عين على العدو

اذا كانت الأغلبية الصامتة في غزة تريد السلام، ألا نمد لها يدنا

هآرتس – كارولينا ليندسمان – 21/2/2025 اذا كانت الأغلبية الصامتة في غزة تريد السلام، ألا نمد لها يدنا

خلافا للرأي السائد في إسرائيل الذي يقول بأنه لا يوجد أبرياء في غزة، فان “خطة” دونالد ترامب لتنفيذ تهجير لمليون ونصف غزي تفترض أنه باستثناء حماس فان الغزيين يريدون العيش بسلام. “يجب حدوث شيء ما”، قال ترامب على مدخل طائرة سلاح الجو رقم 1، “لكن هذه وبحق منطقة مدمرة في الوقت الحالي. تقريبا كل شيء مدمر والناس يموتون هناك. أنا افضل التدخل في عدد من الدول العربية وبناء مساكن في أماكن أخرى، التي اعتقد أنه يمكنهم العيش فيها بسلام من اجل التغيير”. العيش بسلام من اجل التغيير!.

يتبين أن بنيامين نتنياهو أيضا يؤمن باحتمالية عقد السلام مع الفلسطينيين، كما يتبين من نظرته الإيجابية لفكرة ترامب، حتى لو كانت بمعنى مع السلامة وليس الى اللقاء. “الفكرة الجيدة الأولى التي سمعتها، هي فكرة رائعة. يجب فحصها وتنفيذها. هي ستخلق مستقبل مختلف للجميع”، قال نتنياهو في مقابلة مع “فوكس نيوز”، “مستقبل مختلف للجميع”!. في يوم الاحد، في لجنة رؤساء المنظمات اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة، تمسك نتنياهو بهذا الخط. “لماذا لا نعطي للغزيين أن يختاروا؟ جميعهم قالوا إن هذا هو السجن الأكبر في العالم المفتوح. هذا ليس بسببنا. نحن نسمح للناس بالمغادرة. عمليا، في السنتين الأخيرتين اعتقد أن 150 ألف غزي غادروا. غادروا من هناك بدفع الرشوة من اجل الخروج من غزة… الأثرياء تمكنوا من المغادرة. ولكن اذا أراد الآخرون المغادرة فاسمحوا لهم بالاختيار”. اسمحوا لهم بالاختيار!.

اذا كان تمييز غيدي تاوب بين الثابتين والمتحركين ينطبق على غزة فانه يمكن القول بأن نتنياهو يريد السماح للثابتين الغزيين بالامتياز الذي يوجد للمتحركين الغزيين. وأن يدفع الرشوة لهم في طريقهم الى الخارج. يتبين أن الامر لا يتعلق بحديقة للحيوانات المفترسة التي تتآمر على العودة الى يافا واللد ورمينا في البحر وتدمير دولة إسرائيل، بل بملايين الأشخاص الثابتين الذين ببساطة لا يمكنهم السماح لانفسهم بالاختفاء من هنا. القومية الفلسطينية والصمود الجهادي الاصولي لا يوجد لها علاج – كل ذلك هراءات. يتبين أنه خلافا لهراءات المستشرقين والمحللين للشؤون العربية، فانه لا يجب “التحدث معهم باللغة العربية”، بل تعليمهم اللغة الإنجليزية وتمويل هجرتهم. من هنا فان المنحدر شديد نحو الاسبرسو والسوشي على الشاطيء في بالي.

حتى بتسلئيل سموتريتش يصمم على التمييز بين الأقلية المتطرفة والاغلبية الصامتة كآخر المتحركين اليساريين الذين هاجروا “طوعا” (هرب الادمغة)، ويقوم بتقديم المواعظ من هارفارد لوقف التطهير العرقي: “بعد 76 سنة فيها معظم سكان غزة تم احتجازهم بالقوة في ظروف قاسية من اجل المحافظة على التطلع لتدمير دولة إسرائيل، فان فكرة مساعدتهم في العثور على أماكن أخرى للبدء في حياة جديدة افضل، هي فكرة مدهشة”. حياة جديدة افضل!.

اذا كان ننتنياهو وشركاءه وملايين الإسرائيليين الذين تم اسرهم بسحر “الفكرة المدهشة”، يعتقدون أن معظم الغزيين سيفضلون الفرصة لحياة افضل خارج غزة على حياة النضال من اجل تدمير إسرائيل مثلما ساد القول هنا عن الفلسطينيين بشكل عام والغزيين بشكل خاص منذ سنوات، واذا كانوا حتى في اليمين المتطرف يعترفون بأن “معظم السكان تم احتجازهم بالقوة” من اجل المحافظة على التوق الذي هم ليسوا شركاء فيه فان السؤال هو: لماذا إسرائيل لا تمد لهم يدها لهذه الأغلبية الصامتة والنازفة، التي تحب الحياة الجديدة والجيدة، للسلام؟ لماذا لم يتم هنا بذل جهود صادقة، مباشرة أو غير مباشرة، سرية أو علنية، دبلوماسية أو إعلانية، من اجل الوصول الى هذه الرغبة للاغلبية في غزة، وعرض عليهم خيار حياة جديدة وجيدة بدون المغادرة؟ أو حسب ترامب، العيش بسلام من اجل التغيير.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-21 17:15:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى