استراتيجية نتنياهو للشرق الاوسط الجديد

وتعكس الاستراتيجية هذه، رؤيته للعلاقات الدولية، ودفاعه عن سياسات كيانه المحتل الأمنية والخارجية بأسلوب مباشر ومنهجي وتكشف بشكل واضح عن خططه المتطرفة للشرق الاوسط وكيفية الحلول الممكنة لأزمته.
ويعكس نتنياهو في كتابه رؤيته للعالم، ويدافع عن السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والدول العربية، كما يركز على قضايا الأمن القومي والشرعية الدولية لكيانه المحتل.
أهم أفكاره الرئيسية :
1. *”إسرائيل” كدولة محاصرة*:
يصوّر نتنياهو “إسرائيل” كدولة ديمقراطية محاطة بأعداء يسعون لتدميرها ويشدد على أهمية القوة العسكرية والدفاع الذاتي في ضمان بقائها.
2. العلاقات مع الغرب:
يرى أن “إسرائيل” حليف طبيعي للولايات المتحدة والدول الغربية بسبب القيم المشتركة، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويؤكد على الحاجة لدعم الغرب في مواجهة التهديدات المشتركة، مثل الإرهاب والتطرف الإسلامي.
3. التهديدات الأمنية:
يناقش نتنیاهو فی کتابه التهديد الإيراني وبرامج النووية كأكبر خطر على “إسرائيل” ويتناول الصراع مع الفلسطينيين، وينظّر بأن *(الحل يكمن في الردع وليس في التنازلات)*.
4. انتقاد السياسة الدولية:
ينتقد نتنياهو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ويتهمها بالانحياز ضد كيانه ويرى أن وسائل الإعلام العالمية تشوه صورة “إسرائيل” وتروج لروايات معادية لها.
شرق اوسط جديد:
يتحدث نتنياهو عن مفهوم “شرق أوسط جديد” ولكن من منظور مختلف عما طرحه لاحقًا شمعون بيريز. يرى نتنياهو أن “الشرق الأوسط الجديد” لا يمكن تحقيقه من خلال *(التسويات الدبلوماسية وحدها، بل عبر تغيير موازين القوى لصالح إسرائيل، بحيث تصبح القوة المهيمنة في المنطقة). * وذلك على الاسس التالية:
1. القوة العسكرية والأمنية:
يصر نتنياهو على *”أن إسرائيل لن تحصل على السلام إلا إذا كانت قوية بما يكفي لردع أعدائها”*. ويعتبر أن *”أي اتفاق سلام يجب أن يكون قائمًا على التفوق العسكري الإسرائيلي”.
2. التطبيع مع الدول العربية:
يرى رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي، أن إسرائيل يمكن أن تحظى بقبول إقليمي من خلال التحالفات مع دول عربية تعارض إيران والإسلام السياسي. ويعتقد أن التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع دول عربية يمكن أن يكون أداة لبناء شرق أوسط مستقر.
3. رفض الحلول التقليدية للصراع:
ينتقد نتنياهو فكرة “تقديم تنازلات للفلسطينيين” ويرفض حل الدولتين، لان ذلك في استراتيجيته “لن يجلب السلام”. ويشدد على “ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية من منطلق أمني وليس من منطلق دبلوماسي بحت”.
لذا فان مخطط نتنياهو الوارد في الكتاب، يدعم مشاريع تفكيك بعض الدول العربية أو إعادة تشكيل خريطة المنطقة بما يخدم المصالح الإسرائيلية. وابرز افكاره :
1. إضعاف الدول العربية المركزية:
يرى نتنياهو أن الدول العربية الكبرى (مثل العراق وسوريا ومصر) تشكل تهديدًا لكيانه إذا بقيت موحدة وقوية. ويدعو إلى استغلال الانقسامات العرقية والطائفية داخل هذه الدول لتقليل التهديدات المحتملة.
2. الترويج لدعم الأقليات:
يطرح فكرة دعم الأقليات غير العربية وغير المسلمة، مثل الأكراد والمسيحيين والدروز، كوسيلة لإضعاف الحكومات المركزية في الدول العربية وهذا ما يعتبر *”جزءًا من استراتيجية تهدف إلى تفكيك بعض الدول العربية إلى كيانات أصغر وأضعف”.
إقرأ أيضاً..نتنياهو متناسيا كل الارهاب الذي مارسه بغزة: مجلس حقوق الإنسان داعم للإرهاب!!
رغم أن نتنياهو لا يتحدث عن مخطط صريح ومباشر للتقسيم في المنطقة، فإن الأفكار التي طرحها، تؤدي إلى إضعاف الدول العربية والاسلامية، وتقسيمها قد يكون نتيجة طبيعية لهذه الاستراتيجية، كما انها تتماشى مع استراتيجيات إسرائيلية أخرى ظهرت سابقا للتقسيم والتفكيك، مثل خطة “عوديد ينون” (1982) التي تقوم على اساس تفكيك الدول العربية واضعاف جيوشها واثارةالنزاعات الداخلية والسيطرة على الموارد، وتحويل هذه الدول إلى كيانات أصغر لضمان “أمن إسرائيل”.
وهنا يمكن الربط بين رؤية نتنياهو للشرق الأوسط وبين ما جرى من أحداث في المنطقة خلال العقدين الماضيين، سواء في العراق او سوريا او لبنان او مصر او اليمين غيرها.
الفرق بين نتنياهو وشمعون بيريز في هذا المفهوم:
يرى الرئيس الاسرائيلي السابق ورئيس الوزراء الاسبق شمعون بيريز، أن “الشرق الأوسط الجديد” يمكن أن يقوم على *”التعاون الاقتصادي، السلام، والانفتاح بين إسرائيل والدول العربية”.
اما نتنياهو فيرفض هذه الرؤية، ويرى *”أن السلام ممكن فقط إذا بقيت إسرائيل قوية واستطاعت فرض شروطها على المنطقة”.
اي أن نتنياهو يؤمن بـ”شرق أوسط جديد”، ولكن من خلال القوة والتحالفات الاستراتيجية واضعاف الدول العربية بدلاً من التسويات السلمية التقليدية.
*د.حكم امهز
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2025-03-15 10:03:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>