة على طول كل خط الحدود، عن رفح في جنوب القطاع وعن المعارك في بيت حانون. هذا حجم غير معقول من مهام من أنواع مختلفة تماما، مما خلق الفجوة الفتاكة في الانتباه وفي الوسائل لدى الفرقة وفي قدرتها على التصدي لحجم المقاومة من حماس. وكيف نعرف بان حتى في الجيش يفهمون الإخفاق؟ بعد بضع ساعات من الحادثة القاسية نقلت المسؤولية عن بيت حانون الى الفرقة 162، التي تقاتل في جباليا المجاورة.
وبالتالي، بعد 15 شهرا منذ بدأت الحرب، الجيش لم ينجح حقا في تقويض الذراع العسكري لحماس، والذي هو مسؤوليته. المستوى السياسي، بالمقابل، لم يعمل على خلق بديل سلطوي في غزة. وهكذا نحصل على اتفاق ندفع فيه ثمنا باهظا يفترض أن ندفعه على صفقة شاملة وليس على صفقة جزئية، بعدها ستختفي رافعات الضغط التي تستهدف ضمان المراحل التالية.
يتبقى الامل في أن الرئيس ترامب على الأقل اعطى وعودا بالمقابل، والاهم – انه يقصد أيضا الإيفاء بها.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-14 16:53:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>